باريس ـ مارينا منصف
أعلن مسؤول فرنسي، أنَّ الأدلة المتوفرة من التسجيلات الصوتية داخل قمرة القيادة في الطائرة الألمانية المنكوبة، كشفت عن أنَّ أحد الطيارين كان محبوسًا خارج القمرة أثناء سقوطها وتحطمها في جبال الألب.
وأوضح المسؤول "إنَّ الرجل في الخارج قرع الباب بخفة ولم يكن هناك رد، ومن ثم ضرب الباب بقوة من غير الحصول على أي رد"، وأضاف "إنه يمكن سماعه وهو يضرب الباب بقوة محاولًا فتحه".
وأضاف "ذلك ما حدث على متن الطائرة قبل اللحظات الأخيرة من تحطم الطائرة ومقتل ركابها الـ150، الذين كان من بينهم ثلاثة بريطانيين و49 أسبانيًا و15 طالبًا ألمانيا وعددًا من السياح الأجانب والأتراك، الثلاثاء الماضي".
وأشار إلى أنَّ التسجيلات تثير التكهنات بأنَّ حادث تحطم الطائرة كان متعمدًا، سواء بدافع انتحار الطيار أو نتيجة عملية متطرفة، ومع ذلك فإنَّ عدم وجود استجابة من قبل أفراد الطاقم قد يشير أيضًا إلى أنَّ الطيار أصبح عاجزًا في الطريق.
واستدرك "التسجيل لا يوفر بشكل كبير الحالة التي كان عليها الطيار داخل قمرة القيادة، كل تلك التصريحات والشكوك تثير الفضول بشأن الطائرة الألمانية".
واستطرد "يتم فهم الأدلة من خلال التسجيل الصوتي في قمرة القيادة والتي حاليًا يجري تحليلها من قبل محققي الحوادث في لو بورجية قرب العاصمة الفرنسية باريس".
وصرَّح الرئيس التنفيذي لشركة الطائرة المنكوبة "جيرمان وينغز"، توماس فينكلمان، بأنَّ أحد الطيارين لديه خبرة أكثر من عشرة أعوام، حيث حلّق أكثر من 600 ساعة على الطائرة من طراز "A320".
ولم يعلق المتحدث باسم مكتب تحقيقات الحوادث في فرنسا، على ما كشف عنه في الليلة الماضية، فقد حذرت من الأمر قد يستغرق أيامًا وأسابيع أو حتى شهر قبل أن يعلن المحللين عن أسباب سقوط وتحطم الطائرة.
يُذكر أنَّ الصندوق الأسود سيسمح للمحققين بالكشف عن التنبيهات السمعية الآلية الخاصة بالطائرة والتي ستساعد في ترتيب سلسلة الأحداث والتي أدت إلى الهبوط المفاجئ للطائرة وتحطمها، كما يجب الحصول على الصندوق الأسود الثاني حتى يتمكنوا من ربط الأحداث وظروف تحطم الطائرة.
ويُشار إلى أنَّ الطائرة الألمانية كانت قديمة إلى حد ما، ويتم ترميمها منذ أكثر من عام، فقد أكدت الشركة الأم "لوفتهانزا"، أن عمرها 24 عامًا، والهدف من تجديد الطائرة هو تمديد فترة عملها إضافيًا لعشرة أعوام؛ ولكن ذلك يعد خطرًا بسبب الإجهاد، إذ يثير تجديد الطائرة الجدل حول صيانة الطائرات وبرامج الرعاية.
ويكشف تقرير صادر من قبل "لوفهانزا" أنَّ أسطول الطائرة "A320"، يصل إلى نهايته الطبيعية عندما يكون مجموع ساعات الطيران 80 ألف ساعة، أو 48 ألف من دورات الإقلاع والهبوط.
وكانت الرحلة المنكوبة من برشلونة إلى دوسلدورف، قد سجلت 58.313 ساعة طيران، و 46.748 من الإقلاع والهبوط.