صنعاء - عبد الغني يحيى
شنّ طيران التحالف العربي الأربعاء غارات على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في صنعاء ومحيطها، حيث امتدت الغارات إلى محافظات تعز وإب ومأرب والجوف، فيما تواصلت المعارك التي تخوضها القوات المشتركة لـ "المقاومة الشعبية" والجيش في جبهات تعز وغرب مأرب وشمال الضالع وفي مديرية نهم من الجهة الشمالية الشرقية للعاصمة اليمنية. كما واصل الحوثيون وقوات علي صالح استهداف المدنيين في محافظتي إب وتعز، في ظل نزوح كثيف للسكان من هذه المناطق.
وأعلن الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي تأجيل المحادثات التي كانت مقررة هذا الشهر بين الحكومة الشرعية والحوثيين وأتباع علي صالح. وقال إن سبب التأجيل هو "تعنُّت الأطراف الأخرى وإصرارها على مواقفها المتشدّدة ورفضها السلام والمفاوضات". وطالب المجتمع الدولي بتحديد الطرف المتعنّت الرافض تطبيق القرارات الدولية.
وأدى قصف الحوثيين وقوات علي صالح على الأحياء السكنية في مديرية حزم العدين في محافظة إب، إلى سقوط جرحى وإثارة حالة من الرعب لدى المواطنين، ونزوح عشرات منهم باتجاه الجبال والقرى الآمنة. وأفادت مصادر عسكرية بأن طيران التحالف دمّر الأربعاء، صاروخًا باليستيًا مع منصة إطلاقه، كان الحوثيون وقوات الرئيس السابق يعدّون لإطلاقه من داخل مقر "مدرسة الحرس" شمال صنعاء، كما استهدف الطيران آليات لجماعة الحوثيين داخل مقر الكلية الحربية في حي الروضة إلى الشرق من الموقع الأول.
وطالت الغارات أيضًا مواقع عسكرية في محيط العاصمة الشمال الشرقي في مناطق "نهم وبني حشيش"، وامتدت إلى مديرية يريم شمال إب، واستهدفت المواقع الأمامية للمتمردين في مديرية صرواح غرب مأرب، إلى جانب مواقع في محافظة تعز.
وأكدت مصادر المقاومة استمرار المعارك في مديرية صرواح غرب مأرب، في ظل تقدُّم المقاومة لاستكمال السيطرة على جبال منطقة "هيلان". وكشفت أن السيطرة على هذه المنطقة ستقود إلى تحرير أطراف مأرب، كما ستمكّن المقاومة والجيش الوطني من فتح جبهة جديدة باتجاه صنعاء، عبر مديرية خولان في الجهة الجنوبية الشرقية للعاصمة.
وبدأت السلطات الحكومية في محافظة أبين الجنوبية، تدريب عناصر المقاومة في مديرية "لودر" المتاخمة لمحافظة البيضاء، استعدادًا لدمجهم في قوات الجيش والأمن. وذكرت مصادر المقاومة شمال الضالع أنها نصبت الأربعاء، مكمنًا لمسلّحي الحوثيين قرب مدينة دمت التي تقترب المقاومة من تحريرها، ما أدى إلى مقتل 12 حوثيًا وتدمير آليات لهم.
واستنفر تنظيم "القاعدة" الأربعاء، عناصره في مدينة المكلا (عاصمة حضرموت) التي يسيطر عليها منذ نيسان (أبريل) الماضي، وذلك بعد اقتراب بوارج حربية للتحالف من ميناء المكلا وتحليق مقاتلات من طراز "أباتشي" على امتداد الساحل الجنوبي لليمن، وتوجيه إنذار للسفن غير المرخص لها لمغادرة الميناء.
وأفادت مصادر محلية مقتل اثنين من عناصر التنظيم في غارة شنتها طائرة من دون طيار يُرجَّح أنها أميركية، استهدفت ليل الثلاثاء - الأربعاء سيارة تقلُّهما في منطقة "مفرق بن عيفان" في وادي حضرموت. وأضافت أن جثتيهما تفحمتا، فتعذّرت معرفة هويتيهما.
ودعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، الأربعاء، ألمانيا إلى الضغط على الميليشيا الانقلابية لتنفيذ متطلبات بناء الثقة المتفق عليها في مشاورات بييل السويسرية والمتمثلة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح للمساعدات الإغاثية بالوصول للمواطنين وإنهاء الحصار على المدن وخصوصًا مدينة تعز. حيث قال المخلافي خلال لقائه السفير الألماني لدى اليمن أندرياس كيندل "إن تنفيذ هذه المتطلبات سيمهد لمشاورات جدية وناجحة تفضي لوقف شامل لإطلاق النار".
وكشفت مصادر مسؤولة في حزب المؤتمر الشعبي العام عن خلافات حادة طرأت بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حول المشاركة في المشاورات المرتقبة نهاية الشهر الجاري مع الحكومة اليمنية. في الوقت الذي تكثف فيه الأمم المتحدة جهودها لعقد الجولة الجديدة من تلك المشاورات، بعدما تعثر انعقادها منتصف الشهر الجاري، حيث أكدت المصادر أن الخلافات تصاعدت عقب إشعار صالح لقيادة جماعة الحوثي بامتناع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه عن إرسال ممثلين له للمشاركة في المشاورات المرتقبة وإصراره على أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع السعودية لا تشارك فيها الحكومة الشرعية.