عدن-سليم المعمري
شنَ طيران التحالف العربي، غارات عنيفة على مواقع عسكرية في محافظة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء. وأوضحت مصادر مطَلعة إن طيران التحالف استهدف موقعًا عسكريًا على جبل المرحة جنوب غربي المدينة. وأفادت بوقوع انفجارات عنيفة أعقبت الغارات وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من الموقع نتيجة تلك الغارات التي من المرجح أنها استهدفت مخزن أسلحة في ذات الموقع. كما قصفت غارة أخرى موقع الجميمة في القرب من جبل المرحة تزامنًا مع تحليق مكثف لطيران التحالف في سماء المدينة.
وأكدت المصادر اليمنية الجمعة، مقتل عشرات المدنيين في مدينة تعز جرَاء قصف عنيف شنه الحوثيون وقوات المخلوع على عدة أحياء في المدينة، ونقل مصدر مطَلع لـ "العرب اليوم"، إن عددًا من المدنيين قتلوا من بينهم طفل فيما أصيب ستة آخرين من جراء قصف الانقلابيين على تعز جنوب اليمن. وذلك بعد سقوط قذيفة عشوائية أطلقها الحوثيون على حارة الضربة في مدينة تعز أدى إلى مقتل عدد من المدنيين. كما قتل عدد من المدنيين وجرح آخرون في قصف للميليشيات على مناطق في شارع جمال عبد الناصر وسط مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون وقات صالح منذ أشهر.
وأحرقت مليشيات الانقلاب عشرات المنازل، في واحدة من أقذر جرائم حربهم في تعز في مركز مديرية ذوباب المنسية على مقربة من أهم ممر بحري في العالم، من خلال إخراج سكان مدينة ذوباب الساحلية من منازلهم المتواضعة إلى منطقة المندب، وبعدها أحرق عناصر الانقلاب 40 منزلا لمواطنين تشك المليشيات في انتمائهم ومناصرتهم للمقاومة الشعبية، والجيش الوطني في المدنية.
وأشارت المصادر إلى أنه شوهد احتراق منازل في ذوباب، موضحة أن أغلبها منازل من الألواح والعشش، والبلك إلى مسافة 30 كيلو متر وسط حزن وقهر أصحابها، وتحولت المدينة النائية إلى أطلال، وهذه واحدة من سلسلة جرائم ستظل شاهدة على بشاعة انتقام مليشيات الحوثيين والمخلوع من الشعب. لافتة إلى نزوح المواطنين وهم 40 أسرة إلى مناطق (غريره، والسقيا، والعرضي)، وتبعد 25 كيلو متر عن ذوباب المدينة. ويهدف الحوافيش من إحراق منازل ذوباب، بعد إعادة سيطرتهم على مركز المديرية، إلى إيصال رسالة إلى أبناء تعز، مفادها، "هكذا سيكون مصير من سيشاركون في تحرير مدن وقرى المحافظة". حيث لم تنشر وسائل الإعلام المحلية أنباء جريمة إحراق الانقلابيين 40 منزلا في ذوباب، ولم يتحرك أحد لإغاثة السكان المهجرين كما لم تعير منظمات حقوق الإنسان قضيتهم أدنى اهتمام.
وفي ظل تغاضي منظمات حقوقية إبادة مدينة تعز وقصف قرى جنوب المحافظة من قبل الإنقلابيين، وفي تطورات ميدانية أخرى تمكنت قوات المقاومة من دخول قرية السفيلى في بلدة كرش جنوب البلاد حيث أسفرت المواجهات هناك عن مقتل 11 من عناصر ميليشيات الحوثيين في الحدب وجبال الاشقب بينهم القيادي الذي يُدعى "أبو عاصم"، حيث تسبب مقتله إلى هروب العشرات من عناصر قوات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح باتجاه الجبال التي تطل على الشريجة شمال قرية الجريبة.
وأقدم الحوثيون الجمعة، على مداهمة قرية في مديرية "أرحب"، فيما واصل التحالف غاراته في مديرية "نِهم" شرق صنعاء، وقال شهود عيان إن الحوثيين داهموا قرية "بني سبعة" في مديرية "أرحب" شمال العاصمة، وأطلقوا النار على "مواطنين"، من دون تفاصيل حول ما إذا كان هناك ضحايا، وجاء هذا التطور بالتزامن مع تواصل الغارات الجوية للتحالف، حيث نفذت طائرات التحالف سلسلة غارات في منطقة "بران" "ومسورة" في "نِهم"، حيث تدور مواجهات بين قوات الجيش الوطني والمقاومة وبين الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى.
وكشف نائب رئيس المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء الشيخ محمد مشلي الحرملي، في تصريحات الجمعة، عن أن المقاومة والجيش في "نِهم"، تقدمتا في مواقع بعد سوق "بران" غرب "فرضة نِهم" باتجاه مديرية "أرحب، وأكدت مصادر مطلعة أن اتصالات حثيثة تجري بين قيادات من الجيش الوطني ومشايخ وأعيان بني مطر والحيمتين "الحيمة الداخلية والحيمة الخارجية" الذين تعهدوا بالوقوف مع الشرعية والجيش الوطني وتقديم التسهيلات الكاملة لتجنيب مناطقهم ويلات الحرب والدمار. يأتي ذلك بعد التقدم الكبير الذي أحرزته قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في مديرية نهم على بعد 20 كيلو متر من العاصمة صنعاء وسيطرتها على معسكر الفرضة الاستراتيجي وإعلان قبائل نهم وأرحب الدعم الكامل لقوات الشرعية.
وبيَن محافظ صنعاء الشيخ عبدالقوي الشريف في تصريحات صحافية، أن قبائل طوق صنعاء جاهزون للحظة انطلاق ساعة الصفر، مضيفًا أن كبار القبائل أعلنت ولاءها وتأييدها للشرعية والوقوف إلى جانب المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تسهيل السيطرة على مناطقهم كما حصل في مديرية نهم والدور الكبير لقبائل نهم لحظة وصول طلائع الجيش الوطني والمقاومة إلى فرضة نهم. كما جدد محافظ صنعاء دعوته لكل سكان وقبائل طوق صنعاء ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين للخروج في مسيرات لكسر حاجز الخوف كون جماعة الحوثيين تعيش لحظاتها الأخيرة، وحدثت انشقاقات كبيرة في صفوفها بعد كشفهم لشعاراتهم الزائفة من قبل المقاتلين معهم.
وأعلن مصدر خاص لـ "العرب اليوم" عن صدور قرار جمهوري جديد خلال الايام القليلة المقبلة، يتعلق بتعيين اللواء الركن علي حميد القشيبي كقائد للمنطقة العسكرية الخامسة حيث يقود المعارك في جبهة حرض ميدي غرب البلاد. وأفاد مصدر عسكري من جبهة ميدي وحرض أن مليشيات الحوثيين وصالح حشدت بشكل كبير خلال الايام الماضية لاستعادة ميدي وحرض لكنها فشلت وتقدمت 2 كيلو متر فقط وتم قطع الامداد عنهم ومحاصرتهم. وقال ان هناك 1400 لغم زرعتها مليشيات الحوثيين وصالح في المنطقة التي تم تحريرها في حرض ميدي.
ودعت القيادية في الثورة السلمية اليمنية توكل كرمان زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي الى ترك السلاح والانسحاب من المدن وتشكيل حزب سياسي والدخول في الانتخابات، معتبرة أن هذا هو الخيار الوحيد أمام جماعة الحوثي للبقاء في المشهد اليمني. وقالت توكل في لقاء خاص معها بثته قناة "الجزيرة"، إن على الحوثي أن يستوعب حقيقة أن "اليمن لا يمكن بلعها، كما لا يمكن حكمها عن طريق السلالة او القوة". وجددت تحذيره بالقول: "إذا لم يستمع الحوثي لصوت النضال السلمي فهناك اصوات اخرى سيسمعها وهي الآن على ابواب صنعاء".
وطالبت كرمان تحالف "الحوثي والمخلوع" بوقف الحرب في اليمن، كما طالبت ايران بالكف عن دعمهم، مضيفة ان الهدف الاول امام اليمنيين الان هو استعادة الدولة والجمهورية وعودة السلطة الشرعية الى صنعاء واستعادة السيطرة على صعدة وكل المحافظات اليمنية. مؤكدة ان الشعب اليمني مستمر في ثورته وفي حماية بلده، وذكرت بأن من يعاف رائحة الورود فسيكون مجبرًا ان يستنشق رائحة البارود.
وأعربت كرمان عن دعمها للسلطة الشرعية والرئيس هادي، وقالت: "نحن الان على اعتاب المرحلة الجديدة من الجمهورية الثانية، ونعيش ثورة مستمرة للتخلص من إرث عمره ألف سنة". وشددت في لقائها على ضرورة ايجاد رؤية للمصالحة وعدالة انتقالية وسحب الاسلحة من المليشيا وان يكون السلاح بيد الدولة فقط.
وعلى الصعيد الانساني قال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك، إن القتال هناك ترك البلاد على حافة الكارثة، فيما يحتاج مجتمع العمل الإنساني مليارا و800 مليون دولار لتقديم المساعدة الضرورية والمنقذة للحياة لحوالي 14 مليون شخص، ويزور ماكغولدريك جنيف للاجتماع مع المنظمات الإنسانية والدول الأعضاء والمانحين لتشجيعهم على دعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، وقال في مؤتمر صحفي في المدينة السويسرية: "إن نحو 21 مليون شخص من إجمالي سكان اليمن الذين يبلغ عددهم 26 مليونا، بحاجة إلى نوع من الدعم الإنساني. الاحتياجات الرئيسية للسكان هناك تتمثل في المساعدات اللازمة للبقاء على قيد الحياة وحماية حقوقهم الأساسية وتوفر الخدمات الرئيسية مثل الصحة والتعليم، وفي نفس الوقت محاولة إيجاد سبيل للتكيف مع آثار النزوح".
ويعاني أكثر من 14 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم سبعة ملايين و600 ألف يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي. وتوجد مكاتب تابعة للوكالات الإنسانية في صنعاء وثلاثة مراكز أخرى، في صعدة في الشمال، وفي الحديدة في الغرب، وإب في الجنوب. وأعرب ماكغولدريك عن الأسف لعدم تمكن الأمم المتحدة من إعادة فتح مكتبها في عدن وإيفاد موظفين دوليين إليها. وقال إن هذا الأمر يعد أولوية رئيسية لأهمية وجود أسرة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية قرب السكان المحتاجين للمساعدة.