لندن - ماريا طبراني
توجه الاستخبارات البريطانية، أصابع الإتهام إلى زعيم تنظيم "داعش" أبو أسامة المصري، كمشتبه فيه رئيسي في جريمة إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء وهي العملية التي أوقعت 224 قتيلًا بينهم 17 طفلًا، استنادً إلى صحيفة "الصن داي تايمس"، ويبحث المحققون البريطانيون عن المصري الذي يعتقدون أنه خطط لتفجير الطائرة، والذي ظهر في شريط الفيديو الذي أصدره التنظيم، وأعلن مسؤوليته فيه عن الهجوم قبل انتهاء التحقيقات.
المصري هو إمام درس في جامعة الأزهر، وتختلف التقديرات إلى عمره بين (37 عامًا) بحسب مصادر أمنية، و(42 عامًا) بحسب التايمز، حيثُ أكد خبراء في مكافحة التطرف أنّ اسمه محمد أحمد علي، من أبناء محافظة شمال سيناء، وينتمي إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش، ولكنه نشأ وتربى في محافظة الشرقية قرب دلتا النيل، وهي المنطقة التي نشأ فيها معظم الناشطين المتطرفين، مثل زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري.
وأضاف الخبراء أنه اعتنق الفكر المتطرف منذ أعوام، وتلقى تدريبات على مستوى عالٍ في قطاع غزة وسورية، وأنه يتزعم تنظيم "داعش" في سيناء الذي أعلن في نوفمبر "تشرين الثاني" 2014، ولاءه إلى أبي بكر البغدادي، وكثف في الأشهر الأخيرة عمليات الخطف والهجمات في سيناء.
وفي مايو "آيار" المُنقضي، ظهر في فيديو عنوانه "بيعة الأباة"، وبدا وسط مسلحين يرتدون الزي العسكري، وبينهم الشهير كمال علام الذي حرص التسجيل على إبراز وجهه، فيما أخفيت وجوه البقية بأقنعة أو مؤثرات تمويه بصرية، ومنهم أبو أسامة الذي عاد وظهر بالصوت في فيديو بثه التنظيم يوم سقطت الطائرة، وفيه قال عبارته الشهيرة "نحن من أسقطناها موتوا بغيظكم" في إشارة إلى "الآيرباص 321" الروسية.
المصري ظهر للمرة الأولى في أواخر 2013 في شريط فيديو لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وهو الاسم السابق لـ"ولاية سيناء" والذي كان مرتبطًا بتنظيم "القاعدة"، ولاحقًا أطل في العديد من مقاطع الفيديو، مُتحدثًا عن تنظيم "داعش" وشرعية ما يقوم به من عمليات متطرفة، وبدت على يديه في تلك المقاطع علامات مرض "البهاق"، كما أنه كان حاضرًا في الفيديوات الخاصة بتفجير كمين "كرم القواديس".
ويشرح أحد خبراء الحركات المتطرفة المصرية مختار عواد، أنّ "المصري يظهر دائمًا مموه الوجه ويضع قفازات في أكثر الأشرطة، وذلك لإخفاء علامات على يديه"، لافتًا إلى أنه "تلقى تعليمًا متقدمًا في الفقه الإسلامي، وخطاباته دائمًا مدعومة بآيات قرآنية، ولهذا اختير إلى هذا المنصب لأنّ لا أحدًا غيره
قادر على التمتع بمثل هذه الفصاحة".
ويبدو أنّ المسؤولين الاستخباراتيين البريطانيين مقتنعين بأنّ المصري تلقى مساعدة لتسريب قنبلة ودسها في حقيبة أحد المسافرين على متن الطائرة، وهم منهمكون في التحقيق في تورط بريطانيين حلفاء لـ "داعش" في عملية تفجير الطائرة.