المهاجرين في ليبيا

يتجه الاتحاد الأوروبي لإطلاق عمليات عسكرية ضد "مافيا" وشبكات التهريب في ليبيا، التي تقع تحت طائلة المسؤولية في إرسالها لآلاف الناس نحو حتفهم في البحر المتوسط.

وخلال اجتماع طارئ جمع "الداخلية" الأوروبية ووزراء "الخارجية" في لوكسمبورغ، الاثنين، استجابة لتقارير تتحدث عن وفاة مئات المهاجرين كانوا ضمن مركب صيد قبالة السواحل الليبية نهاية الأسبوع، اتفق المجتمعون على تعزيز الدوريات البحرية في البحر المتوسط مع إعطاء تفويض للمهام البحرية في إجراء عمليات البحث وإنقاذ الأرواح.

ونادت حكومات 28 دولة بمزيد من التعاون مع الدول الجيران لليبيا مثل: مصر وتونس والنيجر نحو تضييق الخناق على المهربين وإغلاق مسارات الهجرة، ولكن كبار السياسيين والمسؤولين داخل الاتحاد الأوروبي أعربوا عن صعوبة المهمة في استهداف هؤلاء المهربين.

ويتزايد الضغط على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه للتغلب على تلك الممارسات، للتوصل لسياسات جديدة بعد وقوع ثلاث حوادث في غضون أقل من أسبوعين في المياه الإقليمية جنوب صقلية، وراح ضحيتها قرابة الألف وثلاثمائة مهاجر، ووصفت بـ"العار".

وأضافت وزيرة "الخارجية" الإيطالية السابقة، التي ترأست اجتماع الاثنين، وتعتبر كبير منسقي السياسة الخارجية والأمنية للإتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني: نأمل في نقطة تحول للضمير الأوروبي بغير العودة للوعود دون اتخاذ إجراءات ضد "مافيا" التهريب لاسيما في ليبيا وذلك بتدمير السفن.

وعلي جانب آخر؛ أكد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة، ديمتري آفرامبولوس، أنَّ العمليات ستكون مابين عسكرية ومدنية كتلك التي تم القيام بها أثناء مكافحة القرصنة الصومالية في منطقة القرن الأفريقي وستتطلب هذه العمليات تفويضًا من الأمم المتحدة.

ولم تعلن أيَّة تفاصيل بشأن حجم ونطاق العمليات المقترحة أو من سيشارك فيها، ولكن القادة الأوروبيين بداية من ديفيد كاميرون إلى أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي، ميتتيو رينزي، شددوا على توحيد الجهود في سبيل مكافحة "مافيا" التهريب للمهاجرين واعتبار المسألة ذات أولوية لحل الأزمة التي تخرج عن السيطرة وليس من السهل القضاء عليها.

ووافق الاجتماع علي توسيع نطاق العمليات التي تنفذها "فرونتكس" (Frontex)، التي تدير الدوريات البحرية في "تريتون" (Triton) بزيادة تمويلها وأصولها لتنفيذ دوريات خارج نطاق المياه الإقليمية في إيطاليا وتقديم المزيد لإنقاذ مئات الآلاف من المهاجرين ممن يهربون إلى أوروبا من ويلات الفوضى في ليبيا عبر سفن غير صالحة للإبحار.

ومن المقرر أن تصبح مسؤولية "فرونتكس" (Frontex) غير مقتصرة علي مجرد تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وسيتم إعادة توطين خمسة آلاف لاجئ من جانب الدول التي تتطوع في العمليات الجارية.