تشيّع فقيد الوطن والواجب سيف بالهول الفلاسي

شيعت الإمارات ابنها البار ضابط صف سيف يوسف أحمد بالهول الفلاسي، الذي توفي أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها.

ووري جثمان الفقيد الثرى في مقبرة القصيص في دبي مساء الثلاثاء بعد أن أدى المشيعون صلاة الجنازة في مسجد علياء سلطان لوتاه في الورقاء 4، بحضور وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وعدد كبير من الضباط والأفراد في القوات المسلحة وجموع المواطنين الذين توافدوا من شتى أرجاء الإمارات، للمشاركة في التشييع، وأمّ المصلين شقيق زوجة الفقيد.

ووصل جثمان الفقيد الثلاثاء إلى مطار البطين في أبو ظبي على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي يرافقه عدد من ضباط وضباط صف القوات المسلحة.

وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمان الفقيد على أرض المطار حيث كان في مقدمة المستقبلين عدد من كبار ضباط وضباط صف القوات المسلحة.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة أعلنت عن مقتل أحد أبنائها سيف يوسف أحمد الفلاسي برتبة ضابط صف أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها.

وفور انتشار الخبر الذي تم تداوله بسرعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التواصل الحديثة، توافدت جموع المواطنين من مختلف الإمارات للوقوف إلى جانب أسرة الفقيد الذي قدم نفسه تلبية لنداء وطنه ضمن القوات المشاركة للوقوف مع الحكومة الشرعية في الجمهورية اليمنية، في منزله بمنطقة الورقاء.
واستقبلت أسرة الفقيد خبر مقتل أحد أبنائها وهو سيف بالهول الفلاسي، وبكلمات ملؤها الفخر تحدث شقيق زوجة الفقيد وصديقه المقرب محمد عبد الله المدحاني، عن بعض تفاصيل حياته الذي جمعته به إحدى الدورات التدريبية في القوات المسلحة، حيث أضاف أنه قبيل مغادرته أرض الدولة في المهمة الأخيرة التي قتل فيها، كان يشعر بأنه لن يلتقي بهم مرة أخرى، وأثناء وداعه أسرته كان يوصي زوجته وأقاربه برعاية والدته المريضة وشقيقه المريض أيضًا، كونه رب الأسرة.
وأشار المدحاني إلى أن الفقيد لديه خمسة أطفال، وهم سعيد وعبد الله وموزة وسلامة وسهيلة، وأكبرهم موزة التي تبلغ من العمر (10 أعوام)، وأصغرهم سهيلة ابنة العامين ونصف العام، وكان كثير المحبة لأبنائه، حيث كان يصحبهم معه إلى مختلف الأماكن.

وأوضح أنه كان شغوفا بالعمل العسكري، وكان يميل إلى التدريبات العسكرية القوية، ولفت إلى أن الفقيد كان محبًا ومخلصاً لعمله، وكان يتدرب على الرياضات المختلفة بهدف تطوير قدراته، وانعكس حبه للعمل العسكري على حياته الشخصية، فكان يدرب أبناءه على الرياضات المختلفة، وكان يرفض النوم في الفنادق والاستراحات أثناء سفره، خصوصًا إذا كان برفقة أصحابه، فلا يجد الراحة إلا عندما يفترش الأرض.

وأضاف أن الفقيد كان بارًا بوالدته ويهتم بأخيه، فبعد ما أنهى بناء منزله الخاص شرع في بناء منزل مجاور لأخيه المريض، ليوفر له متطلبات الحياة ويمنحه الاستقلالية التي يحتاج إليها أي شخص عند كبر سنه، كما أنه كان ذا خلق عال، ويمتلك صداقات كثيرة بفضل روحه المرحة.

ولم تخل كلمات أقارب الفقيد من ذكر أخلاقه العالية التي كان يتعامل بها مع الصغير والكبير، وحبه وعشقه وإخلاصه للوطن وقيادته الرشيدة، حيث أكدوا أن له مكانة خاصة بينهم، وتربطهم به علاقة أخوية، وعزاؤهم في ذلك أنه استجاب لنداء وطنه الذي لم يتردد يوماً عن تلبيته، وهم على استعداد لسلك هذا الطريق ردا لجميل الوطن.

وكسر صمت مشيعي الفقيد ضابط صف سيف يوسف أحمد بالهول الفلاسي، هتاف أحد أصدقائه في الخدمة أثناء مواراة جثمانه الثرى مضيفًا "أبشرك حررنا عدن" وكررها مرارا، وذلك لأن الفقيد سيف كان يردد "سوف ننتصر ونحرر عدن"، وحرص على أن يضحي بنفسه تلبية لنداء الواجب.
وتوافد أبناء الإمارات من المنطقة الغربية إلى رأس الخيمة للمشاركة في تشيع جثمان الفقيد، معبرين عن الولاء للوطن، والوقوف إلى جانب أسرة الفقيد في مصابهم الجلل.