طرابلس - فاطمة السعداوي
نفت جماعة الإخوان المسلمين الليبية اتهامات عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، علي القطراني، بأنها تهيمن على مجلس الحكومة الذي يترأسَّه فائز السراج.
وأكد القطراني سيطرة الإخوان في ليبيا على المجلس الرئاسي، وحصولهم على عدد من المقاعد الوزارية في النسخة الثانية من حكومة السراج، ولكن الجماعة نفت هذه الادّعاءات جملة وتفصيلاً، كما نفت صلتها بما يحدث داخل المجلس الرئاسي أو خارجه.
وذكرت، في بيان لها، أنها تستهجن إقحام اسمها في هذا الصراع القائم من أجل تصفية حسابات معينة، أو تحقيق غايات مريبة، داعية القطراني إلى إظهار أدلته على قيام الجماعة بما نسبه لها، مهددة بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية حيال ذلك.
وأضاف القطراني أن أي تدخل عسكري في ليبيا يجب أن يكون بالتنسيق مع الجيش، لافتًا النظر إلى أن أكثر من 70 عضوًا بمجلس النواب الليبي وقعوا على مسودة لرفض المجلس الرئاسي وحكومة السراج، كما توقع إعادة تشكيل مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين، بدلاً من المجلس الحالي الذي يتكون من تسعة أعضاء، في ظل ما وصفه بـ"الهيمنة المطلقة لجماعة الإخوان وجماعات متطرفة أخرى على مجلس حكومة السراج".
ويُنتظر مثول السراج ومجلسه الرئاسي أمام أعضاء مجلس النواب في جلسة استثنائية، يقدم فيها المجلس الرئاسي حكومته وبرنامجها السياسي لمناقشتها تحت قبة البرلمان، إذ أوضح مقرر مجلس النواب، صالح قلمة، وصول رسالة اعتذار من السراج عن حضور الجلسة التي كانت معلقة، الثلاثاء الماضي، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض أن يقدم السراج السيرة الذاتية للسادة الوزراء المقترحين وبرنامج عمل الحكومة.
وأكد قلمة أن السراج طالب بمهلة حتى جلسة الاثنين المقبل؛ نظرًا إلى الصعوبات اللوجيستية التي منعته من الحضور في الموعد المحدد، لافتًا النظر إلى أن الثاني أرسل برنامج الحكومة الذي تم توزيعه على أعضاء البرلمان، وأن المجلس سيعقد الاثنين أو الثلاثاء المقبلين، في جلسة حاسمة بشأن حكومة الوفاق، يتقرر بموجبها التصويت عليها بالموافقة، أو الرفض، أو تمريرها بملاحظات.
وأعلن السراج، في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي، بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 17 فبراير/شباط، أن ليبيا تمر بمفترق طرق، وهي الآن بين خيار أن تكون أو لا تكون، محذرًا من أن التطرف يهدد مستقبل البلاد، لكنه اعتبر في المقابل أنه لا تدخل خارجيًا لمحاربة التطرف، وأن "أبناءنا في أنحاء ليبيا هم من سيقاتل التطرف الذي يتمدد في بلادنا".
واجتمع رئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، خليفة الغويل، مع وفد بريطاني ضمّ خبراء أمنيين ومسؤولي مؤسسات برلمانية بريطانية، وذكر الغويل أن الهدف من الزيارة نقل الصورة الحقيقية عن الشعب الليبي التي تشوهها بعض القنوات الخارجية، وأن طرابلس غير آمنة وتسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وأضاف الغويل، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الموالية له، أنه أوضح للوفد البريطاني أن إشاعة الفوضى في ليبيا قد تسبب فيها عناصر النظام السابق، وذلك بمحاولتهم استعادة المنظومة السابقة بشتى الطرق، وأن المؤامرة ما زالت مستمرة من قِبل أطراف خارجية عن طريق إنشاء حكومة الصخيرات، ومحاولة إدخالها عن طريق الأمم المتحدة بالقوة، وهو أمر مرفوض عند الشعب الليبي بعد كل التضحيات التي قدمها لأجل استقلاله.