واشنطن - يوسف مكي
يتزايد التوتر القائم بين العراق والولايات المتحدة الأميركية بشأن كيفية محاربة تنظيم "داعش" المتطرف.
وقد خرج الخلاف إلى العلن، الثلاثاء الماضي، عندما صرَّح مسؤولون عراقيون بأنهم سيقاتلون التنظيم بناءً على جدول زمني خاص بهم، سواء مع أو دون المساعدة الأميركية.
يأتي هذا بينما تم استبعاد الطائرات الحربية الأميركية من عمليات هجوم عدّة نفذها الجيش العراقي على داعش، وطرد عناصره من تكريت، مما يزيد المخاوف بشأن دور إيران المتزايد في دعم الحكومة العراقية.
وقد شنّت القوات العراقية، الاثنين الماضي، عملية عسكرية استراتيجية سياسيًّا للإطاحة بعناصر تنظيم داعش من مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، دون الحصول على موافقة أو مساعدة أميركية، وهو ما صرَّح به مسؤولون.
وبينما كان العراق يتخذ خطوته الأولى في معركة أكبر للإطاحة بداعش من مدينة الموصل، فإنه كان يشير إلى أنَّ تحالفه مع الولايات المتحدة قد يكون أكثر هشاشة مما يصوره المسؤولون.
وأعرب المسؤولون الأميركيون عن قلقهم حيال الدور البارز لإيران وحلفائها في عملية تكريت، إذ ذكر حلفاؤها في العراق أنَّ مقاتليهم شكلوا أكثر من ثلثي القوات الموالية للحكومة العراقية، والتي يبلغ عددها 20 ألف جنديًا، وأنَّ العقل المدبر اللواء الإيراني قاسم سليماني، كان يساعد في قيادة المقاتلين بالقرب من الخطوط الأمامية.
وبحسب مسؤولي الولايات المتحدة، اشترك مستشارون وقوات من الحرس الثوري الإيراني والمدفعية وقاذفات صواريخ وطائرات استطلاع دون طيار، إلى جانب القوات العراقية، وهو ما اعتبره الجانب الأميركي تطورًا من شأنه أنَّ يشعل الانقسام الطائفي الذي يعمل داعش على استغلاله.
تأتي هذه العملية على خلفية أزمة عراقية مع المسؤولين الأميركيين بعد الإعلان عن هجوم على تنظيم داعش في الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية.
وقد أعرب مساعد مقرب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، علي العلاء، عن إحباطه مما وصفه بالتباطؤ الأميركي بشأن الحرب ضد داعش.