واشنطن - رولا عيسى
أعلن رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما أن بلاده مستعدة لملاحقة متطرفي تنظيم "داعش" حتى بعد وصولهم إلى ليبيا إذا لزم الأمر، بينما كشف البنتاغون عن مراقبته للوضع في هذا البلد "بعناية فائقة". وترأس أوباما، اجتماعًا لمجلس الأمن القومي خُصِص لبحث الوضع في ليبيا وتخشى الدول الغربية الكبرى من أن يشكل الفراغ الدستوري أرضًا خصبة لنمو التنظيم المتطرف.
وذكر البيت الأبيض في ختام الاجتماع الذي عقد الخميس، أن "الرئيس شدد على أن الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة متآمري تنظيم "داعش" المتطرفين في أي بلد وجِدوا". وأضاف أن "الرئيس طلب من فريقه للأمن القومي مواصلة جهوده الرامية لتعزيز الحكم الرشيد في ليبيا ودعم جهود مكافحة التطرف فيها وفي دول أخرى حيث يسعى "داعش" إلى ارساء وجود له".
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، في وقت سابق الخميس، إن واشنطن لم تتخذ بعد قرارًا ببدء عمل عسكري في ليبيا، حيث يستغل "داعش" الفوضى السياسية والأمنية لتعزيز نفوذه، لكنها "تراقب الوضع بعناية فائقة". ووجَه كارتر كلامه للصحافيين وذكر "إن البنتاغون يستعرض الخيارات لما يمكننا القيام به في المستقبل". وأضاف، "نحن نراقب الوضع بعناية فائقة، وهناك أمور كثيرة تجري الآن بهذا الشأن، ولكننا لم نتخذ أي قرار للقيام بعمل عسكري هناك». وأوضح، "نحن نتطلع إلى مساعدة الليبيين للسيطرة على بلادهم، وبطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة ستدعم الحكومة الليبية عندما ستُشكَّل".
وأشاد كارتر برغبة ايطاليا في قيادة الجهود الدولية الرامية لمساعدة الليبيين، مؤكدًا استعداد واشنطن لمؤازرة روما في هذا المسعى. كما أكد وزير الدفاع الأميركي على أن بلاده تريد منع تحول ليبيا إلى سورية أخرى أو عراق آخر.
وأفادت وزير الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، بأن الدول الغربية مستعدة لقتال "داعش" في ليبيا حتى إذا أخفق الليبيون في تشكيل حكومة موحدة قريبًا. وكانت بينوتي قالت في اجتماع لوزراء دفاع الدول الغربية المشاركة في التحالف المناوئ لـ "داعش" في باريس الأسبوع الماضي إن هناك اتفاقًا كاملًا على أن أي حكومة موحدة تتشكل في ليبيا ستطلب المساعدة في قتال المتشددين لتفادي إذكاء "الدعاية الجهادية" بحدوث غزو غربي جديد.
وأشارت إلى أن التنظيم "يزداد قوة في هذا الفراغ السياسي الأمر الذي دفع إيطاليا وحلفاءها للاستعداد لوضع طارئ". وأضافت بينوتي، "في الشهر الماضي عملنا بدأب أكبر مع الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين".