تنظيم داعش المتطرف

كشف أحد مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف عن استيائه الشديد من سلوكيات بعض زملائه، مؤكدًا "أنهم يفرون من خطوط المواجهة ثم يستعرضون شجاعتهم عبر موقع تويتر حاملين أسلحتهم".

وعمر حسين (27 عامًا) شاب بريطاني من هاي ويكومب، وينشر دائمًا أشرطة فيديو ومشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الحياة في ظل خلافة "داعش"، تحت اسم "أبو سعيد البريطاني".

وكانت تغريداته الشهر الماضي تدور حول الشكوى من الوظائف اليومية الأساسية مثل "تقشير البطاطس لتناول العشاء وتنظيف ملابسه"، إذ اعترف بأن الأمر استغرق منه 50 دقيقة لتقشير 10 حبات من البطاطس فقط، ما جعله يشعر بإرهاق شديد.

وفي أحدث شريط فيديو له، اتهم حسين، وهو حارس أمن سابق في متجر موريسونز البريطاني، زميل "شقيق" بالهروب من خط المواجهة في سورية عندما كانا سويًا فقط، مضيفًا: يمكنني أن أتذكر نفسي وأنا أصيح في وجهه ليعود عندما هرب وتركني وحدي، والأمر المدهش كيف أن الأخ استعرض في اليوم التالي عبر الإنترنت كيف تمكن داعش من الدفاع عن هجوم العدو، وكيف يمكن للناس في وقت الشدة التخلي عن جبنهم.

وأضاف حسين: ولاحظت كيف أن بعض الإخوة تحدثوا عن مواجهاتهم في بعض القرى، ومدى صعوبة المعركة على الرغم من عدم وجودهم هناك من الأساس.

وحسين، الذي أصدر في وقت سابق نصيحة بشأن كيفية تعامل المتشددين مع النساء المتشددات، ودعا من وصفهم بـ"الأخوات" إلى الاختيار بحكمة عند البحث عن الزوج من بين مقاتلي داعش، وكتب: المجاهدات هربن جميعًا من منازلهم ليصبحن زوجات إلى الجهاديين، ومثل هؤلاء الفتيات يجب أن يخترن أزواجهن بعناية.

وأضاف: "على الرغم من أنه قد يكون هناك شيء خاطئ في الزواج من شقيق عبر الإنترنت باستمرار، إلا أنني أود فقط أن أنصح بعدم التسرع في عقد الزواج، لقد كنت في الشام خليفة لأكثر من عام واحد فقط، ورأيت الكثير من الإخوة أخلاقهم جميلة، ويقاتلون في الخطوط الأمامية، ويتمتعون بعقول عسكرية مذهلة وسخية تجاه الآخرين، ومتواضعين، ومرحين، ولكنهم غير معروفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح: السبب الوحيد لمقاتل يوجد باستمرار عبر مواقع تويتر وفيسبوك وانستغرام أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، هو أنه غير موجود بالفعل في خطوط المواجهة، لا يزال مقاتلو داعش في المنطقة يسيطرون عليها بمجموعة ثقيلة من الأسلحة وليس المقاتلين فقط، ومجرد أن شخصًا ما في الشام ولديه بندقية، فهذا لا يعني أنه جهادي، فكيف له أن يتفاخر بـ"الحياة الحسنة" في فيلا فخمة تقع على قمة تل ضخمن على بُعد ميل واحد فقط من مخيم شجرة الزيتون للاجئين في سورية، وهي منطقة بعيدة كل البُعد عن خطوط المواجهة في الحرب الدائرة في البلاد!!

يذكر أن عمر حسين ظهر في أغسطس/ آب الماضي على شاشة "بي. بي. سي" قائلاً: أنا أكره بريطانيا، والسبب الوحيد لتفكيري في العودة إليها عندما أقرر أن أزرع قنبلة في مكان ما هناك.