طرابلس - مصطفي سالم
طرابلس - مصطفي سالم
حاصر مجموعة من المواطنين من أهالي العاصمة اللّيبيّة طرابلس منذ السّاعات الأولى من صباح الأحد، بإغلاق مداخل رئاسة الوزراء ووزارات أخرى بحواجز أسمنتية، وذلك للضغط من أجل إسقاط حكومة زيدان.
ومن بين الوزارات التي تمّ إغلاقها وزارة الخارجيّة، والنّفط، والماليّة، والمواصلات، والعدل، والمحكمة العليا، ومصرف ليبيا المركزي
، ومنعوا الموظّفين من الدخول إلى مقرّات عملهم ومزاولة أعمالهم.
وأغلق مُواطنون مبنى قناة ليبيا الوطنية "إحدى القنوات الحكومية" وعلّقوا على أبوابها اللافتات المندّدة بالحكومة وسياساتها، مُطالبين المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بسحب الثقة منها.
وطالب هؤلاء المواطنون الذين يواصلون اعتصامهم أمام الوزارات والمؤسّسات، بسحب الثقة من الحكومة المؤقتة، وفتح الحقول النفطية، وخروج التشكيلات المسلحة من طرابلس.
يذكر أن قوّة عسكرية متمركزة في الكيلومتر 40 شرق مدينة سرت منعت ليلة السبت وفد مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا من التوجّه إلى رأس لانوف، لفك الحصار عن الموانئ والحقول النفطية، والتحاور مع رئيس ما يسمى بالمكتب إقليم برقة إبراهيم جضران لفتح هذه الحقول وموانئ تصدير النفط المتوقفة منذ أربعة أشهر مما تسبّب في خسائر ماليّة فاقت تسعة مليارات دولار.
وطلبت هذه القوّة، والتي قالت إنّها تتبع ما يسمى بإقليم برقة، من الوفد الرجوع وعدم مواصلة مسيرته نحو مدينة رأس لانوف وإجراء طلب كتابي للدخول إلى منطقة ما يسمّى بإقليم برقة، والتنسيق مع مكتبها السياسي.
وفي نداء وجّهه أهالي العاصمة طرابلس، حصلت "مصر اليوم" على نسخته منه أن الليبيين ضاقوا درعا من أداء الحكومة التي عجزت عن حل المشاكل الأساسية التي تمس أمن البلاد القومي والتي من بينها، الدماء التي تنزف يوميا في مدينة بنغازي وشرق ليبيا، وقفل الحقول النفطية وموانئ النفط، وهي أزمة تهدد اقتصاد ليبيا، والفساد المالي والإداري، وما يحدث من مشاكل با لجنوب الليبي التي تهدد أمن ليبيا بأكمله، والتصريحات بإعادة التحقيق في قضية (لوكربي)، وما سينتج عنه من ابتزازات لليبيين.
وحددت هذه المجموعات المعتصمة أمام المؤسسات والوزارات، مهلة ثلاثة أيام للمؤتمر الوطني العام، كي يسحب الثقة من الحكومة المؤقتة، ويتخذ إجراءات صارمة لفتح الحقول والموانئ النفطية، ويطبق قراري المؤتمر الوطني العام ( 27 -53 ) القاضيين بإخراج التشكيلات المسلحة من مدينتي طرابلس وبنغازي. وأكدوا في ندائهم ، أنه إن لم تؤخذ هذه المطالب على محمل الجد ، فإنهم سيقومون برفع سقف مطالبهم المتمثلة في قفل المرافق الحيوية في مدينة طرابلس.
وذكرت مصادر أمنية، أن وحدات من الجيش الليبي انتشرت في العاصمة طرابلس لتأمين بعض المرافق الحيوية الأحد، خصوصا بعد محاصرة مجموعة مسلحة من ما يسمى بـ"غرفة عمليات ثوار ليبيا" لعدد من الوزارات ومقر مجلس الوزراء.
وتردّدت أنباء تفيد بأن رئيس المؤتمر الوطني العام نورى أبو سهمين ورئيس الحكومة الليبية المؤقتة على زيدان، يعتزمان عقد مؤتمر صحافي الليلة بشأن آخر المستجدات للحراك المستمر منذ يومين في العاصمة طرابلس.