هجوم بشاحنة مفخخة

ندّد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر بالاعتداء الذي نفذه انتحاري بشاحنة مفخخة الخميس، استهدف مركزًا لتدريب الشرطة في زليتن غرب ليبيا، وأسفر عن مقتل 65 شخصًا، ودعا الليبيين إلى الوحدة ونبذ الانقسام لمواجهة التهديد الإرهابي، فيما طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية بسرعة تشكيل الحكومة الجديدة للرد على مخاطر الجماعات المتطرفة.
وأفاد شاهد بأنه كان هناك حوالي 300 عنصر في المركز، أغلبيتهم من خفر السواحل الذين كانوا يتابعون تدريبًا في المدينة الواقعة على بعد 170 كلم شرقي طرابلس.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في طرابلس عمار محمد عمار: "قتل ما بين 50 و55 شخصًا وأصيب مئة على الأقل في زليتن"، المدينة الخاضعة لسيطرة قوات تحالف فجر ليبيا "المرتبطة بالسلطات غير المعترف بها دوليًا في طرابلس". وفي وقت لاحق قالت مصادر طبية إن 65 شخصًا قتلوا بينهم بعض المدنيين.
وأطلقت دعوات للتبرع بالدم بعد وقوع الاعتداء في منطقة "سوق الثلاثاء" بوسط المدينة الذي كان مكتظًا عند وقوع الانفجار. وقال الناطق باسم مستشفى زليتن معمر قاضي: إن المستشفى استقبل حتى الآن أربعين قتيلًا على الأقل وحوالى سبعين جريحًا.
وفي طرابلس، ندد نائب وزير الدفاع محمد بشير النعاس "بالجريمة الشنيعة"، مؤكدًا أن المسؤول عن الاعتداء "لم يعرف بعد".
في الشرق، دانت الحكومة المعترف بها دوليًا "عملًا إرهابيًا غاشمًا"، ودعت إلى رفع الحظر عن الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة للتمكن من مكافحة "الإرهاب".

ودان رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر على حسابه على تويتر الانفجار الناجم عن الهجوم الانتحاري، وقال: "أدين بأشد العبارات الهجوم الانتحاري الدموي في زليتن، وأدعو كل الليبيين إلى أن يتحدوا بشكل عاجل في المعركة ضد الإرهاب".
وحث كوبلر في ختام بيانه الليبيين على تنحية خلافاتهم جانبًا والاتحاد لمواجهة آفة الإرهاب، قائلًا: "يأتي هذا الاعتداء في وقت لا يزال فيه القتال دائرًا حول المنشآت النفطية في السدرة، ولن تتحمل ليبيا البقاء منقسمة في مواجهة هذا التهديد الإرهابي الخطر".

كما دان الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا الاعتداء وحثوا مجددًا الليبيين على الوحدة من أجل مواجهة "الإرهاب".
ودعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيرني جميع الأطراف الليبية إلى سرعة تنفيذ الاتفاق السياسي، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني للرد على المخاطر الإرهابية. وقالت: "مرة أخرى تتعرض ليبيا للعنف الرهيب، ومرة أخرى يشيع الليبيون ضحايا هجوم".
وأضافت المسؤولة الأوروبية أن الشعب الليبي يستحق السلام والأمن، "ومع الاتفاق السياسي الليبي، فلديهم فرصة كبيرة لتجاوز الخلافات متحدين، ضد التهديد الإرهابي الذي يواجه بلدهم".
وأكدت أن التنفيذ السريع للاتفاق السياسي الليبي سيكون مفيدًا، بحيث يمكن تشكيل حكومة الوفاق الوطني في أقرب وقت ممكن، للدفاع عن المواطنين الليبيين، وسوف يساعد أيضًا في الحفاظ على موارد ليبيا وهزيمة الإرهابيين، الذين يريدون تقويض الازدهار في ليبيا، واستعادة الاستقرار والأمن في جميع أنحاء البلاد.

ودعت فرنسا "مجمل الأطراف الليبية إلى أن تشكل بسرعة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة السيد فايز السراج الذي سيكون شريك المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب".
وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني: "إزاء التهديد الإرهابي، لا بد من الرد قبل كل شيء بوحدة الليبيين".
وقال متحدث باسم حرس المنشآت النفطية في ليبيا إن رجال الإطفاء أخمدوا حريقين في صهاريج نفطية في ميناء رأس لانوف، لكن النيران لا تزال مشتعلة في خمسة صهاريج بميناء السدر القريب، وذلك عقب هجمات هذا الأسبوع شنها متشددو تنظيم "داعش". وسببت قذائف هذا الأسبوع أضرارًا في اثنين من الصهاريج ثم امتدت النيران بعد ذلك، مضيفًا أن حرس المنشآت النفطية لا يزال يسيطر على المنطقة ولم تحدث اشتباكات.