نيويورك ـ مصر اليوم
لا تنطلق احتفالات مدن العالم في ليلة رأس السنة بقدوم العام الجديد في وقت واحد، وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب مرورًا بأوروبا والشرق الأوسط. وفي المدن الشرقية والغربية تختلف عادات الاحتفال بين مدينة وأخرى ولكنها تتفق في صيغة واحدة هي الاحتفال عبر عروض
الألعاب الناريّة.
وهناك الكثير من المناسبات الأخرى في مدن العالم التي تنطلق فيها الألعاب الناريّة، ولكن مصممي تلك الألعاب يحتفظون بأكبر عروضهم وأكثرها إثارة حتى ليلة رأس السنة.
وتتفنن كل مدينة على حدة في تقديم عرض يجذب أنظار الإعلام العالمي، ولكن المشهد العام يشبه ما يسمى في لعبة التنس "غراند سلام" أي الدورات الرئيسية في أستراليا وفرنسا وويمبلدون ونيويورك. وفيما يخص أفضل عروض الألعاب الناريّة في العالم في ليلة رأس السنة فإن الأربعة الكبار هم سيدني ودبي ولندن ونيويورك.
ولكل من هذه العروض الأربعة خصائصه ومميزاته التي تتناسب مع الموقع. ففي سيدني، تبدأ الاحتفالات برأس السنة قبل غيرها من المدن وتنفق المدينة قرابة 6 ملايين دولار في شراء 7 أطنان من الألعاب الناريّة، ثم تختار شخصية أستراليّة معروفة لكي تبدأ العد التنازلي إلى منتصف الليل حيث تنطلق الاحتفالات والألعاب الناريّة الأخاذة حول ميناء سيدني ومبنى الأوبرا الشهير فيه. في العام الماضي كانت المغنية كايلي مينوغ هي التي استقبلت عام 2013.
وهذا العام سيقوم بالمهمة فنان أسترالي من مواليد سيدني اسمه ريغ مومباسا. ويجري إطلاق الألعاب الناريّة في سيدني من 7 ناطحات سحاب وسفن عدة في الميناء ومن على "هاربور بريدغ" ومبنى الأوبرا.
وتشتهر سيدني بأنها أول مدينة كبرى تستقبل العام الجديد وتنتقل أخبار احتفالاتها وصور ألعابها الناريّة إلى مدن العالم الأخرى التي تكون على وشك الاحتفال هي الأخرى بنهاية عام وحلول عام جديد. وتختلف سيدني عن المدن الكبرى الأخرى في أنّ ليلة رأس السنة فيها هي ليلة صيفية بامتياز يكون الطقس فيها معتدلاً مما يجعل حضور الاحتفال فيها مناسبة لا تنسى. وتؤكد سلطات المدينة أنّ قرابة مليار إنسان يشاهدون الألعاب الناريّة في سيدني على الشاشات حول العالم.
ومن سيدني إلى دبي، حيث تتميز المدينة بأعلى ناطحة سحاب في العالم هي "برج خليفة"، والذي يعد من المواقع العالمية المرموقة في تنظيم الألعاب الناريّة.
وتأخذ احتفالات هذا العام طابعًا فريدًا لأن احتفال دبي بالعام الجديد يتوافق مع نجاحها أيضًا في الحصول على فرصة تنظيم المعرض العالمي "إكسبو 2020" الذي يقام فيها في 2020. وهناك الكثير من النصائح لزوار دبي في هذه الليلة من أجل مشاهدة ممتعة للألعاب النارية منها حجز عشاء في مطعم قريب من برج خليفة أو يطل على ساحته في الفنادق المحيطة. ويمكن أيضًا استخدام المترو حتى محطة "دبي مول" ثم التوجه إلى موقع قريب من البرج.
ولكن المترو يكون مزدحمًا للغاية في هذه الليلة ويغلق أبوابه في منتصف الليل. ولذلك فهناك صعوبة في العودة إلى مناطق بعيدة عن دبي بعد منتصف الليل. بعض المعلومات المتاحة من سكان دبي تشير إلى أنّ المترو سيستمر في العمل حتى الخامسة صباحًا في هذه الليلة، وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فهي بالتأكيد تفيد سكان دبي وزوارها في العودة إلى مواقع إقامتهم بعد انتهاء الاحتفالات.
وفي لندن، يجري عرض ناري متألق على ضفاف نهر التيمس، منطلقًا من عجلة لندن وبالقرب من ساعة "بيغ بن" الشهيرة. ويحتشد قرابة ربع مليون محتفل من سكان المدينة وزائريها في شوارع لندن من أجل انتظار العرض الناري بشغف والذي يستمر خلال ربع الساعة الأولى من العام الجديد، أحيانًا في طقس شديد البرودة.
وتبدأ احتفالات لندن في العاشرة مساءً بقطع موسيقية وعروض في الشوارع وتنتهي بالألعاب الناريّة. وهي ليلة مزدحمة في لندن وتحتاج إلى الكثير من التخطيط من أجل الاستمتاع بها بلا متاعب. وتنصح سلطات لندن العائلات التي لديها أطفال صغار السن أنّ تشاهد الحدث على شاشات التلفزيون بدلاً من الحضور إلى لندن.
ويجري إغلاق بعض الشوارع والكباري في لندن في هذه الليلة كما تمنع السيارات من وسط لندن ويجري الاعتماد على المواصلات العامة كما تغلق بعض مواقع المشاهدة على ضفاف النهر فور اكتمال أعداد الحاضرين داخلها. وتوفر إدارة مواصلات لندن رحلات مجانية خلال هذه الليلة حتى الرابعة والنصف صباحًا.
وبعدها ينتقل الاحتفال إلى نيويورك، حيث يتركز العرض الناري في ميدان "تايم سكوير" الذي تنتشر فيه الأضواء وعبارات الترحيب بالعام الجديد وتبدأ الألعاب الناريّة عند منتصف الليل تمامًا. ولكنه ليس العرض الوحيد في المدينة فهناك عروض عدة تقام في الوقت ذاته ويمكن للزائر أنّ يختار العرض الذي يروق له.
فيمكن مثلاً ركوب زورق في رحلة بحريّة تتوقف في منتصف الليل أمام تمثال الحريّة لمشاهدة العرض الناري من جهة البحر.
ويمكن حضور دار الأوبرا التي ينتهي عرضها في منتصف الليل لتبدأ بعده الألعاب الناريّة في مركز لنكولن. وهناك عرض ألعاب ناريّة آخر يجري في سنترال بارك.
وكل هذه العروض مجانية. ويقام عرض "تايم سكوير" منذ 1907 باحتفال صاخب يجري خلاله هبوط كرة قطرها 12 قدمًا مغلفة بالأضواء إلى الميدان وهو تقليد استعارته الكثير من المدن الأميركيّة الأخرى ولكن نيويورك هي التي بدأته. ويبدأ هبوط الكرة قبل دقيقة واحدة من نهاية العام وعند منتصف الليل تمامًا تنطلق الألعاب الناريّة.
ويحضر الاحتفال الصاخب قرابة مليون مشاهد في الميدان وعشرات الملايين الأخرى على شاشات التلفزيون. ويتعين الحضور مبكرا أحيانًا من وقت الظهيرة لحجز مكان في الميدان لمشاهدة الاحتفال الفريد.
بعد هذه العروض العملاقة التي اكتسبت شهرة عالمية، هناك عشرات العروض الأخرى التي تنظمها مدن العالم بهذه المناسبة ويتمتع بها سكانها وزوارها، لعل أشهرها في أوربا يجري في العاصمة الفرنسيّة باريس التي تتركز فيها العروض النارية حول برج إيفل.
وتقدم باريس عرضًا رائعًا ولكنه محدود النطاق بالمقارنة مع عروض سيدني ودبي ولندن ونيويورك.
وفي شنغهاي تنطلق الألعاب الناريّة على نطاق واسع في البلد الذي ابتكر هذا النوع من الترفيه للعالم.
وتتبارى المدينة مع شقيقتها الصغرى هونغ كونغ في تقديم عروض ناريّة مبتكرة بتصميم خاص سنويًا. وفي جاكرتا تتحول الطرق العامة إلى ساحات من البشر تمتد لأميال مع عروض نارية للاحتفال بالعام الجديد.
ومن العروض المشهورة أيضًا عرض ناري في برلين حول أشهر معالم المدينة وهي بوابة براندنبرغ، وهي عروض يحضرها مليون نسمة ويجري تفتيش الداخلين إلى الميل المربع حول موقع العرض للتأكد من عدم وجود ألعاب ناريّة أخرى معهم أو أدوات حادة.
وتمنع السلطات أيضًا الزجاجات والحقائب كبيرة الحجم. وتجري أيضًا عروض نارية جيدة في أمستردام وروما ومدريد.
ولحقت موسكو أيضًا بسباق الألعاب الناريّة في ليلة رأس السنة وقدمت في الأعوام الأخيرة عروضا جذابة من قلب الميدان الأحمر في المدينة مع ظهور مبنى الكريملين في الخلفية.
وفي البرازيل تضيء العروض النارية سماء شاطئ كوباكابانا في ريو دي غانيرو والتي يحضرها قرابة ثلاثة ملايين نسمة ينتشرون في أرجاء المدينة وعلى شواطئها.