الرئيس السوري بشار الأسد مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي

يتوِّج المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي زيارته لدمشق بلقاء يعقده اليوم الأربعاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما كان سمع بوضوح أمس موقف النظام من مؤتمر جنيف2 لحل الازمة في سوريا والقائل بأن "الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية"، وان "التصريحات والبيانات بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا، هي اعتداء على حق الشعب السوري، واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد". هذا الموقف أبلغه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي في لقاء عقد بينهما أمس، في وقت شهدت دمشق تطوراً سياسياً بارزاً تمثل بمرسوم إعفاء أصدره الرئيس السوري بشار بشار الاسد بحق نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية قدري جميل من منصبه.
فقد أبلغ المعلم الابرهيمي خلال لقائهما ان "سورية ستشارك في مؤتمر جنيف - 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي". واعتبر ان "الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية"، وان التصريحات والبيانات "بما فيها بيان لندن حول مستقبل سورية"، هي "اعتداء على حق الشعب السوري واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد"، وذلك في اشارة الى بيان اجتماع "أصدقاء الشعب السوري" في 22 تشرين الاول الذي اكد ان لا دور للاسد في مستقبل سوريا.
ونقلت "سانا" عن الديبلوماسي الجزائري الذي قال مصدر في الامم المتحدة انه سيلتقي الاسد اليوم، ان "وجهات النظر كانت متفقة على أهمية وقف العنف والارهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، معتبراً ان هذه المبادىء "أساسية في نجاح المؤتمر".
كذلك التقى الابرهيمي شخصيات من معارضة الداخل التي يشارك ممثلون لها في الحكومة.
وقال منسق "هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي" حسن عبد العظيم بعد لقائه الابرهيمي مع أمين سر الهيئة رجاء الناصر، انه طالب "بان تكون وفود المعارضة ضمن وفد موحد باسم وفد المعارضة السورية، على ان يضم ممثلي الهيئة والائتلاف والهيئة الكردية العليا".
.
وفيما كانت دمشق منشغلة بمهمة الابراهيمي ولقاءاته ، برز تطور لافت بإعلان رئاسة الوزراء السورية عن صدور مرسوم رئاسي باعفاء نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية قدري جميل من منصبه ، لأسباب عدة هي غيابه "عن مقر عمله دون اذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف القيام بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعانيها البلاد، الى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة".
وأوضحت المصادر السورية ان جميل التقى السبت في جنيف السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد، وبحث معه في التحضيرات جنيف – 2.
ونقلت قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً عن جميل قوله لها: "سأعود الى دمشق فور انتهاء ما أقوم به من لقاءات سياسية متعلقة بجنيف - 2". كما أوردت صفحته الرسمية في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي ان "لقاءنا مع الاطراف الدوليين لوقف حمام الدم السوري هو امر مشروع ولا اعتقد ان من يذهب الى جنيف- 2 يمتعض من اللقاءات مع الراعين للحوار".
وقد أعلنت اقالة جميل فيما كان يدلي بحديث في استوديو قناة "روسيا اليوم" في موسكو . ولاحقاً قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ناقش مع جميل الوضع الانساني في سورية وضرورة عقد مؤتمر جنيف - 2 في أسرع ما يمكن.
أما الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي، فقد أعلنت إن الولايات المتحدة لا تريد الدخول في مزايدات في شأن إقالة جميل، وإن واشنطن لا تعرف أسباب إقالته. وأكدت أن الرجل التقى في جنيف قبل ثلاثة أيام السفير فورد الذي شدد على أن الاسد والمقربين منه فقدوا الشرعية وعليهم الرحيل.
وأضافت: "نحن نعقد لقاءات مع الكثير من السوريين الذين يمثلون القوى السياسية كافة. ونحن لا ننوي كشف القائمة الكاملة، ولكن يجب الاشارة إلى أننا نلتقي السوريين ونحافظ على اتصال مباشر مع النظام في دمشق".