عدن / الرياض - عبد الغني يحيى
هزَّت انفجارات عنيفة فجر اليوم الأربعاء، الجزء الشمالي من العاصمة اليمنية صنعاء، جراء تجدد غارات طيران التحالف العربي على مراكز ميليشيات "الحوثي وصالح". وأكد سكان وشهود، أن الطيران شن 3 غارات على الكلية الحربية، الواقعة في حي الروضة، شمال شرق العاصمة صنعاء.
وسبق أن شن الطيران 3 غارات على نفس الأهداف داخل الكلية، حيث استهدفت إحداها مخزناً للاسلحة "هنغار" ، بينما لم تعرف طبيعة الأهداف الأخرى التي تم ضربها. وتضاربت الأنباء حول استهداف الطيران لمواقع في محيط مطار صنعاء الدولي، وكذا في مدرسة الحرس شمال شرق العاصمة.
وأكدت مصادر أمنية يمنية، مقتل مفتي ميليشيات "الحوثي" المدعو عبدالرحمن شمس الدين المعروف بـ "شموس"، مع عدد من مرافقيه اليوم الثلاثاء. وأوضحت أن "شموس" قُتل في غارة جوية للتحالف على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وعمران شمال اليمن.
وكان شمس الدين يظهر على شاشة فضائية "المسيرة" المملوكة لميليشيات "الحوثي"، ليجيب على أسئلة التابعين لها ضمن برنامج تبثه القناة. وينحدر القتيل من منطقة "وسحة" في "سوق الاثنين" الذي يتبع إداريا مديرية ساقين في صعدة حيث المعقل الرئيس للميليشيات الحوثية.
وكانت قوات الجيش اليمني، قد أعلنت الثلاثاء، عن مقتل 15 مسلحاً من أنصار "الحوثي وصالح"، في غارات جوية للتحالف العربي، في محافظة حجة الحدودية، شمال غربي البلاد. وقال المركز الإعلامي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، إن 15 من عناصر الحوثي وصالح، لقوا مصرعهم في 5 غارات جوية للتحالف، استهدفت تجمعا لهم، إضافة لمخزني ذخيرة وألغام، في مديرية حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية والتابعة إداريا لمحافظة حجة.
وأضاف المركز في بيان مقتضب على صفحته في "فيسبوك" الثلاثاء ، أن عناصر الحوثي وصالح أطلقت صاروخاً باليستياً باتجاه الأراضي السعودية، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وأفاد مصدر أمني بسقوط قتلى من تنظيم "القاعدة" في غارة لطائرة بدون طيار استهدفت مركبة شرقي مدينة "عتق" عاصمة محافظة شبوة.
وأعلنت قيادة الجيش اليمني، مساء الثلاثاء، حظرا للتجوال في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، جنوبي اليمن، يبدأ من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا ولمدة أسبوع . وقال سكان محليون إن قيادة الجيش أعلنت عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة مساء الثلاثاء، حظر التجوال في عاصمة المحافظة، بدءاً من الساعة الثامنة مساء (17.00 تغ)، وحتى السادسة صباحا (03.00 تغ)، ولمدة أسبوع”.
واوضح السكان، أن الجيش طالب أهالي زنجبار بضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية، وعدم مخالفة الأوامر، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة. وأشاروا أن حظر التجوال يهدف الى رصد نشاط محتمل لعناصر مسلحة من تنظيم القاعدة، في ظل انتشار الجيش في عدد من شوارع وأحياء المدينة، منذ طرد عناصر التنظيم منها في 14 أغسطس/آب الحالي.
وفي تعليقه على زيارة وفد ميليشيات الحوثي إلى العراق، أكد وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، أن "إيران كانت وراء فشل مشاورات السلام في الكويت"، منوها بأن هذه الزيارة تأتي لتقدم دليلاً آخر على أن هذه الميليشيات لا ترغب في السلام.
يذكر أن وفد الانقلابيين التقى، في بغداد قادة من ميليشيات "الحشد الشعبي" فضلاً عن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، وذلك ضمن جولة يفترض أن تشمل إضافة إلى بغداد، العاصمة اللبنانية بيروت، لتنتهي في طهران.
ومن المقرر أن يعاود المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لقاءاته مع الأطراف اليمنية تحضيرا لجولة جديدة من محادثات السلام استنادا إلى مبادرة جدة، فيما أكد الرئيس اليمني تمسكه بمرجعيات الحل السلمي. وذكرت مصادر سياسية رفيعة لـ"البيان" أن ولد الشيخ أحمد سيسلم الحكومة الشرعية نسخة من المقترحات، كما سيلتقي وفد الانقلابيين في العاصمة العمانية مسقط، حيث سيسلمه نسخة من تلك المقترحات التي تبناها اللقاء الرباعي لوزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا تمهيدا لاستلام رد واضح وصريح من هذا الطرف على تلك المقاربات التي جمعت بين مطالبات طرفي الصراع والمرجعيات الخاصة بعملية السلام.
وحسب المصادر، فإن الانقلابيين إلى جانب مطالبتهم بتعريف الطرف المحايد الذي سيتولى استلام الأسلحة الثقيلة والإشراف على الانسحاب من العاصمة ومدينتي الحديدة وتعز، أضافوا مطلبا جديدا يتمثل بأن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف إطلاق النار مع أن المبعوث الدولي ربط بين استئناف المحادثات والعودة لاتفاق التهدئة الذي ابرم في مارس الماضي قبل المشاورات التي استضافتها دولة الكويت.
وكشف الحوثيون، مساء الثلاثاء، عن مشروع قرار بـ"عفو عام"، بحق خصومهم، وقالوا إنه سيصدر خلال أيام. ووفق وكالة "سبأ"، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد ناقش المجلس السياسي الأعلى، المشكل بالمناصفة بين الحوثيين وحزب صالح، الثلاثاء، مشروع قرار "العفو العام" المرتقب صدوره، خلال أيام، واستيعاب الملاحظات على مضامينه المقترحه.
ولم تكشف الوكالة عن أي من نصوص القرار، ومن هم الفئة المستهدفة بالعفو، وهل سيشمل الإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسريًا في سجون الحوثيين، أم أن المقصود الرئيس عبدربه منصور هادي وأعضاء حكومته.
وقالت الوكالة، إن المجلس السياسي، ناقش في اجتماعه، "مستجدات الدعوات الخارجية لحل القضية اليمنية والدعوات الدولية الأخيرة (خطة كيري)، وأنه ذكّر بموقفه السابق واستعداده التعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقوم على أساس الوقف الشامل للعدوان ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني وتحقيق السلام المنشود وصون كرامة اليمنيين".
وقال زعيم المتمردين الحوثيين، عبدالملك الحوثي، إن الحرب التي شنها “التحالف العربي”، بزعامة السعودية، عليهم “كانت مفاجئة”، ولو توقعوها لاستعدوا لها بشكل “أفضل وأقوى”.
وأضاف الحوثي، في حوار مع مجلة “مقاربات سياسية”، الصادرة عن “مركز الدراسات الإستراتيجية والاستشارية اليمني”، الموالي للجماعة: “لو توقع شعبنا هذا العدوان وبهذا المستوى، لاستعد بشكل أفضل وأقوى للدفاع عن نفسه وأرضه وحريته” على حد قوله. واعتبر الحوثي، أن “الطرف الآخر أراد من المفاوضات التي جرت في الكويت أن يحقق بها ما عجز عنه بالحرب
وبشأن الاتهامات الموجهة لجماعته بالتحالف مع إيران من أجل تهديد المنطقة العربية، قال زعيم الحوثيين: “ليس لهم الحق لأن يفرضوا علينا معاداة إيران، وهي بلد مسلم مواقفه تجاه قضايا الأمة إيجابية” حسب زعمه. وأضاف، “أكدنا مرارا وتكرارا أننا لسنا امتدادا لأي أجندة، ولسنا لصالح أي طرف ضد أي طرف آخر”، في إشارة لما للمد الإيراني في المنطقة. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الشرعية التي تخوض حربا ضد الحوثيين.
على صعيد آخر، اختتمت الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض ورشة عمل دولية نظمتها الحكومة اليمنية ومجلس التعاون الخليجي حول إعادة إعمار اليمن، بحضور ممثلين من دول مجلس التعاون واليمن والبنك الدولي وعدد من الدول والمنظمات الدولية الداعمة لليمن. وقد ناقشت الورشة على مدى يومين الاحتياجات التنموية والخطوات المستقبلية المطلوبة لإعادة إعمار اليمن، وتأهيل الاقتصاد اليمني واستقراره بعد التوصل إلى حل سياسي.