دمشق – خليل حسين
تقدّمت القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني و"صقور الصحراء" على حساب المعارضة المسلحة وتنظيم "داعش" في أرياف حمص وحماة واللاذقية، في حين أغار الطيران السوري والروسي بعنف على مواقع متفرقة من مدينة حلب وإدلب وحماة وحي الوعر في حمص، الذي عاد إلى واجهة الأحداث خلال الساعات القليلة الماضية، ورفعت القوات الحكومية العلم السوري فوق بلدية معضمية الشام، وبدأت في إزالة السواتر الترابية التي وضعتها في وقت سابق حول المدينة.
وأكد مصدر عسكري سوري السيطرة على قرية حويسيس في إطار المعارك والاشتباكات المستمرة بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش" المتطرف للسيطرة على منطقة الآبار النفطية شمال غرب مدينة تدمر بحوالي 70 كم. وذكر أن القوات الحكومية تمركزت في المنطقة تحضيرًا لشن هجوم على مواقع التنظيم المتطرف في حقل الشاعر النفطي، مبينًا أن "داعش" سحب العديد من قواته خلال الأيام الماضية لتدعيم صفوفه في المعارك التي يخوضها في الرقة ضد قوات سورية الديمقراطية.
وأعلن شهود عيان في مدينة حمص أن الطيران الحربي نفذ 7 غارات جوية على حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة وذلك لأول مرة منذ عدة اشهر. وذكرت وسائل إعلام معارضة أن الأجهزة الأمنية الحكومية اعتقلت 4 من لجنة التفاوض في حي الوعر في حمص، بعد دعوتهم لاجتماع ظهر الاثنين.
وقُتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 25 بجروح، بينهم ثلاثة عناصر من الدفاع المدني المعارض جراء استهداف القوات الحكومية حي الوعر، وقالت مصادر إعلامية أن القوات الحكومية المتمركزة في الحواجز المحيطة في الحي استهدفته بأكثر من 20 صاروخًا من طراز أرض - أرض واسطوانات متفجرة "شديدة الانفجار"، ما أدى إلى دمار مبنى سكني مؤلف من أربعة طوابق في الجزيرة الرابعة وأضرار مادية أخرى. وأضاف أن من بين المصابين عشرة حالتهم حرجة جدًا وتحتاج لعمل جراحي دقيق. وأكدت المصادر أن مشافي الحي تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمعدات الطبية، في ظل الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على الحي ومنعها دخول أي مواد غذائية أو طبية إليه، إذ شدّدت حصارها منذ قرابة أربعة أشهر بعد تعثر اتفاق الهدنة بين الطرفين.
واستهدفت وحدة المدفعية التابعة لـ "هيئة حماية المدنيين" وكتائب الهدى المعارضة في الوعر، حي الأرمن وقرية المزرعة الخاضعين لسيطرة القوات الحكومية في مدينة حمص وريفها، بعدّة صواريخ من طراز غراد وقذائف الهاون، ما أدى إلى أضرار مادية. وقصّف الطيران المروحي الحكومي بثلاثة براميل متفجرة مدينتي تلدو وكفرلاها، الخاضعتين لسيطرة المعارضة في سهل الحولة، في ريف حمص الشمالي، ما أدى إلى إصابة ستة مدنيين بجروح في كفرلاها، وأضرار مادية في المدينتين.
وسيطرت القوات الحكومية على التلال الحاكمة لبلدة خربة الجامع الخاضعة لسيطرة المعارضة عقب محاولة تسلل حاول مسلحون تنفيذها نحو نقاط الجيش التي صدت الهجوم وبدأت هجومًا عكسيًا نحو نقاط مرابطة المسلحين في الطرف الشمالي لخربة الجامع. وذكر المصدر أن الطيران الحربي نفذ 8 غارات على قرية الزارة وحربنفسه أسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين من بينهم أحد أبرز القادة العسكريين في حركة أحرار الشام "كمال دله" الملقب أبو نبيل.
وكشف المصدر أن الاستخبارات الحكومية رصدت قيام "كتائب العزة" ببناء معسكرات تدريبية لعناصر مسلحة في ريف حماة الشمالي تحت عنوان "فرسان العز"، تؤهل وفق المعلومات 400-500 مقاتل لزجهم في ساحات القتال. وتحدث مصدر معارضة عن تدمير مدفع 23 عيار مم تابع للقوات الحكومية على جبهة فورو في سهل الغاب، في ريف حماة الغربي عبر استهدافه بصاروخ تاو.
وقُتل خمسة عناصر وجرح آخرون من تجمع "فاروق حمص" المعارض، جراء تفجير شخصين نفسيهما في مقر التجمع في مدينة بنش الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال شرق مدينة إدلب. وأضافت مصادر محلية أن عنصرين مجهولي الهوية يرتديان حزامين ناسفين فجرا نفسيهما داخل المقر بعد أن اشتبكوا مع عناصر من التجمع لدقائق فقط، لافتًا إلى أن التفجيرين أديا إلى مقتل العنصرين أيضًا ودمار جزئي في المقر. وأوضحت المصادر عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين حتى اللحظة، في حين اتهم ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي "الخلايا النائمة" التابعة لتنظيم داعش على أنها وراء التفجيرين.
وأطلق القيادي في الجبهة الشامية أبو الوليد المارعي نداءً دعا فيه فصائل المعارضة في محيط حي الشيخ مقصود في مدينة حلب إلى الكف عن هجومها على الحي، وعلل سبب الدعوة بأن هذا الهجوم يغلق غرب مارع في وجه عمليات نقل الجرحى والمقاتلين وعمليات إخراج الأطفال والنساء والنازحين من مارع نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية. وأضاف القيادي في ندائه "كل الفصائل الموجودة في محيط الشيخ مقصود، استخدموا عقلكم، ولا تقتلوا أهل مارع المحاصرين بهجومكم، فالهجوم الذين نفذتموه على الشيخ مقصود، يؤثر علينا في مارع من جهة الغرب، لأننا نخرج مصابينا عن طريق قوات سورية الديمقراطية وأهلنا وأعراضنا نخرجهم عن طريق مناطقهم، وحتى الطعام يقومون بمساعدتنا في تأمينه ويقدمونه لنا، فلا داعي لهذا الهجوم على الشيخ مقصود، حاولوا تهدئة الوضع، لأن مارع شهدت أعنف هجوم من قبل داعش، فلوا أغلقت قوات سورية الديمقراطية الطريق من غرب مارع كيف سيكون الوضع".
وشهد حي الشيخ مقصود خلال الـ 48 ساعة الفائتة معارك عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي، وفصائل إسلامية ومقاتلة، في محيط الحي، والذي ترافق مع قصف بعشرات القذائف محلية الصنع من قبل الفصائل على مناطق في الحي، ما أسفر عن مقتل 9 مواطنين بينهم 3 أطفال وسقوط عدد كبير من الجرحى، وقضى 6 مقاتلين على الأقل من الوحدات الكردية في الاشتباكات ذاتها.
وأعلنت مصادر في المعارضة السورية أنها أرسلت تعزيزات عسكرية إلى منطقة مارع في ريف حلب الشمالي لمواجهة تنظيم "داعش"، فيما تستمر المعارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في ريف دمشق الجنوبي والغربي. وأوضحت مصادر مطلعة في المعارضة السورية، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن فصائل الجيش السوري الحر أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة إعزاز على الحدود السورية التركية، وأن رتلًا عسكريًا ضخمًا يضم المئات من مقاتلي الفرقة 16 دخلوا إلى الأراضي السورية من معبر باب السلامة للتوجه الى منطقة مارع لكسر الحصار الذي تفرضه عليها داعش". وأشارت إلى أن القوات التركية أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة الحدودية المقابلة لمدينة عزاز، وأن تركيا لن تسمح بسقوط منطقة إعزاز في يد تنظيم "داعش" لو اضطر الأمر لدخول الجيش التركي في المعركة.
ويشهد محيط مدينة مارع معارك عنيفة منذ فجر الاثنين بين مسحلي المعارضة ومقاتلي داعش، وشنّت طائرات التحالف الدولي غارات عنيفة على مواقع داعش في محيط المدينة. وذكر بيان عسكري للجيش التركي أن مدفعية الجيش التركي قتلت 28 عنصرًا من تنظيم "داعش" في قصف مدفعي تركي على مواقع التنظيم في الريف الشمالي لمحافظة حلب شمال سورية. وأوضح بيان الجيش التركي أن 28 عنصرًا من مقاتلي تنظيم "داعش" قتلوا في قصف شمال مدينة حلب السورية، الأحد، ردًا على أحدث هجمات ضد بلدة حدودية تركية، مضيفًا أن الهجوم أصاب 58 هدفًا للتنظيم بنيران مدفعية وقاذفات صواريخ.
وتُوفي 13 مدنيًا وأصيب آخرون، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بعدّة غارات، مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش. وكشفت مصادر خاصة في مدينة منبج أن الطيران الروسي شنّ أربع غارات على مواقع متفرقة وسط وأطراف المدينة، طالت إحداها بناءً سكنيًا في شارع الرابطة وسط منبج، وتركزت باقي الغارات على حي طريق جرابلس والأطراف الشمالية للمدينة. وأضاف أن الغارات أسفرت عن مقتل 13 مدنيًا عرف منهم ثمانية أشخاص بينهم طفلان، في حين لم يتم التعرف على باقي القتلى نتيجة التشوه الكبير في جثثهم، وأصيب أكثر من 25 آخرين، حالة بعضهم خطرة نقلوا إلى المشافي في المدينة لتلقي العلاج، كما أدى القصف إلى دمار كبير في الأبنية السكنية وغيرها من الممتلكات.
وشنّ الطيران الحربي الحكومي غارة واحدة في محيط بلدة أبو قلقل الخاضعة لسيطرة داعش في ريف منبج الشرقي، اقتصرت أضرارها على المادية، في حين شهدت المنطقة تحليقًا مكثفًا للطيران الروسي. وكانت مدينة منبج شهدت هدوءً منذ حوالي شهر ونصف، مع انخفاض كبير في وتيرة القصف عليها.
وأشارت تقارير صحافية في تركيا إلى أن حكومة أنقرة ستنصب مواقع بمدافع ذاتية الطلقات على الحدود مع سورية لمنع تجاوز الحدود بصورة غير مشروعة. وأوضحت صحيفة "يني شفق" القريبة من الحكومة، الاثنين، استنادًا إلى وزارة الدفاع التركية، أن الموضوع يتعلق بـ"أبراج مراقبة ذكية"، مزودة بكاميرات حرارية وبنادق آلية. وتابعت الصحيفة أنه إذا اقتربت عناصر على مسافة 300 متر من الحدود، سيتم في البداية إطلاق نداء تحذير بعدة لغات. وأضافت الصحيفة أنه في حال عدم الاستجابة سيتم إطلاق النار، غير أن وزارة الدفاع لم تجب بتعليق على سؤال حول ما ذكرته الصحيفة عن مواقع المراقبة المحتملة على الحدود السورية.
وواصل المصدر الميداني في القوات الحكومية، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن هذه القوات تقدمت تحت غطاء جوي من الطيران الحربي السوري وسيطرت على تلتي الراقم ومزعلة في ريف اللاذقية الشمالي، في حين أقر بتكبد خسائر كبيرة خلال هجوم شنته على قرية الحدادة وتلتها في جبل الأكراد وسقط بينها 9 قتلى على الأقل.
وبيّن رئيس مجلس مدينة المعضمية في تصريح خاص إلى "صوت الامارات"، أنه تم التوصل إلى اتفاق بين مجموعات المعارضة المسلحة التي تسيطر على المدينة والقوات الحكومية يقضي بتسوية أوضاع المسلحين في المدينة، ورفع العلم السوري فوق مبنى البلدية وإزالة السواتر من محيط المدينة إيذانًا ببدء التفاوض للوصول إلى مصالحة فيها وفك الحصار عنها.
وأغار الطيران الحربي على مناطق المحمدية والأشعري وبيت نايم وأطراف بيت سوى في الغوطة الشرقية، بينما تعرضت أطراف بلدات خان الشيح والدرخبية والعباسة وزاكية ومزارعها الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الغربية في ريف دمشق، لقصف بالبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية والهاون، وذلك بعد يوم من استهداف محيط خان الشيح من جهة بلدة الدرخبية وأوتوستراد السلام بنحو 50 برميلًا متفجرًا، أدت إلى أضرار كبيرة في المزارع والمنازل على أطراف البلدة، ولم تسفر عن سقوط إصابات. وواصلت الحواجز الحكومية، منع دخول أية مواد غذائية وطبية لبلدات الغوطة الغربية، ومنها خان الشيح وزاكية والمقيليبة، وذلك لليوم الخامس على التوالي، إثر سيطرة المعارضة على بلدة الدرخبية المجاورة، في حين عاد التيار الكهربائي إلى خان الشيح بعد انقطاعه منذ صباح السبت، إثر قيام ورشة من عمال الكهرباء والمتطوعين في البلدة بإصلاح خطوط الشبكة المتضررة بالقصف.
ويستمر استهداف القوات الحكومية بقذائف الهاون والمدفعية محلية الصنع والرشاشات الثقيلة، الجبهة الجنوبية الغربية لمدينة داريا الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الغربية، في ريف دمشق، تزامنًا مع محاولات متجددة لاقتحامها، وقصفت القوات الحكومية المدينة بمئات القذائف كما قصفتها بأكثر من 5 صواريخ يعتقد أنها من نوع فيل. وتعرضت مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة لقصف بقذائف المدفعية الثقيلة، وذلك بعد يوم على مقتل شاب إثر سقوط قذيفة هاون على منطقة سكنية في بلدة حمورية، وإصابة مدنيين آخرين جراء قصف بلدتي البحارية وحزرما في منطقة المرج، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين المعارضة والقوات الحكومية في مزارع بلدة جسرين.
واندلعت اشتباكات بين كتائب المعارضة ولواء "شهداء اليرموك" المقرب من تنظيم داعش على أطراف بلدتي نافعة وعين ذكر في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا، وذلك بعد قيام اللواء بقتل عدد من عناصر الثوار إثر استهداف سيارتهم بصاروخ موجه. ونقلت مصادر إعلامية عن ناشطين في المدينة أن مسلحي المعارضة شنوا الإثنين، حملة قصف عنيف استهدفت تجمعات لواء "شهداء اليرموك" في بلدات نافعة وعين ذكر وجملة والشجرة في ريف درعا، ما أدى إلى تدمير آلية عسكرية وسقوط قتلى وجرحى من عناصر اللواء. ودارت اشتباكات بين مسحلي المعارضة والقوات الحكومية على أطراف حي المنشية، في منطقة درعا البلد في مدينة درعا، تم خلالها استهداف مواقع الأخيرة في المدينة من قبل مسحلي المعارضة بالصواريخ، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية. وردت القوات الحكومية بقصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة درعا ومحيط بلدة اليادودة بريفها بالصواريخ وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، ما أسفر عن وقوع جرحى من المدنيين. وأجرى مسلحو المعارضة عملية مبادلة جثة ضابط من القوات الحكومية كان قتل في معركة سابقة، في درعا مع 3 نساء من المحافظة.