بغداد - نهال قباني
فجَّرت دعوة السيد مقتدى الصدر جماهيره للقيام "بثورة شعبية تطيح بالفساد والمفسدين"، غضب الشارع العراقي فانطلق بالآلاف باتجاه المنطقة الخضراء التي تضم معظم مقرات السفارات الاجنبية والعربية والبرلمان العراقي، فاقتحمها من دون رادع ودخل حرم مجلس النواب حيث يعتصم عشرات النواب المعارضين، وطالبوا باصلاحات فورية.
وهذا التطور الخطير دفع قيادة عمليات بغداد الى اعلان حالة الطوارئ في العاصمة العراقية وغلق منافذها بالكامل والسماح بالخروج فقط، بعد أن اقتحم أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر مبنى البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء.
وتمكنت مجموعة من المتظاهرين التابعين للصدر من اختراق الحواجز الأمنية للمنطقة الخضراء ليدخل المئات منهم مبنى البرلمان احتجاجا على رفع جلسته دون التصويت على استكمال التغيير الوزاري.
وأظهرت لقطات تلفزيونية المتظاهرين وهم في قاعة اجتماعات البرلمان يحملون الأعلام العراقية ويهتفون مطالبين بإسقاط المحاصصة السياسية. وذكرت مصادر إعلامية أن المقتحمين حطموا أثاث قاعة البرلمان وحاصروا موظفيه، مؤكدة أن المتظاهرين اعتدوا على عدد من النواب الموجودين داخل المبنى.
وكشف حارس في نقطة تفتيش أن المحتجين لم يخضعوا للتفتيش قبل دخول المنطقة الخضراء. وأظهرت لقطات تلفزيونية المحتجين وهم يلوحون بالأعلام العراقية ويهتفون قائلين "سلمية .. سلمية" أثناء اقتحامهم المنطقة.
وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري رفع، جلسة البرلمان التي انعقدت السبت إلى الثلاثاء الموافق 10 مايو/أيار، لعدم اكتمال النصاب القانوني. وقال مصدر برلماني مطلع: إن "الجبوري عزا أسباب عدم اكتمال النصاب إلى قطع بعض الطرق في العاصمة بغداد، بمناسبة زيارة وفاة الإمام موسى الكاظم" التي تصادف الثلاثاء 3 مايو/ أيار، حيث بدأ آلاف الزوار من المسلمين الشيعة يصلون بغداد استعداد لزيارة ضريح الإمام موسى بن جعفر الكاظم الإمام السابع عند الشيعة.
وذكر مصدر سياسي أن "كتلة الأحرار" قررت مقاطعة جلسة مجلس النواب اليوم، التي كانت مخصصة لاستضافة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بشأن التعديل الوزاري، احتجاجا على "المحاصصة الحزبية" في اختيار التشكيلة الوزارية الجديدة.
وكان السيد مقتدى الصدر أعلن الاعتكاف لمدة شهرين "رفضا للمحاصصة وعودة الفساد واستنكارا لتقصير بعض الطبقات الشعبية، وأوقف العمل السياسي في كل مفاصل التيار الصدري، داعيا كتلة الأحرار التابعة له لمقاطعة جلسات البرلمان "ذات المحاصصة".
واكد السيد مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي على" المفسدين الذين تلاعبوا بقوت الشعب ولقمة عيشه فهم يريدون ان يطفئوا نور الاصلاح بأفواههم والشعب يأبى الا ان يتم نوره ولو كره الحزبيون، فإن الشعب هم الغالبون "، مبينا انه" ومنذ ان بدا نور الاصلاح وبصيصه بالتوقد جمعوا امرهم في ما بينهم وكل حزب بما لديه فرح، ذلك الحزب الذي يريد فرض هيمنته وسطوته من خلال المحاصصة الحزبية والسياسية ليكملوا نهبهم وسرقاتهم كما عهدهم الشعب".
واضاف" فمنذ ان اخذوا بزمام الامور اجمعوا امرهم ان ينصبوا وزراءهم ومرشحيهم المتحزبين بعنوان التكنوقراط السياسية مضافا الى بعض حيتان الفساد من الوزراء في مناصبهم بعنوان تاريخهم الجهادي ، واي جهاد يسوغ سرقة الشعب والتلاعب بمقدراته اليوم وفي جلستهم البرلمانية هذه ان وجدت قد اجمعوا على واد الحركة الاصلاحية الحقيقة التي لا تريد انتقاما من احد ولا تريد كرسيا لاحد ولا تريد مساسا باحد تلك الحركة الشعبية المليونية التي تعاطف معها كل الشعب الا الذين يريدون علوا في الارض واستكبارا".
واوضح" ومن هنا يعلم الجميع انني لم ولن ارضى بهذه المحاصصة المقيتة كاي فرد من افراد الشعب الذين اخذوا على عاتقهم استرجاع الحقوق المسلوبة فاني في خانة الشعب ولن اجالس اي سياسي مهما كانت مطاليبه دون الاصلاح الجذري الحقيقي ، ومن هنا يعلم الجميع اني ومن معي سوف لن نشترك في اي عملية سياسية فيها اي نوع من انواع من المحاصصة السياسية الحزبية ولو بعنوان التكنوقراط فارادة الشعب اعلى واهم ، سوف لن اسمح لهم بذلك اذا العشب اعانني على ذلك".
واشار الى انه" عادت مرة اخرى تلك التقسيمات المذهبية والحزبية والعرقية والمساوات المقيتة والمهاترات السياسية الجوفاء التي لن يكون الشعب فيها متضررا مرة اخرى؛ لكن ليعلم الجميع ان ثورتنا سلمية الى النهاية وهذا ما زاد الخوف في قلوب عشاق المحاصصة مع شديد الاسف لكني لا اريد تحميل الشعب ما لاطاقة له به فكفاه دماء وقتلا وتشريدا وعودة الى نقطة الصفر التي قد تكون نقطة اللاعودة".
وتابع قائلا" نعم لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانيه الدم ؛ لكن اي دم شريف الذي العراقي لكي اكون المسبب بفتة داخلية شيعية شيعية او سنية شيعية وهكذا فان اتباع الفساد سوف لن يتورعوا عن قتل اي عراقي يريد ازاحتهم عن كراسيهم فان وجودهم المعنوي والمادي والحزبي من بقاء هذا الكرسي فقيمته الصفر بل ادنى بدونه".
وزاد ان" الشعب اذا اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر وسيغير الله مابقوم اردوا التغيير الحقيقي وفي كل ذلك الشعب هو المعني الوحيد لا غيره باختيار مصيره فاما بقاء الفاسدين والمحاصصة واما اسقاط الحكومة برمتها ولا يستثنى من ذلك احد لكي لا تكون هناك فتنة واتفاقات خارج ارداة الشعب او ارادة المراجع والعلماء والحكماء وذوي الراي، فانا اليوم اقف في خانة الشعب اايضا لا غير واقاطع كل السياسيين الا من اراد الاصلاح الحقيقي بكل شفافية وصدق اقف منتظرا الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى لتوقف زحف الفادسين عسى الله ان يجعل من امرهم فرجا ومخرجا اذا اراد الشعب ذلك التوفيق".
ولفت الى" انني ومن هنا ايضا اعلن ايقاف كل عمل سياسي في مفاصل التيار الا ما كان لتاسيس تيار عابر للمحاصصة فقط لا غير على ان لا يكون بواجهة تيارية فقط"، منوها الى ان" اي وزير في الحكومة العراقية سواء من التكنوقراط او غيره هو ليس مرشحنا ولا يمثل الا حكومته".
ونوه الى" وجود كتل سياسية متعاطفة مع الاصلاح الحقيقي ولعل على راسها كتلة الاحرار لذا اجد من الضروري ان يقاطعوا الجلسات التي يكون فيها اي نوع المحاصصة"، مستدركا بالقول" سالجأ الى الاعتكاف في هذاين الشهرين اعلانا عن الرفض الكامل لاي نوع من انواع المحاصصة ورفضا لعودة الفساد والمفسدين واستنكارا للتقصير الذي صدر من بعض الطبقات الشعبية"، مبينا انه" على المجاهدين الابطال البقاء في سوح الجهاد فذلك واجب وطني شرعي".
وفي نهاية المؤتمر الصحفي اكد السيد مقتدى الصدر قائلا" اي وزير لا يمثلني وانا قلتها مرارا انه يمثل العراق ولم ارشح واحدا وسوف لن اشترك باي حكومة سابقة او لاحقة".