بغداد ـ نجلاء الطائي
أعلنت قيادة العمليات المشتركة، مساء الجمعة, عن مقتل 13 قياديًا من تنظيم "داعش" المتطرف بضربة جوية خلال اجتماعهم في قضاء القائم وأوضحت أن خلية الصقور الاستخبارية رصدت حركة غير اعتيادية في منطقة القائم بحضور قيادات داعش فيما يسمى ولاية شمالي بغداد وولاية الجنوب والفلوجة والأنبار والموصل والفرات وولاية الخير "سورية" ، وحسب معلومات خلية الصقور الاستخبارية وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وجهت طائرات القوة الجوية العراقية ضربات دقيقة نحو الأهداف لتدمر ثلاثة منها ، وأسفرت العملية عن قتل عشرات المتطرفين وجرح أحد عشر آخرين وتدمير مقر الاجتماع والمضافة ومعملًا بالكامل ، كما أسفرت عن انفجار ثانوي كبير قد يكون من الأحزمة الناسفة والعتاد فضلًا عن تدمير ثلاث عجلات وتفجير مخزن داخل المقر وتفجير سيارتين مفخختين وتدمير مواد شديدة الانفجار .
وكشفت أن العملية أدت إلى قتل ما يسمى نائب أبو بكر البغدادي ، وهو الذي أدار اجتماع الولايات المذكورة ، وما يسمى والي الفلوجة وهو بديل المقتول ماهر البيلاوي ، وكذلك ما يسمى مسؤول مفارز الانتحاريين(ولاية الفلوجة)", وتابع ان " الضربة أدت إلى مقتل المتطرف المدعو أبو بكر العاني من أهالي اليوسفية ، يمثل ولاية الجنوب ، و ما يسمى أبو عبدالله العيساوي(ولاية الجنوب) و نائب وزير الحرب المدعو (أبو قسورة) ", وبينت أن الضربة أدت إلى مقتل ما يسمى نائب مسؤول كتيبة دابق ، و المدعو أبو طه العزاوي ( متزوج من أخت أبو بكر البغدادي) ولديه اتصال مباشر مع ما يسمى الشيخ أحمد حسن أبو الخير ، نائب الظواهري - تنظيم القاعدة، وهو يسعى لتحسين العلاقة بين أبو بكر البغدادي والظواهري وتنحية أبو محمد الجولاني مسؤول جبهة النصرة وتولية البغدادي على سورية والعراق".
وأشارت إلى أن من بين القتلى ايضا مسؤول عن كتيبة الصحراء(ولاية الفرات) ، المسؤول الأمني عن قاطع الكرابلة ، و أبو اسحاق الجبوري ، نائب عن ولاية شمال بغداد ، و أبو يحي المغربي نائب والي ولاية الخير ، و والي ولاية الفرات ، كما كان من بين القتلى المتطرفين أجانب من روسيا والشيشان والقوقاز", فيما أعلن المتطرف المدعو أبو محمد الجولاني زعيم ما تسمى بـ(جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة في سورية، أمس الخميس، عن إلغاء العمل باسم (جبهة النصرة) وتشكيل كيان جديد يحمل اسم (فتح الشام) في مؤشر على انشقاقه عن القاعدة وقيادة الظواهري.
وشنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 31 غارة جوية على مواقع مسلحي تنظيم داعش في العراق وسورية, وقالت القيادة المركزية لعلميات التحالف في بيان، اليوم الجمعة ان "التحالف وجّه كذلك تسع ضربات جوية في العراق قرب الحبانية وحديثة وهيت والقيارة والموصل استهدفت وحدات تكتيكية ومناطق للتجمع وأسلحة ومركبات للتنظيم", وأشار إلى شن "22 غارة في سورية بالقرب من منبج والشدادي ومارع استهدفت ودمرت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية وأسلحة ثقيلة ومركبتين لتنظيم داعش".
وصدرت في بغداد وواشنطن تصريحات متضاربة بخصوص القوات المشاركة في عملية تحرير المدينة, وأكد فيه نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، على أن التحالف الدولي للقضاء على تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة يستعد لمعركة الموصل، بينما قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، إن "معركة تحرير الموصل عراقية بامتياز، ولن نسمح أن يحررها إلا القوات الأمنية العراقية".
وقال بلينكن: خلال مؤتمر عُقد في واشنطن، يبحث تهديدات داعش للأقليات الاثنية والدينية "على أن الولايات المتحدة حريصة بالتعاون مع السلطات العراقية على حماية الأقليات، معتبرا أن "تحدي حماية الأقليات سيكون مرتبطا بطريقة وثيقة ببناء العراق", وأضاف "نحن نعمل بطريقة وثيقة مع السلطات المحلية لمواجهة الاحتياجات الآنية للشعوب المحررة والعمل على المصالحة، والبداية ستكون إعادة بناء المدراس والمستشفيات والمحلات وإعادة الأطفال إلى مدارسهم" مؤكدا على أن "المهم والأساسي" هو القضاء على التنظيم على الأرض وهزمه والسماح للناس بالعودة إلى ديارهم.
وأشار نائب وزير الخارجية الاميركي، على أهمية التسوية السياسية في العراق للقضاء على داعش، قائلا "إذا لم تكن هناك تسوية سياسية مقنعة فإننا سنواجه مخاطر عودة داعش", وتحدث عن "سنوات من القيادة المقسمة في العراق من دون أي إصلاح فعال"، لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي، حسب قوله، اتخذ "إصلاحات في السبيل القويم لإعطاء المجموعات الدينية والإثنية المزيد من الحقوق", وقال, "ندعم جهود العبادي بأن أمل المركزية سيكون حقيقيا ويعطى لكل الأقليات لضمان مصلحتها في العراق", وجدَّد دعم بلاده للعراق وأضاف, "نستمر في مساعدة بغداد لنتأكد أن القوات الأمنية العراقية تعكس تنوع البلاد", وبين أن هناك بعض القوات المسلحة التي تمثل الأقليات، كلها لابد من أن تدرج في إطار القوات العراقية، ويجب أن يحصل ذلك في الشرطة حتى تشعر كل الأقليات أنها آمنة".
وأعلن وزير الدفاع خالد العبيدي، أن معركة تحرير الموصل عراقية بامتياز، ولن نسمح أن يحررها إلا القوات الأمنية العراقية, وأكد على إن "تنظيم داعش فقد القدرة على مسك الأرض، سوى انه يحدث خروقات هنا وهناك،" مبينا، إن "الاستعدادات تتواصل لتحرير ما تبقى من الأرض العراقية التي دنستها عناصر داعش المتطرف", ونفى وجود خلاف أو إشكالات مع قوات البيشمركة، لأنها جزء من المنظومة الأمنية العراقية, وأضاف "بوجود البيشمركة مع بقية التشكيلات في قواطع العمليات لتحرير ما تبقى من الأرض العراقية، تتكامل الجهود ويمكن من خلالها زف بشرى تحرير الموصل قريباً".
وصرح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في تصريح صحافي، أن ملايين المنشورات ألقيت فوق مدينة الموصل وقضاء الشرقاط، شمال تكريت، وكانت هناك استجابة كبيرة من قبل المواطنين لتلك المنشورات"، مبيناً أن "هذا الأمر يدل على رفض المواطنين في الموصل والشرقاط وغيرهما من المدن لوجود تنظيم داعش المتطرف", وأضاف أنه "لدينا شباب عراقي واعٍ في مدينة الموصل يقوم بعمليات عسكرية ضد عناصر تنظيم داعش، مما انعكس هذا الأمر على قيادات التنظيم للهروب الى خارج المدينة"، مشيراً الى، أن الأيام المقبلة ستشهد استكمال كافة التحضيرات الخاصة بتحرير مدينة الموصل وستنطلق هذه العملية بجهد كبير سواء أكان برياً أم جوياً أم استخباراتياً, وتابع أن "هناك عملية تدريب وتجهيزاً للجيش العراقي وتنسيقاً ما بين قيادات الجيش وقيادات الحشد الشعبي"، لافتاً الى، أن مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل مرهون بموافقة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي, وشدد على أن الأراضي التي مازالت تحت سيطرة تنظيم داعش هي أقل من 10% بعد أن كان التنظيم يسيطر على 40% من الأراضي العراقية.