المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي

تحرص لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي على دعم المرأة الإماراتية وإيجاد أكبر مساحة لإبراز دورها في كل المحافل، حيث تؤكد المرأة الإماراتية حضورها في الدورة 12 من المهرجان الذي يقام تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، و تستضيفه مدينة ليوا، وذلك من خلال مشاركتها البارزة والمتميزة، والتي ساهمت في نجاح المهرجان.

وقال مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي، إن السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا، يُعّد جزءً لا يتجزّأ من فعاليات الحدث، حيث يُسهم في تسليط الضوء على التراث الإماراتي العريق، وترسيخ ثقافته المتوارثة عن الآباء والأجداد، مشيراً إلى أن زوّار السوق الشعبي يشاهدون عن كثب دور المرأة الفاعل في الحياة البدوية التقليدية، حيث تشكّل ركناً أساسيّاً في حصاد ما تنتجه الواحة من خيرات، وطريقة توارث المرأة البدوية من والدتها وجدّتها للطرق المثلى والخبيرة في ابتكار مصنوعات ومنتجات من سعف النخيل والرطب.

وأضاف أن المرأة هي ركن المجتمعات، ومن هذا المنطلق تسعى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي في كل مهرجان تراثي إلى إبراز المرأة الإماراتية كامرأة فاعلة في المجتمع، إلى جانب إبراز دورها كأحد أهم رواة التاريخ والتراث، وذلك من خلال ما تنقله الجدات والأمهات المشاركات والعاملات في الحرف التراثية، حيث يعرضن هذه الأعمال في أروقة المهرجان، ويعملن على تعريف جمهور السوق الشعبي على معروضاتهن فيه لتتناقله الأجيال المتعاقبة.

وأفاد أن الجوائز التي حصدتها المرأة في مزاينات المهرجان "الرطب، وسلة فواكه الدار والليمون وغيرها" تؤكد حضورها المميز، بالإضافة إلى مشاركتها في السوق الشعبي وسوق العرض للحرف اليدوية التراثية والتقليدية، والمسابقات التراثية، فمن خلال المحلات التي خصصتها اللجنة المنظمة للمهرجان في السوق الشعبي للنسوة المشاركات، تبرز المرأة دورها ومشاركتها الفاعلة من خلال إنتاج وعرض إنتاجها من الأشغال اليدوية المرتبطة بالنخلة ومنتوجاتها من الرطب والتمور ومنتجات التمور المتعددة.

وتدعم مؤسسة صوغة إلى جانب مشاركتها في مهرجان ليوا للرطب 2015، نحو 17 محلاً في السوق الشعبي تديرهن عدد من الأسر المنتجة، حيث يعرضن في هذه المحال صورة تعكس الحفاوة البالغة التي يحتفي بها أهل الإمارات بتراثهم الغني والجميل بكل ما هو ثمين وأصيل.

وأكدت حنان راشد الطنيجي، تنفيذي علاقات حكومية في صوغة، على أن مشاركة صوغة هذا العام هي تأكيد على حضور المرأة الإماراتية المنتجة في مختلف الفعاليات والبرامج الوطنية والتراثية، مشيرة إلى أن التراث الإماراتي حاضر بقوة طالما هناك من أبناء هذا الوطن من يتمسكون بتقاليده ويحفظون تاريخه ويمارسون بحب حرفه اليدوية الضاربة بجذورها في تاريخ ممارساتهم اليومية، وهذه الرسالة يؤكدها بوضوح جناح مؤسسة صوغة التابعة لصندوق خليفة لتطوير المشروعات المتوسطة والصغيرة.

وأشارت الطنيجي إلى أن المحافظة على الحرف التراثية وتوارثها جيلاً بعد الآخر هو الهدف الأسمى لـ«صوغة»، حيث تسعى المؤسسة لنقل صاحبات المشاريع المنتجة إلى مرحلة التسويق وتحقيق أرباح مادية معقولة تشجعهن على الاستمرار، مضيفة إن مبادرة «صوغة» تهدف لتحديث التراث الإماراتي ودمجه في المجتمع وإيجاد فرصة مناسبة له للمنافسة في الأسواق، لهذا بحثنا عن رجال ونساء يمتلكن مهارات وحرفاً يدوية وألحقناهم بورش تدريبية تزودهم بالكثير من المعلومات الخاصة بالتصنيع والتسويق وغيرها.

وتنظم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في مهرجان ليوا للرطب الجناح الأكبر للأسر المواطنة في السوق الشعبي، وتعرض مختلف المنتوجات التي تصنعها كالعطور والدخون والقطع التراثية، وكذلك المشغولات التراثية والإكسسوار، بالإضافة إلى ركن خاص في السوق يقدم المأكولات الشعبية، وأشاد مصدر في مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بما يحظى به المهرجان من اهتمام ورعاية من القيادة الرشيدة ما جعله تظاهرة تراثية وثقافية ليس على مستوى الإمارات فحسب بل على صعيد المنطقة ويعكس اهتمام الدولة بشجرة النخيل ومنتوجاتها.

وأكد أن المؤسسة تحرص على المشاركة ودعم الأسر المواطنة في الكثير من الفعاليات والمناسبات والمعارض والمهرجانات التي تقام على أرض الوطن، كدعم الأسر المواطنة في مهرجان زايد التراثي بالوثبة وفي القرية العالمية في دبي وإكسبو الشارقة، وذلك بهدف تمكين المرأة الإماراتية والارتقاء بمستوى الدخل الاقتصادي لدى الأسر المواطنة، وقال المصدر إن من بين أهداف مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية فتح أبواب مشاركة المرأة في عمليات البناء والتنمية وتأهيلها في الابتكار والإنتاج وتأهيلها لدخول سوق العمل.

يضم جناح مشروع "غدير" منتجات لمجموعة من سيدات الإمارات تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر، وعرض الجناح مشغولات تراثية متنوعة لعدد من المواطنات المنتسبات للمشروع، واللاتي يقمن بتصنيع المشغولات اليدوية التراثية الإماراتية المتميزة، التي تعبر عن أصالة مجتمع الإمارات، وإبداعات المرأة الإماراتية في تطويع الخامات المحلية، وإنتاج مشغولات تراثية يدوية تعكس تمسك أبناء وبنات الإمارات بتراث الدولة.

وتمثلت منتجات المنتسبات للمشروع في المشغولات اليدوية التراثية كإنتاج سلال التمور، وأطقم القهوة، وأطقم العود والبخور المصنوع بأيدي مواطنات تم تدريبهن على تصنيع هذه المنتجات، واحترفن إعداد مكوناتها من النباتات والأشجار الطبيعية، وتتولى هيئة الهلال الأحمر الترويج لهذه المنتجات لدى المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة وشركات الطيران، ويدعم العائد من ريعها الأسر المواطنة محدودة الدخل، ويعمل على إيجاد مصدر دخل ثابت لها.

وأكدت مشرفة قرية الطفل في مهرجان ليوا للرطب ليلى القبيسي، أن المهرجان نجح في تعليم الأطفال من خلال التعلم بالرطب، حيث حرص على الاهتمام بزواره الأطفال الذين يتوافدون إليه بصحبة الأهل للتعرف على تاريخ النخيل وعراقة التراث الإماراتي، حيث خصّص لهم عشرات الفعاليات المميزة من مسابقات ثقافية وورش رسم تتناول موضوع النخيل، وتعريف الأطفال بفضائل هذه الشجرة.

وتستعرض جامعة الإمارات العربية المتحدة جهودها في مجال تطوير زراعة النخيل خلال مشاركتها عبر وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور في مهرجان ليوا للرطب 2015، وشهد جناح الجامعة توافد جمهور مميز من المزارعين والمهتمين بزراعة النخيل هذا العام، للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور ومختبر زراعة الأنسجة النباتية في جامعة الإمارات، كما استقطب الجناح الكثير من الزوار المهمين في مجال زراعة النخيل من أهالي المنطقة الغربية، حيث أبدوا إعجابهم بإنجازاته وأساليبه العلمية في مجال زراعة النخيل وتكثيره.