دبي - جمال أبو سمرا
شارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أبناءه مجندي الخدمة الوطنية طعام الإفطار، أثناء زيارته، يرافقه ولي عهده الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مدرسة الخدمة الوطنية التابعة لحرس الرئاسة في منطقة سيح حفير على الطريق بين أبوظبي ودبي، مساء الاثنين 28 حزيران/ يونيو الجاري.
وحرص على أن يكون مع الشباب المجندين وبينهم قبيل موعد الإفطار، إذ تحدث إليهم وحاورهم، واستمع إلى آرائهم بشأن الخدمة الوطنية التي أجمعت على أنها خدمة شرف لجميع شباب الوطن، يتعلمون منها وفيها كيف يخدمون وطنهم، ويردون الجميل إلى هذا الوطن العزيز، ويؤكدون ولاءهم لقيادتهم الرشيدة التي أعطتهم كل معاني الوفاء والكرم والسخاء، وأحاطتهم برعايتها كي يكونوا قيادات المستقبل في دولة عزيزة، أرسى بنيانها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأشاروا خلال تجاذبهم أطراف الحديث، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى أنهم تعلموا خلال فترة التدريب الصبر والاعتماد على النفس والتعايش والانسجام فيما بينهم، يعيشون تحت سقف واحد، ويأكلون على مائدة واحدة، ويتسامرون ويتبادلون الآراء حول مستقبلهم ومستقبل الوطن، وكيف يؤدون واجبهم الوطني، ويخدمون بلدهم وشعبهم، كل هذه الأمور هي في صلب اهتمامات الشباب، وثقتهم كبيرة بالمستقبل، وبحرص قيادتهم على توفير أسباب العيش والتعليم والعمل والاستقرار، في ظل دولة منيعة آمنة محصنة بسواعد وإنجازات شبابها، وبحكمة وسياسة قيادتها، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وأبدى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ارتياحًا كبيرًا، وسعادة لا توصف، وهو يستمع إلى آراء الشباب التي تنم عن ثقافة عالية وإيمان كبير وعميق بالله عز وجل، وبدولتهم وقيادتهم، وطاقاتهم التي يخزنونها في عقولهم وقلوبهم، ويودون تسخيرها لخدمة وطنهم، والدفاع عن مكتسبات دولتهم الحضارية والإنسانية.
وخاطبهم "أنتم معشر الشباب انخرطتم في صفوف الخدمة الوطنية لأول مرة، وأنتم تعرفون ما ينتظركم من تعب ومشقة وبعد عن الأهل والأصحاب والمنزل، لكنكم تظهرون كل حماس ومسؤولية وطنية واندفاع تجاه هذا الواجب الوطني، وأنا بصراحة فخور بكم وبمعنوياتكم العالية، وأود هنا في هذا اللقاء أن أعود بالذاكرة سنوات طويلة، أي قبل نحو أربعة وأربعين عامًا، حيث تأسس جيشنا الباسل على يد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وكان رحمه الله، القائد الأعلى لقواتنا المسلحة، والآن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأنا شخصيا جميعنا عسكريون وخدمنا في الجيش لأنه واجبنا الذي يحتم علينا أن نعيش مع أبناء شعبنا تحت كل الظروف، تجسيدًا لتلاحمنا الوطني وتكافلنا الاجتماعي، وأنتم أيها الإخوة والأبناء ترفدون قواتكم المسلحة بكوادر وعناصر مدربة ومؤهلة علميا وجسديا، وهذا بالطبع عند الضرورة، وعندما يناديكم الواجب، فكونوا على ثقة بأنفسكم وقدراتكم، وتأكدوا أن الوطن بحاجة لكل طاقات أبنائه وبناته في القوات المسلحة، وفي الجامعة والمدرسة والمستشفى، وفي الملاعب الرياضية، وفي كل موقع من مواقع العمل الوطني والإنساني، وأريدكم أن تتأكدوا أيضًا، أن قيادتكم حريصة كل الحرص على سلامتكم وسلامة الوطن وأمنه واستقراره، وحماية مقدراته وشعبه ومجتمعه من كل الطامعين والعابثين بأمننا واستقرارنا".
وأضاف "كثير من المراقبين، دولًا وأفرادًا، طالما شككوا باتحادنا وصموده في وجه المتغيرات الإقليمية والدولية على اعتبار أنها دولة صحراوية، وشعبها غير قادر على بناء جيش منظم ومؤسسات عصرية وبنى تحتية، وما إلى ذلك من تشكيك، إلا أننا والحمد لله، وبفضل سياسة زايد وراشد، طيب الله ثراهما، استطاعت دولتنا تجاوز كل العقبات بحكمة زايد وراشد، رحمهما الله تعالى، وبمواصلة "أخي الشيخ خليفة"، وانتهاجه لهذه السياسة الحكيمة والمتوازنة، وجيشنا حاليًا يمتلك كل أسباب القوة والإيمان بفضل متابعة أخي "الشيخ محمد بن زايد" لبرامجه التدريبية والتعليمية والتسليحية، فهو يسهر على بناء هذا الجيش الذي نعتبره قوة سلام وخير لا قوة حرب وشر، فهو حصن دولتنا ودرعها الواقية، الساهر على حماية حدودها والدفاع عن سيادتها وشعبها بكفاءة عالية".
وقال بن راشد "نحن والحمد لله، نعيش بخير وسعادة، ودولتنا قوية بقوة الاتحاد الذي بفضله وصلنا إلى ما نحن عليه من أمن وأمان وتقدم وحضارة، وأنتم أيها الإخوة الشباب ستتذكرون هذه الفترة من حياتكم، وسوف تشكرون الله على ما أعطاكم من قوة بدنية وعقل مبتكر وقادر على الإبداع والتعلم، ومنحكم هذه الفرصة الطيبة لخدمة بلدكم وشعبكم، وأن تكونوا جنودًا مؤهلين أشداء تتحلون بالصبر والروح الإيجابية والمعنويات العالية، فأنا سعيد جدًا بلقائكم اليوم، وتناول طعام الإفطار معكم وبينكم في هذا اليوم المبارك من شهر مبارك، وفقكم الله وحماكم من سوء، وحفظ الله دولتنا وشعبنا من كل مكروه".
وأدى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صلاة المغرب جماعة مع الشباب في مسجد المدرسة الوطنية، ودعوا الله تبارك وتعالى، أن يديم نعمة الاستقرار والتلاحم الوطني والتعاضد الاجتماعي على دولتنا وشعبنا، وأن يحفظ الله قيادتنا المعطاءة، وأن يديم على قيادتها موفور الصحة والخير والعطاء، إنه قريب سميع مجيب الدعاء. وتفقد عددًا من مرافق مدرسة الخدمة الوطنية، حيث جال في الصالات الرياضية المجهزة تجهيزًا عاليًا، وصالات الرماية التي تحاكي تمامًا ميدان الرماية الخارجي، ثم عرّج ه على منامة المجندين، واطمأن إلى المستوى الراقي لوسائل الراحة والترفيه والتدريب التي وفرت لهم كي يحافظوا على لياقتهم البدنية والذهنية، ويكتسبوا مهارات عسكرية وتقنية عالية، خلال فترة تدريبهم في المدرسة التي وصفها ه بأنها صرح وطني شامخ، ومدرسة لصنع الرجال الأشاوس من أبناء الوطن المغاوير.
وفي ختام زيارة التي رافقه فيها الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وثلة من كبار ضباط القوات المسلحة، سجل ه كلمة في سجل شرف المدرسة جاء فيها، "سعدت اليوم بزيارة مدرسة الخدمة الوطنية لحرس الرئاسة بمعسكر سيح حفير، ووجدتها مصنعًا للرجال، وصرحًا وطنيًا لتخريج الأبطال، وفق الله القائمين عليها، وسدد خطاهم لخدمة الوطن وحماية الاتحاد، وتنفيذ رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في رفد قواتنا المسلحة بأجيال مسلحة بالعلم والإيمان، وقوية بحب الأوطان، وإننا إذ نفتخر بهذا الصرح الوطني الرائد، فإننا أيضًا نعبر عن ارتياحنا الشديد وسعادتنا لما رأيناه في وجوه المنتسبين والمجندين من حماسة وعزيمة صادقة وطموح كبير لخدمة هذا الوطن ليبقى عزيزًا بأبنائه شامخًا بإنجازاته، منيعًا بقواته المسلحة الظافرة".