مكة المكرمة سعيد الغامدي
أكد مجلس الوزراء السعودي أن "المباحثات التي أجراها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد مع الرئيس باراك أوباما، والفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي وعدد من المسؤولين في الشركات الأميركية المتخصصة، ستسهم في تعميق هذه العلاقات ومتانتها وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك، بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الصديقين".وأعرب عن تطلعه لنتائج زيارة ولي ولي العهد لفرنسا ولقائه الرئيس فرانسوا هولاند وعدد من المسؤولين الفرنسيين، مستنكرًا الهجمات التي شهدتها منطقة "القاع" اللبنانية أمس.
وقد ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء مساء أمس الاثنين في قصر الصفا في مكة المكرمة. وفي بداية الجلسة، توجه خادم الحرمين الشريفين بالشكر لله على ما منَّ به على هذه البلاد المباركة من نعم كثيرة وفضل كبير وشرف عظيم اختصت به وهو خدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، مؤكِّداً أن المملكة العربية السعودية تعتز وتتشرف بما تبذله من جهود وما تقوم به من عناية واهتمام وتطوير وبناء وتوسعات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لتوفير أعلى درجات الراحة والسكينة والأمن والاطمئنان لجميع المسلمين الذين يفدون إلى هذه الديار المقدسة وتبتغي الأجر والمثوبة من الله عز وجل.
ووجه بمضاعفة الجهود لتوفير المزيد من الراحة والاطمئنان للمعتمرين والزوار خلال هذه الأيَّام التي تشهد كثافة كبيرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، سائلاً الله أن يتقبل من المعتمرين طاعاتهم وأن يوفق جميع القائمين على خدمة قاصدي بيت الله الحرام لما يحبه ويرضاه، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار - إنه سميع مجيب - ، ونوه المجلس بما تبذله الأجهزة الأمنية من جهود كبيرة ليتمكن المعتمرون من تأدية نسكهم بيسر وطمأنينة.
وأوضح وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور عصام بن سعد بن سعيد في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة أن مجلس الوزراء رفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على ما تحظى به المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة من اهتمام بالغ وعناية كبيرة لتمكين قاصديهما من أداء مناسكهم في أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والطمأنينة والراحة واليسر، مثمناً في هذا السياق ما تفضل به - رعاه الله - خلال زيارته للمدينة المنورة من تدشين عدد من المشروعات التنموية الجديدة بتكلفة إجمالية تقدر بـ 4 مليارات و114 مليون ريال.
كما أكد المجلس أن توجيه خادم الحرمين الشريفين بصرف مليار وستمائة وواحد وتسعين مليوناً وسبعمائة وأربعة وعشرين ألف ريال لمستفيدي الضمان الاجتماعي معونة لشهر رمضان المبارك يجسد حرصه واهتمامه على توفير الحياة الكريمة لجميع أسر الضمان وتلبية متطلبات حياتهم.
ونوه مجلس الوزراء بالجهود الوقائية التي تنفذها الجهات الأمنية في متابعة مخططات الشبكات الإجرامية التي تسعى للنيل من أبناء الوطن باستهدافهم بالمواد المخدرة والمؤثرات العقلية والتصدي لها، مشيراً في هذا الشأن إلى إحباط العديد من محاولات تهريب المخدرات إلى البلاد.
وثمن المجلس ما قامت به الجهات الأمنية من سرعة القبض على مرتكبي الجريمة البشعة التي لا يقرها دين ولا تقرها الفطرة الإِنسانية والتي تعكس ما يسير فيه من ينتمون لـ"داعش "من ضلالات لا تمت للدين الإسلامي الحنيف بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
وأشار الى أن مجلس الوزراء اطلع على عدد من التقارير عن مجريات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم، ونوه بعمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وما تشهده من مزيد من التطور في المجالات كافة، مؤكِّداً أن المباحثات التي تمت خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد مع الرئيس باراك أوباما، والفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي وعدد من المسؤولين في الشركات الأميركية المتخصصة، وما جرى خلالها من استعراض لأفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبرامجها الاقتصادية الطموحة بما فيها برنامج التحول الوطني، ستسهم في تعميق هذه العلاقات ومتانتها وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك، بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وثمن مجلس الوزراء ما عبر عنه معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى لقائه بولي ولي العهد من ثناء على ما تقدمه المملكة من مساعدات للنازحين السوريين وللدول النامية، وتنويه بدور المملكة القيادي في المنطقة والعالم ودعمها القوي للأمم المتحدة ومؤسساتها منذ التأسيس.
كما أعرب المجلس عن تطلعه لنتائج زيارة سمو ولي ولي العهد للجمهورية الفرنسية ولقائه الرئيس فرانسوا هولاند وعدد من المسؤولين الفرنسيين، وما سيتم خلالها من بحث للقضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين.
وعبر عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للانفجار الذي استهدف موقعاً عسكرياً لخدمة اللاجئين على الحدود الشمالية الشرقية للأردن، والتفجيرات الإجرامية التي وقعت في بلدة القاع اللبنانية وللهجوم الذي استهدف فندقاً في العاصمة الصومالية مقديشو وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء، مقدماً خالص التعازي لأسر الضحايا وللمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية الصومال وخالص التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مجدداً التأكيد على مواقف المملكة الثابتة ضد الإرهاب بصوره وأشكاله كافة.