الأب هامبل كان في الكنسية لإجراء قداس صباحي لأنه كان يغطي بدل كاهن عادي كان يقضي عطلة

روت راهبة نجت من هجوم متطرف لـ "داعش" قطع فيه رأس كاهن قصة هروبها التي تقشعر لها الأبدان، وكانت في كنيسة في سانت ايتان دو روفاري بالقرب من ريون في نورماندي خلال ساعات قداس الصباح عندما تسلل المتطرفون الى الكنسية ولكنها تمكنت من الفرار قبل قتل رجل الدين.

وأجبر متطرف يدعى عادل ك ويبلغ من العمر 19 عاما فقط الراهب جاك هامل البالغ من العمر 84 عاما على الركوع على ركبتيه قبل ان يقتله بسكين، وهاجم بعدها أحد الرهائن الأربعة الاخرين وكان من بينهم راهبتين واثنين من أبناء الرعية، ومن المعلوم أو الأب جاك  كان يتواجد في الكنسية لإجراء القداس الصباحي لأنه كان يحل محل كاهن أخر كان يقضي عطلة.

وطلبت الراهبة عدم ذكر اسمها  وأوضحت " لقد جاءوا فجأة، وسيطروا على المكان، وكانوا يتحدثون العربية، وقد رأيت السكين ولكني هربت عندما هاجموا الأب جاك ولا اعرف اذا كانوا انتهبوا الى هروبي"، وأضافت انها حظيت بدعم فريق إدارة الاجهاد الناجم عن الحوادث وتنتظر أخبار عن صديقتها التي أصيبت بجروح في الهجوم، ويقال أن المتطرفين هتفوا "الله وأكبر" قبل تصوير أنفسهم ينفذون هجومهم المريض، وقد قتل كليهما برصاص الشرطة.

وذكرت راهبة كانت في الكنسية اثناء الهجوم الذي حصل يوم الثلاثاء أن الراهب أجبر على الركوع قبل قتله، وأشارت " اجبروه على الركوع على ركبته، وأراد أن يدافع عن نفسه وهنا حدث المأساة، وكانوا يصورون أنفسهم وقد أقاموا ما يشبه الطقوس حول المذبح وكانوا يتحدثون باللغة العربية، لقد كان كاهنا عظيما ذلك الذين قتلوه"، وظهر منذ ذلك الحين أن أحد منفذي الهجوم كان متطرف مدان بالانتماء الى "داعش" وكان يعيش مع والديه، وهاجم المتطرفون كنيسة في سانت ايتان قرب روان في نروماندي خلال قداس الصباح الساعة 9:45 دقيقة مما أشفر عن مقتل الكاهن واصابة رهينة أخرى اصابات خطرة.

ويعيش أحدهم بالقرب من الكنسية ويبلغ من العمر 19 عاما ويقال انه غادر الى سورية في عام 2015 لمحاولة الانضمام الى "داعش" ولكن القي القبض عليه وسجن في سجن للجرائم المتطرفة وبعد محاكمة قصيرة في فرنسا أطلق سراحه في 2 اذار/مارس هذا العام.

وحاول السفر الى سورية للانضمام الى "داعش" مرتين ولكنه فشل في كلتا المرتين، وكان يبلغ من العمر 17 عاما في المحاولة الاولى وقد حاول السفر الى البلاد التي مزقتها الحرب عن طريق ميونخ ولكنه اعيد الى فرنسا، وفي المرة الثانية قبض عليه في تركيا وأعيد الى سويسرا وهناك ألقي عليه القبض في مطار جنيف في 14 ايار/مايو في العام الماضي، بعد الفشل الثاني سجن لبضعة أيام في سويسرا قبل تسليمه للسلطات الفرنسية وأدين بالتآمر لإعداد أعمال متطرفة.

وأفرجت عنه السلطات الفرنسية وأخضعته للمراقبة الالكترونية من الساعة الثامنة صباحا وحتى ال12 ليلا، وسيسبب هذا الكشف مزيدا من الغضب في البلاد التي دمرتها الاخفاقات الامنية المستمرة، هذا الى جانب أن هذه الكنسية بالذات كانت على قائمة الكنائس الكاثوليكية المستهدفة من قبل "داعش" والتي سربت في نيسان/أبريل الماضي.

وقتلت الشرطة المهاجمان أثناء حصار الكنسية هذا الصباح، وأعلن "داعش" في بيان نشره على وكالة انبائه مسئوليته عن الحدث، وجاء في البيان أن "اثنين من جنود الدولة الاسلامية نفذوا هجوما استجابة لدعوة استهداف دول التحالف التي تقودها أمريكا والتي تقاتل التنظيم في سورية والعراق"، وقال مكتب المدعى العام في باريس بعد ظهر اليوم أن التحقيق في الجريمة أسفر عن اعتقال شخص واحد ولكنه لم يفصح عن هويته، وبعد ظهر اليوم ألقي القبض على رجلين لصلتهم في الهجوم بعد أن داهمت الشرطة منزلا بالقرب من الكنسية ويعتقد أنه احد اقرباء المتطرف عادل ك، واقتادته الشرطة الخاصة للتحقيق.

وناشد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارة لموقع الهجوم بضرورة وحدة فرنسا بعد الاحداث السياسية في البلاد والتي أعقبت هجوم نيس وصرح " يبقي التهديد مرتفعا جدا، نحن نواجه "داعش" التي أعلنت الحرب علينا، وعلينا أن نشن عليها الحرب بكل الطرق، ولكن علينا أن نتبع الطرق القانونية لأن دولتنا ديمقراطية."

وأعرب البابا فرانسيس عن ألمه من الحادث، وقال المتحدث باسمه أن البابا ذهل من القتل الوحشي الذي حصل في المكان المقدس، وحث سياسي ايطالي البابا على تقليد الكاهن الفرنسي مرتبة القديس، وقال رئيس منطقة لومبارد وبورتو ماروني " الاب جاك هو شهيد الايمان، ونطالب البابا بأن يعلنه على الفرو سانت جاك"، وتداول الناشطون على الفيسبوك التعازي تحت هاشتاغ " القديس" وتعتبر عملية التقديس عملية مطولة يجب أن تنطوي على معجزتين منسوبتان الى شفاعة الشخص ولكن في حالة كون الراهب شهيد فتبقي الحاجة الى معجزة واحدة كي يقلد مرتبة القديس، ويجب أن يعلن الفاتيكان أولا أن الشخص مات مدافعا عن ايمانه.

وأفاد رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي " الشر يهاجم الضعفاء، وينفي حقيقة المحبة، ولكن يسوع سيهزمه، نصلى من أجل فرنسا ومن أجل الضحايا، ومن أجل مجتمعهم." وأعربت رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن أن بريطانيا تقف مع فرنسا مضيفة أن بريطانيا عرضة لاي هجوم متطرف هي الاخرى، وأكدت: " من الضروري أن نعمل جميعا معا، ونحن نقف الى جانب فرنسا، ونقدم لها كل الدعم الذي تحتاجه في هذه القضية وهذا التهديد الذي تواجهه فرنسا ونواجهه نحن أيضا، وعلينا أن نوضح شيئا واحدا وهو أن الارهاب لن يدوم، انهم يحاولون تدمير طريقتنا بالحياة، ويحاولون تدمير قيمنا، ولكن من خلال قيمنا المشتركة سنهزم الارهاب."

وأدانت الولايات المتحدة أيضا الهجوم بأشد العبارات، وقال المتحدث باسم البيت الابيض نيد برايس " فرنسا والولايات المتحدة ملتزمات بحماية الحرية الدينية لجميع الأديان، وهذا الالتزام لا يتزعزع بسبب هجوم يوم الثلاثاء." وأشاد بالاستجابة السريعة والحاسمة للمكلفين بإنفاذ القانون في فرنسا.

ويأتي هذا الهجوم في ظل المزيد من الضغوط التي تمارس على هولاند للسيطرة على الامن القومي بالرغم من أن فرنسا تخضع لحالة الطوارئ منذ 10 أشهر قبل الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان يحظى هولندا بعدها بولاية ثانية، وجاء الهجوم أيضا بعد أقل من اسبوعين من مهاجمة محمد بوهلال بشاحنته الثقيلة مدينة نيس مسفرا عن مقل 84 شخصا، وزار هولاند مدينة نورماندي مع وزير الداخلية برنار كازانوف للقاء الناجين من الهجوم على الكنيسة، وهاجم الكثير من السياسيين وزير الداخلية لعدم القيام بما يكفي لمنع هجون نيس الأمر الذي دفع النواب للموافقة على تمدد حكم الطوارئ لمدة ستة أشهر، ويتوقع أن يدخل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الانتخابات التمهيدية للمحافظين قريبا قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، مستفيدا من اتهامات الحكومة الاشتراكية بالتساهل مع التطرف وصرح ساركوزي " يجب علينا الا نرحم المتطرفين ، المجادلات والاحتياطات والذرائع القانونية وعدم كفاية التدابير غير مقبولة، أطلب الحكومة بتنفيذ المقترحات التي قدمناها منذ أشهر بدون تأخير، فلا مجال لإضاعة المزيد من الوقت."

 

وتضغط المعارضة من اليمين والوسط على الحكومة لوضع كل الاسلاميين المشتبه بهم تحت الاعتقال الاداري لتجنب هجمات محتملة، وقالت المرشحة الرئاسية المحتملة وزعيمة الجبهة الوطنية اليمينية مارلين لوبان " جميع الأشخاص الذين حكمونا لمدة 30 عاما يتحملون المسئولية الكاملة"، وأصر هولاند أن الحكومة يجب أن تلتزم بسيادة القانون وأن هذه من سمات الديمقراطية، ووجهت أيضا انتقادات للأجهزة الامنية الفرنسية بانتظام لسماحها للمتطرفين المعروفين بالحصول على حريتهم بعد ادانتهم بارتكاب جرائم.