مسلحو داعش اختطفوا 900 مدنيا كرديًا انتقاما من الهجوم على معقلهم في منبج

خطف مسلحو داعش 900 مدني كردي في حلب انتقاما من الهجوم على معقل بالقرب لهم، وافادت التقارير أن المتطرفين أجبروا السجناء على حفر الخنادق وأرسلوا فتيان لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا للقتال في الخطوط الأمامية مرتدين زي داعش، وقٌتل ما لا يقل عن 26 شخصًا ممن رفضوا تنفيذ أوامر الخاطفين، وتأتي عمليات الاختطاف وسط قتال عنيف للسيطرة على "" معقل داعش في سورية، وهُزم المتطرفون هناك في وسط المدينة بواسطة القوى الكردية والقوى الديمقراطية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، وافاد المتحدث باسم القوى السورية الديمقراطية(SDF) شرفان درويش أن مسلحي داعش بدأوا في خطف المدنيين الأكراد ردًا على الهجوم على منبج قبل ثلاثة أسابيع، وتابع درويش " كلما هزمت داعش فإنها تنتقم من المدنيين" مشيرًا إلى خطف عائلات بأكملها.
وحدثت عمليات الخطف في الغالب في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش في ريف منبج الغربي وفي بلدة الباب والراي، ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من تقارير مقتل الأسرى فيما لم يعلن تنظيم داعش عن عمليات خطف أو قتل، وبين الناشط الإعلامي الكردي ريزان هيدو أنه تم احتجاز العديد من المدنيين في السجن في "قباسين" ، وأجبر البعض على حفر الحصون تحت المنازل في بلدة الباب، مضيفا " داعش تحفر مدينة تحت المدينة لحماية أنفسهم من الغارات الجوية"، وأفاد هيدو متحدثا بالقرب من معقل كردي في عفرين أن داعش لم تشارك في اي مفاوضات لإطلاق سراح المدنيين الأكراد ولم تطلب أي فدية.
واشتبكت القوات الديمقراطية السورية الكردية مع مسلحي داعش في منبج بعد تطويق المعقل في هجوم استمر أسبوعا، وكان الهجوم بدعم من الضربات الجوية الأميركية للتحالف الذي اصاب أهداف في البلدة، وفقدت القوات السورية الديمقراطية 89 مقاتلا منذ إطلاق حملتها من أجل منبج في 31 مايو/ أيار وقٌتل 463 من مسلحي داعش، وأصبح التقدم إلى منبج بطيئا لأن المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة ركزوا في البداية على أخذ عشرات القرى والمزارع بالقرب من البلدة في الأسابيع الماضية، وتقع البلدة على خط الإمدادات الوحيد بين الحدود السورية التركية في الشمال وعاصمة داعش الرقة إلى الجنوب الشرقي، وتعد السيطرة على منبج أكبر هزيمة استراتيجية لداعش في سورية منذ يوليو/ تموز 2015 حيث فقد التنظيم المتطرف البلدة الحدودية "التل الأبيض".
وشاركت الولايات المتحدة بـ 300 جندي من القوات الخاصة مع قوات سورية الديمقراطية في حين يقول البيت الأبيض أنهم مستشارين كما انضم ضباط القوات الخاصة الفرنسية أيضا للمجموعة، وهناك تاريخ من الخطف الجماعي لدى التنظيم المتطرف في المناطق التي يسيطرون عليها في سورية والعراق واستهدفت معظمها المسيحيين والأكراد في الماضي، وبيّن المرصد السوري ومقره في لندن لدراسات حقوق الإنسان أن المسلحين اقتحموا منازل المدنيين في عدة قرى يسيطرون عليها قرب بلدة الباب بما في ذلك العرب والقباسين ونيرابيه وأخذوا معظم الرجال، وفي 2014 اختطفت داعش ما يقرب من 200 طالب كردي قرب منبج كانوا في طريقهم من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية إلى مدينة حلب السورية في الشمال لتأدية امتحاناتهم، وتم إطلاق سراح معظمهم في وقت لاحق، واختطفت داعش في فبراير/ شباط 2015 أكثر من 200 مسيحي من شمال شرق سورية، وتم إطلاق سراحهم خلال عام بعد أن جمعت داعش ملايين الدولارات كفدية.