لندن ـ كاتيا حداد
أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها دعت زعيمي فرنسا وإيطاليا ورئيس المجلس الأوروبي للحضور إلى برلين يوم الاثنين الماضي؛ لبحث كيفية ضمان الوحدة الأوروبية بعد تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، واعتبرت ميركل إن خروج بريطانيا "ضربة موجهة إلى إوروبا"، وقالت "نتبلغ بأسف قرار أغلبية الشعب البريطاني، إنها ضربة موجهة إلى أوروبا وإلى آلية توحيد أوروبا"، وقالت "لدى ألمانيا مصلحة خاصة ومسؤولية خاصة عن نجاح الوحدة الأوروبية"، مضيفة "لذلك دعوت رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينتسي، إلى برلين لإجراء محادثات يوم الاثنين".
وكشفت ميركل أنه من المهم أن تحلل بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الموقف معًا، بأسلوب هادئ ومتزن، وألا تتسرع في أي قرارات، ووصفت تصويت الناخبين البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء أجري بأنه "لحظة فاصلة بالنسبة لأوروبا". داعية عقب مشاورات مع رؤساء الأحزاب والكتل الممثلة في البرلمان الألماني ووزراء عدة في ديوان المستشارية ببرلين، إلى الهدوء والتعقل. لافتة إلى أن "الاتحاد الأوروبي قوي بالقدر الكافي لإعطاء ردود سليمة". موضحة أن الهدف من المفاوضات مع بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي يتعين أن يكون صياغة علاقات مستقبلية للاتحاد الأوروبي مع بريطانيا تتسم "بالارتباط الوثيق والشراكة".
وأجمع وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي على ضرورة شروع بريطانيا فورا في إجراءات الانسحاب، في حين طالبت باريس برئيس وزراء بريطاني جديد خلال بضعة أيام، وغداة الإعلان عن نتائج الاستفتاء الذي قضى بنسبة 51.9% من الأصوات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عقد وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا ولوكسمبورغ اجتماعا طارئا.
وأوضح وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه الأوروبيين، عقب انتهاء الاجتماع في برلين السبت 25 حزيران/ يونيو الجاري: أنه يجب على بريطانيا بدء عملية الانفصال في أسرع وقت، أما وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، حين طالب برئيس وزراء بريطاني جديد خلال بضعة أيام، علما بأن ديفيد كاميرون كان أعلن نيته الاستقالة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وكاميرون الذي كان يعد أحد أبرز المدافعين عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قال بعد صدور نتائج الاستفتاء إن "البلاد تحتاج قيادة جديدة" تأخذها في اتجاه الانسحاب من التكتل الأوروبي، لكن فرنسا ومن ورائها ألمانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا ولوكسمبورغ، بدت على عجلة من أمرها لتعيين رئيس وزراء بريطاني جديد قبل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ليقود بسرعة عملية انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي.
وأكد الوزير الفرنسي، على مسمع من نظرائه في الدول الخمس الأخرى المؤسسة للاتحاد الأوروبي، "يجب تعيين رئيس وزراء جديد؛ الأمر يستغرق بضعة أيام"، دون أن يعطي المزيد من التوضيحات، وجدد إيرولت الضغط على بريطانيا كي تعجل بعملية انسحابها، وقال إن القمة المقبلة التي سيحضرها كاميرون نفسه ستشهد ضغوطا كبيرة على الأخير "للمضي قدما" في بدء إجراءات الخروج.
وبدأ الاتحاد الأوروبي ومؤسساته سلسلة لقاءات مكثفة للحفاظ على وحدته وتجنب قيام دول أخرى بخطوات مماثلة إثر تصويت البريطانيين بالانسحاب من التكتل. وقال رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، إن "رد الفعل المطالب بخطوات مماثلة - الذي يبديه المشككون في أوروبا الآن في كل الأنحاء تقريبًا- لن يحصل"، مشيرًا إلى أن المجلس سيجتمع الثلاثاء المقبل لتقييم نتائج تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد، وتحديد الخطوات الضرورية المقبلة. مضيفا أنه سيتعيّن على الـ27 دولة الأخرى الأعضاء في الاتحاد مناقشة كيفية تطويره، مشيرًا إلى أن الدول الـ19الأعضاء في منطقة اليورو على وجه الخصوص، تحتاج لمناقشة سبل حماية نفسها في الأشهر المقبلة التي ستشهد فترات مضطربة على الأرجح، كما كتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، والرئيس الدوري الهولندي للاتحاد مارك روتي -في بيان مشترك- "نتوقع الآن من حكومة المملكة المتحدة أن تُدخل قرار الشعب البريطاني حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن، رغم مدى القسوة التي يمكن أن تكون عليها هذه العملية". وأضاف البيان المشترك للمسؤولين الأوروبيين أنهم يبقون "جاهزين للشروع في المفاوضات"، وأن أي تأجيل سيطيل حالة الغموض غير الضرورية.