القوات الحكومية السورية

سيّطر تنظيم "داعش" على تل الصوان في منطقة الآبار النفطية، في ريف تدمر، بعد هجوم عنيف شنه على القوات الحكومية المتمركزة فيه، مما اضطر الأخيرة إلى الانسحاب، عقب سقوط 13 قتيلًا. وواصلت قوات سورية الديمقراطية الحملة التي بدأتها بغطاء جوي من طيران التحالف لاستعادة الريف الشمالي للرقة، وتمكنت، الأربعاء، من الاستحواذ على مساحة 6 كيلو متر مربع، في حين وصلت صفقة التبادل بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في ريف حماة الجنوبي إلى طريق مسدود ليعود بذلك سجن حماة المركزي إلى واجهة الأحداث.

وأضاف مصدر عسكري سوري في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، أن الطيران الحربي نفذّ 3 غارات جوية على مواقع للمجموعات المسلحة في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة دمشق بحوالي 25 كم ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وتحدثت مصادر معارضة عن البدء في فتح الطرقات وإزالة السواتر داخل ‏الغوطة، تطبيقًا للاتفاقية بين ‏جيش الإسلام و‏فيلق الرحمن والبدء في الإفراج عن المعتقلين المتواجدين لدى ‫‏جيش الإسلام و‫‏فيلق الرحمن وفق الاتفاق الذي تم ليلة الثلاثاء بين الطرفين.

وتوصل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، في الدوحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تحت إشراف من رياض حجاب، المنسق الرئيسي في اللجنة العليا للمفاوضات، وتضمن الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وفتح الطرق إضافة إلى إعادة مؤسسات مدنية لأصحابهم وذلك بعد اقتتال عنيف سقط خلاله 500 شخصًا منذ نيسان / إبريل الماضي. وشهدت جبهات الغوطة الشرقية وداريا، هدوءً نسبيًا، واقتصرت الاشتباكات على قصّف القوات الحكومية لمناطق في أطراف بلدة الريحان قرب مدينة دوما ولم ترد أنباء عن إصابات. واستهدف الطيران المروحي السوري بالبراميل المتفجرة أحد مقرات "داعش" في حوش حماد في منطقة اللجاة، في ريف درعا الشمالي بينما انفجرت سيارة مفخخة قرب حاجز لـ "جيش اليرموك" التابع لـ "الجيش الحر" في الريف الشرقي ما تسبب في سقوط عدد من القتلى.

وقصّف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة نوى، ما أدى إلى سقوط جرحى، إضافة إلى شنّ غارات على مناطق في محيط اللواء 52 الذي تسيطر عليه المعارضة دون أنباء عن خسائر بشرية، بينما قتل عنصر من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في محيط بلدة اليادودة. واستهدف تنظيم "داعش" مطار خلخلة العسكري بعدة قذائف صاروخية، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية، أعقبها غارات للطائرات الحربية على مناطق سيطرة التنظيم في ريف السويداء الشمالي الشرقي.

واستهدفت القوات الحكومية بصاروخ موجه سيارة على الطريق الواصل بين بلدتي جباتا الخشب والحميدية ما أدى إلى تدميرها ومقتل من فيها. وقُتل 7 أشخاص نتيجة سقوط قذائف صاروخية أطلقتها المعارضة المسلحة على شارع النيل وحيي صلاح الدين والأشرفية في مدينة حلب وبلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما أقلية من الطائفة الشيعية. وقصّفت القوات الحكومية بالمدفعية الثقيلة المنتشرة في الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية بلدة قبتان الجبل دون أنباء عن إصابات، وأغارت على مناطق في بلدتي عندان وحريتان وبلدة كفرحمرة، وترافق ذلك مع ضربات الطائرات الحربية لمناطق في بلدات كفرحمرة وبابيص وحور في ريف حلب الغربي.

وأصيب 10 أشخاص بجراح، وسط ورود معلومات عن سقوط قتيل، جراء قصّف للطائرات الحربية على مناطق في قرية أورم الصغرى في ريف حلب، بينما سقط قتيلان في قصف جوي على مناطق في بلدة عندان، في ريف حلب الشمالي وقرية القاسمية في ريف حلب الغربي. وتحدثت مصادر كردية عن قصّف جوي للطيران الحربي السوري على مناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات الحماية الكردية ترافق مع قصّف من قبل القوات الحكومية على مناطق في الحي، ما أدى إلى إصابة طفل ورجل مسن بجروح.

وقُتل طفل من بلدة تلدو في منطقة الحولة، متأثرًا بجراح أصيب بها، جراء قصف طائرات حربية على المنطقة في وقت سابق، بينما نفذّت طائرات حربية غارات عدّة على مناطق في جباب حمد والهبرة الغربية وعنق الهوى ورسم حميدة والشنداخية، في ريف حمص الشرقي ولم ترد معلومات عن إصابات. وذكر نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه بدأ دخول قافلة تحوي مساعدات انسانية وغذائية عن طريق الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر إلى منطقة الحولة، وسقطت قذائف عدّة على مناطق في قرية المشرفة والتي تسيطر عليها القوات الحكومية ما أدى إلى سقوط 6 جرحى.

وأسفر القصف الجوي في إدلب عن مقتل شخص وجرح آخرين، بينما سقط قتيل على الأقل في ‏انفجار سيارة ‫مفخخة بالقرب من فرن ‫‏الشهباء في مدينة ‏حارم عند الحدود السورية مع لواء الاسكندرون، ونفذّت طائرات حربية غارة على مناطق في قرية حيلا في سهل الروج وأخرى على مناطق في قرية كورين في محيط مدينة اريحا ولم ترد معلومات عن إصابات.

ونفذّت طائرات حربية غارات عدّة على مناطق في التلول الحمر والدلاك في الريف الجنوبي الشرقي ولم ترد أنباء عن إصابات، واستهدفت الفصائل المسلحة بقذائف الهاون تمركزات للقوات الحكومية في محيط قرية خنيفيس في الريف الشرقي. وأضاف مصدر مطلع أن الصفقة التي تم الاتفاق عليها بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة برعاية الهلال الأحمر السوري مهددة بالفشل بعد الإخلال بإطلاق المعتقلين من سجن حماة المركزي رغم سماح المسلحين للهلال الأحمر السوري بالدخول إلى قرية الزارة لنقل جثث القتلى الذين سقطوا من أهالي الزارة في وقت سابق من الشهر الجاري. وتابع المصدر أن السجن شهد حركة احتجاجية من المعتقلين حيث تعاملت السلطات داخل السجن مع الوضع وتعهدت بإخلاء سبيل عدد من المعتقلين في وقت لاحق.

وواصلت قوات سورية الديمقراطية حملتها العسكرية بتغطية من طيران التحالف الأميركي، وأعلنت في بيان لها عن أنها تقدمت مسافة 6 كم بعد السيطرة على 4 قرى و4 مزارع استراتيجية. وتحدثت في بيانها عن اندلاع اشتباكات قوية بالقرب من قرية الفاسطة شرق بلدة عين عيسى انتهت بالسيطرة على القرية، وشنّت طائرات التحالف الدولي غارات على نقاط تم تحديدها وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف "داعش". وذكرت في البيان أنه تمت السيطرة حتى الآن على قرى قرتاجا، الفاسطة، اندبن، متمسرجة و4 مزارع استراتيجية من مرتزقة داعش وقتل وجرح عدد كبير من عناصر "داعش".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تمديد المهلة التي أعطتها سابقًا لفصائل المعارضة السورية لاستكمال تنصلها من تنظيم "جبهة النصرة"، وأكدت تأجيل ضرب مواقع التنظيم لحين التأكد من الأهداف. وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريح صحافي، الأربعاء، أن قرار تأجيل توجيه الغارات إلى مواقع "النصرة" جاء بعد أن تلقى مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، قرابة 10 طلبات من قيادات تشكيلات مسلحة تعمل في مختلف المحافظات السورية، وبالدرجة الأولى في ريفي حلب ودمشق، بعدم توجيه الغارات قبل استكمال عملية تنصل تلك التشكيلات من مواقع "جبهة النصرة".

واستطرد كوناشينكوف قائلًا "علاوة على ذلك، أعربت بعض الفصائل عن استعدادها لتقديم إحداثيات المواقع الخاضعة لسيطرتها بعد طرد الإرهابيين من تلك المناطق ومنع شنّ عمليات قصّف استفزازية جديدة تستهدف مناطق مأهولة ومواقع الجيش السوري". وأضاف "انطلاقًا من ذلك كله، قررنا تمديد المهلة للعمل مع بعض التشكيلات المسلحة من أجل انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية وتنصلها من الإرهابيين، وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمواقع تلك الفصائل قبل الشروع في توجيه الغارات إلى الإرهابيين".

وكانت مجموعة دعم سورية أصدرت قبل أسبوع بيانًا دعت فيه فصائل المعارضة السورية للتنصل جغرافيًا وأيديولوجيًا من تنظيمي "داعش" و"النصرة". بدورها أمهلت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة الماضي تلك الفصائل حتى 25 مايو/أيار للانضمام إلى الهدنة والابتعاد عن مواقع تنظيم النصرة، مؤكدة استعدادها لضرب مواقع التنظيم بعد هذا الموعد.