الجندي عصام أبوانزا هو أول طبيب من هيئة الخدمات الصحية الوطنية يغادر بريطانيا من أجل الإنضمام إلى داعش

كشفت أوراق التجنيد المسربة الخاصة بتنظيم "داعش"، عن إنضمام أول طبيب بريطاني من هيئة الخدمات الصحية الوطنية ويدعي عصام أبوانزا البالغ من العمر 37، والذي ترك زوجته وأبنيهما الإثنين في شيفلد Sheffield عندما هرب من بريطانيـا في عام 2014.
وكان أبوانزا يمارس مهنة الطب مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS على مدار سبع سنوات، عقب إستلامه رخصة مزاولة الطب في بريطانيـا عام 2009 وفقاً للتحقيق الذي قامت به "بي بي سي BBC.".  وفي صور صادمة تم نشرها على موقع التواصل الإجتماعي، فقد ظهر أبوانزا يرتدي زيًا عسكريًّا ويمسك بسلاح من طراز AK-47 بينما يقرأ القرآن. كما ظهر في صورةٍ أخرى برداء الأطباء ويتدلي مسدس من إحدى كتفيه.


وتعرض أبو الولدين الذي أصبح مقاتلاً في صفوف تنظيم "داعش" إلى الإدانة من قبل شقيقته نجلاء بعد إعلان حقيقة إتجاهاته نحو الإرهاب، مشيرةً خلال حديثها إلى "بي بي سي BBC" بأنها لا تعلم من أرشده إلى هذا الطريق. وقالت نجلاء إن والده كان يتمنى رؤيته قبل مماته، إلا أنهم لن يسامحوه على ما قام به. فقد أنفق والده جميع ما يملك من المال على تعليمه وفي النهاية إختار طريق الإرهاب.
ويقال بأن الطبيب الفلسطيني أبوانزا الذي يحمل الجنسية البريطانية قد ملأ إستمارة التسجيل لتنظيم "داعش" عندما عبر إلى داخل الأراضي السورية للإنضمام إلى هذه الجماعة في 26 من تموز / يوليو عام 2014. وجاء في الإستمارة بأنه كان يعمل طبيباً متخصصاً في الغدد الصماء وعلاج الأمراض المرتبطة بالهرمونات، بينما كانت هناك إختيارات ما بين جندي قوات خاصة أو مفجر إنتحاري أو جندي، وقد إختار بأن يكون جنديا.
وتمتع أبوانزا بنشاط كبير على موقع التواصل الإجتماعي حتى تشرين الأول / اكتوبر من عام 2015، حيث كان يكتب بصورة متكررة رسائل دعم للتنظيم ، إلى جانب محاولته تجنيد بريطانيين آخرين من الأطباء. وفي كانون الثاني / يناير عام 2015، كتب منشورا على موقع "فيسبوك" إحتفالاً بالهجوم على مقر مجلة "شارلي إبدو Charlie Hebdo" في باريس، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا من طاقم العاملين في المجلة الساخرة.


كما كتب في شباط / فبراير عام 2015 منشورا آخر حول مقتل الطيار الأردني الأسير على أيدي عناصر من تنظيم "داعش"، ذكر فيه بأنه أراد علاج الضحية من الحروق التي أصابته حتى تتمكن الجماعة من قتله مراتٍ أخرى. بينما كتب منشورا آخر على الإنترنت في آذار / مارس عام 2015  أعرب فيه عن سعادته البالغة بهروب 11 طالباً بريطانياً من دراستهم للطب في السودان من أجل اللحاق به في سورية.
وفي منشور آخر يرجع تاريخه إلي تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2014 فقد كتب بأن هناك حاجة للأطباء في سورية من جميع التخصصات، وبصفة خاصة جراحة الأوعية الدموية والصدر والتخدير. وتشير التقارير إلى أن أبوانزا قد تأهل للعمل كطبيب في بغداد عام 2002 ، أي قبل عام من الغزو الاميركي للعراق. وفي الفترة ما بين أيار / مايو عام 2007 و تموز / يوليو عام 2009، فقد عمل في مستشفى "غلان كلويد Glan Clwyd" الواقعة في ريل Rhyl شمالي ويلز Wales. وبعد ذلك سافر إلى مختلف أنحاء المملكة المتحدة قبل أن يستقر في مستشفي سكاربورو Scarborough ما بين تشرين الأول / اكتوبر عام 2012 و آب / أغسطس عام 2013.


ومن غير المعلوم في الوقت الحالي مكان تواجد أبوانزا، بينما لم يقم بمشاركة أية منشورات على موقع التواصل الإجتماعي منذ تشرين الأول / اكتوبر وقت أن كان يقيم في محافظة دير الزور Deir Ezzour شرقي سورية.
ويعتقد بأن أحد طلاب الطب البريطانيين قد ظهر في فيديو دعائي للجماعة في حزيران / يونيو عام 2015 يدعو من خلاله الأطباء المسلمين من إنكلترا و السودان إلى الإنضمام لهم في سورية. وأعلن الطالب الذي يرجح بأن إسمه أحمد خضر في بداية الفيديو عن ظهوره بالإنابة عن الأطباء والمجلس الطبي في ولايات الخير في محافظة دير الزور Deir Ezzork، مشيراً إلى وجود خدمة طبية جيدة حقاً يتم تقديمها. وخص الطبيب المتحدث باللغة الإنكليزية المسلمين في بريطانيا، مشيداً بتنظيم "داعش" الذي يمثل قضية عظيمة.