الفواكه الطازجة والخضروات هي الأسلحة التي نستعين بها في مواجهة مرض السكري

يعتبر  إتباع نظام غذائي لتقليل مستوى السكر في الدم أفضل وسيلة للتغلب على المرض. فعند لجوء مريض السكر من الدرجة الثانية الى إتباع هذا النظام الغذائي فإن حالته تتحسن، ولكن  يبقى السؤال هل أن الإستمرار في إتباع هذا النظام  يؤدي إلي علاج المرض ؟

ويكشف ريتشارد دوغتي بأنه وقبل أربع سنوات،  تلقي أخباراً سيئة من طبيبه الخاص يخبره فيها بأنه مريض بالسكر من النوع الثاني، ما أصابه بالصدمة خاصةً وأنه كان نحيفا" بينما يبلغ من العمر 59 عاماً وطوله 5 أقدام و 7 بوصة ويتناول المشروبات الكحولية علي نحوٍ بسيط، كما يمارس رياضة الركض كل اسبوع. ومن ثم لم يكن يفكر في إمكانية إصابته بأزمات قلبية و سكتة دماغية وعمي وبتر للأطراف فضلاً عن فرصة الموت المبكر بنسبة 36 بالمائة.

وأضاف بأنه بدأ في البحث عبر الإنترنت عن المعلومات وتقارير الأبحاث من جامعة نيوكاسل Newcastle بقيادة البروفيسور روي تيلور. وأشارت النتائج إلي أن مريض السكري من النوع الثاني بإمكانه إتباع نظام غذائي يومي لخسارة 800 سعرة حرارية لمدة ثمانية أسابيع، بما يؤدي إلى تحسن حالته إعتماداً على السرعة ومقدار الوزن الذي يحتاج لخسارته.

وإكتشف فريق تيلور بأن الإصابة بالنوع الثاني تكون بسبب الدهون التي تؤثر بالسلب على البنكرياس وتمنعه من إنتاج الأنسولين الكافي للسيطرة على مستوى السكر في الدم، مع التوضيح بأن الجسم في حاجة إلي خسارة الوزن قبل إجراء التشخيص بنسبة السدس حتى يتم تجويع الجسم بما يمكن البنكرياس من العمل بشكل طبيعي بعيداً عن الدهون التي إستقرت فيه.

ويعتمد النظام الغذائي اليومي على خسارة 800 سعرة حرارية على 200 غرام من المكملات الغذائية السائلة من حساء ومخفوقات لثلاث مرات، وكذلك 200 غرام من الخضروات غير النشوية أو 800 غرام من السعرات الحرارية التي يقوم الشخص بحسابها فضلاً عن 2 إلي 3 ليتر من المياه.

ولم يكن الأمر هيّناً بالنسبة إلى ريتشارد دوغتي، والذي أحب دوماً تناول الطعام، فإختار إتباع النظام الغذائي من خلال المكملات والتغاضي عن الوجبات المفضلة، متابعاً نصيحة تيلور بشأن شرب المياه للقضاء على الجوع الذي نادراً ما كان بمثابة مشكلة.

وفي اليوم السادس تقريباً، هبطت نسبة الجلوكوز إلى أدنى مستوياتها وأصبحت 4,1، ما دفعه إلى الإحتفال في اليوم الثاني بتناول مخفوق الشيكولاتة. وبعد مرور شهرين، أخبره الطبيب المعالج له بأن مرض السكري قد تبدد بنفسه ووصل مستوى الجلوكوز إلي 5,1 ملليمتر لكل ليتر mmol/l. إلا أنه يبقى تحدّ أمامه وهو الحفاظ على وزنه. ويقول تيلور بأن الكمية التي ينبغي تناولها من الطعام ينبغي أن تكون ثلثي المعتاد عليها قبيل إتباع النظام الغذائي.

وذكر دوغتي بأن السعرات الحرارية التي كان يحرقها يومياً 1,750 بفضل الركض ثلاث مرات في الإسبوع والذهاب إلي صالة الألعاب الرياضية، إضافةً إلى تناول الوجبات الصحية. وعن الدراسة التي إتبعها، فقد أصبحت موضوعاً في الكتاب  الخاص بالحمية الغذائية " ثمانية أسابيع من النظام الغذائي للدم للدكتور مايكل موسلي ". وفي التقرير الأخير الصادر عن منظمة الصحة العالمية الصادر الشهر الماضي، فإن 422 مليون شخص من البالغين يعانون في الوقت الحالي من مرض السكري بزيادة أربعة أضعاف عن العدد الذي كان في عام 1980

وكان للنظام الغذائي وإتباع التمارين الرياضية تأثير كبير في الحقيقة علي صحة ريتشارد دوغتي بحسب ما يقول، حيث إنخفض ضغط الدم لديه، وباتت الأوجاع والآلام التي يعاني منها أقل، فضلاً عن زيادة النشاط والإستجابة السريعة للعقل. فالرياضة هي الأساس لخسارة السعرات الحرارية، وعلى الرغم من حجم المشقة، إلا أن النتائج جيدة في نهاية المطاف.

وفي ما يلي النظام الغذائي الذي إتبعه ريتشارد لخسارة 800 سعرة حرارية في اليوم لمدة أربع سنوات:

- تناول مخفوق الكرز البري بالماء أومثلجات النعناع والموز في الإفطار، بينما وجبة الغذاء تضم الدجاج والخضار أو حساء بنكهة الكاري. أما وجبة العشاء فيكون فيها البازلاء والجزر وحساء البصل أو الخضار الذي لا يحتوي علي نشويات، ومخفوق الفانيليا الذي يشبه في مذاقة الأيس كريم، هذا بالاضافة الى 2-3 ليترات من تناول الماء / شاي الأعشاب يومياً. ويتعين عدم تناول المشروبات الكحولية والمكرونة والأرز أو البطاطس.

وعن النظام الغذائي لخسارة 1,750 سعرة حراري الذي يتبعه في الوقت الحالي:

- عصيدة الشوفان غير المطبوخة التي تخلط مع الزبيب والعنب والخوخ أو أنواع التوت الأخرى، بالإضافة إلى اللوز والحليب منزوع الدسم. محمص خبز الجودار، مع شرائح رقيقة من BENECOL والمربى. أما وجبة الغداء فيكون الإختيار فيها من بين الدجاج والتونة المعلبة والأسماك الزيتية الطازجة، الخضروات غير النشوية المطبوخة على البخار و50 غرام فقط من الأرز البني أو السبانخ والمكرونة. كما تضم وجبة الغداء الفاكهة الطازجة (التوت والتفاح والبرتقال وغيرها، مع اللبن الخالي من الدهون).

أما وجبة العشاء فتتكون من الحساء من الجزر والكزبرة أو المشروم أو سلطة الدجاج اليونانية التي تأتي بعدها الفواكه الطازجة، بالإضافة إلى عدة أكواب من المياه العذبة أو الشاي بالأعشاب / الفاكهة، بالإضافة إلى الشاي العادي والقهوة منزوعة الكافيين.