دبي - صوت الإمارات
أكد معالي العلامة عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أهمية أدوار أتباع أديان العائلة الإبراهيمية في نشر قيم السلم وتعزيزه في العالم.. مضيفاً: «أن أبناءَ العائلة الإبراهيمية يتشاركون في الرواية الأصيلة للقيم والفضيلة وأصول الأخلاق التي تؤسّس للسلام والتعايش بين مختلف الشعوب».وأشار العلامة ابن بيه: «إلى أنه من خلال تجديد القيم في النفوس وتأكيد الوعي بوحدة المصير الإنساني والدعوة إلى هبة ضمير عالمية تعيد لقيم التعاون والتضامن والتراحم فاعليتها، بإمكاننا أن نقدّم مفهوماً جديداً للإنسانية يتجاوز المبدأ المحايد لحقوق الإنسان، فيرتقي من الحقوق وربطها بقيم الفضيلة، قيم المحبة والأخوة، والرأفة والرحمة والإيثار والتضامن».
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في المؤتمر الافتراضي الدولي «دور العائلة الإبراهيمية في تعزيز السلام في العالم»، بدعوة من سعادة السفير جاكوب توبينج رئيس معهد ليمينا ورعاية معالي فخر الرازي وزير الشؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا.وقال العلامة ابن بيه: إنه من هذا المنطلق فقد قام منتدى تعزيز السلم، انطلاقاً من أبوظبي - فضاء الإنسانية والتسامح - وبالتعاون مع قيادات دينية من أنحاء العالم، بوضع الأسس لصناعة تحالف أخلاقي بين ديانات العائلة الإبراهيمية الثلاث بكل فصائلها ومذاهبها، وبمشاركة محبّي الخير من أبناء العائلة الإنسانية الكبرى، ويسعى هذا الحلف - الذي اختار اسم حلف الفضول الجديد - إلى التعايش السعيد في هذا العالم الذي نعيشه اليوم، باعتباره ضرورة حاقة وواجباً دينياً تدعو إليه جميع الديانات.
وأضاف أن الدعوة إلى حلف فضول جديد قد انبثقت «من الإيمان العميق والقناعة الراسخة بأن لدى الإنسانية مشتركات كثيرة أدَّى تجاهلها وإذكاء الخصوصيات بدلها إلى كثير من الحروب والدمار، وإلى ابتعاد البشرية عن القيم التي أرساها الأنبياء، قيم الخير والمحبة والتراحم».وأشار إلى أن «ميثاق حلف الفضول الذي أصدرته العائلة الإبراهيمية السنة الماضية في أبوظبي يمكن أن يشكّل مرجعية قوية للانطلاقة الجديدة، فقناعتنا أن ميثاق حلف الفضول ليس مجرّد مبادئ نظرية، لا فاعلية لها، بل تجب ترجمته وبلورته في منهج عملي وبرنامج تطبيقي».
وأكد العلامة ابن بيه:«أنه قد آن لقادة الديانات أن يبرهنوا على فعالية أفضل وانخراط أكبر بهموم المجتمعات البشرية لإعادة الرشد وإبعاد شبح الحروب والفتن المهلكة، فإذا كان البعض ينظر إلى الدين كعامل تفرقة وتمزيق لنسيج الشعوب؛ فإن حلف الفضول الجديد يريد أن يبرهن عملياً على أن الدين يمكن ويجب أن يكون قوة بناء ونماء ووئام وإطفاء للحريق، يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرّق، ويعمّر ولا يدمّر».وقال معاليه:«إن الإرث الروحي لديانات العائلة الإبراهيمية يحثنا على احترام المعتقدات، وهو ما يجعل من الضروري أن نقف معاً ضد من يسيء للمقدسات الدينية ويجعل من ذلك أداة لإثارة الفتنة، فالسلام هو الأولوية والعنف بشتى أنواعه المادية والمعنوية ينبغي أن يكون مرفوضاً من قبل القيادات الدينية».
قد يهمك ايضا
رئيس مجلس الإمارات للإفتاء يُشارك بالمؤتمر العالمي لمؤسسة "الأديان من أجل السلام"
شاهد: كيف يتم عزل أصحاب الأمراض العقلية في إندونيسيا وقت "كورونا"