بغداد - صوت الامارات
طالب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، اليوم السبت، بمحاكمة قتلة المتظاهرين وكل من ارتكب جرائم بحقهم، وكتب في تغريدة له على تويتر: "أطالب بمحاكمة علنية للقتلة ومرتكبي الجرائم بحق المتظاهرين السلميين".
وأضاف "هذا سيكون من خلال تشكيل محكمة خاصة تصدر بمرسوم جمهوري، ترتبط برئاسة الجمهورية يرأسها بعض القضاة النزيهين المتقاعدين، من داخل أو خارج العراق".
فيما تستمر الاحتجاجات الغاضبة في عدد من المناطق العراقية رفضاً لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة، وبعد اعتداء أنصار التيار الصدري على المتظاهرين قبل يومين، اعتبر مقتدى الصدر أنه يجب "عدم تدخل المحتجين في تشكيل الحكومة المؤقتة".
وفي تغريدة على تويتر، السبت، قال الصدر: "يجب عدم تدخل المتظاهرين في أمور سياسية ثانوية كالتعيينات ورفض بعض السياسيات من هنا وهناك".
إلى ذلك دعا لعدم إجبار أي شخص على التظاهر والاحتجاج مطلقاً، وعدم قطع الطرق وعدم منع الدوام في المدارس كافة وعدم التعدي على الأملاك الخاصة والعامة.
كما طالب زعيم التيار الصدري بإخلاء مناطق الاحتجاج من مظاهر التسليح وإدارة التظاهرات من الداخل وعدم التعدي على القوات الأمنية وانسحاب "القبعات الزرق".
"توحيد المطالب وتشكيل لجان"
إلى ذلك لفت إلى وجوب "التحقيق بحادثتي الوثبة وساحة الصدرين وما شابههما في جميع المحافظات".
وأضاف: "يجب توحيد المطالب وكتابتها بصورة موحدة لجميع تظاهرات العراق"، مشيراً إلى "العمل على تشكيل لجان من داخل المظاهرات من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين والتحقيق الجدي في قضية قتلى الإصلاح الذين سقطوا خلال المظاهرات".
8 قتلى في النجف
وقتل، الأربعاء، 8 أشخاص على الأقل في اشتباكات بمدينة النجف جنوب غربي العاصمة العراقية عقب اجتياح أنصار الصدر عدداً من الخيم المنصوبة وتحطيمها وإحراق بعضها، فضلاً عن إطلاق النار على المتظاهرين المعتصمين بساحة الصدرين في المدينة، كما أكد محافظ المدينة، لؤي جواد الياسري، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في الأحداث التي وقعت.
وقال الياسري في بيان الجمعة: "في الوقت الذي سعت به الحكومة المحلية للنجف وجميع القوى السياسية والاجتماعية والأمنية والخدمية لحفظ أمن النجف ومواطنيها، خصوصاً المعتصمين في ساحة الصدرين، ولكشف ملابسات ما حصل الأربعاء من أحداث مؤسفة راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى، نؤكد أنه تم تشكيل لجنة تحقيق عليا للوقوف على الملابسات والأحداث المؤسفة التي حصلت في ساحة الصدرين وتسليم التقرير النهائي إلى الجهات القضائية لمحاسبة المقصرين والمؤججين للفتن وإراقة الدماء لينالوا جزاءهم العادل وفق القانون".
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، السبت، فعاليات طلابية عدة، وسط استمرار الاعتصام الرافض لتكليف، وزير الاتصالات السابق، محمد علاوي، تشكيل الحكومة، ورفضاً للانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون في النجف وكربلاء خلال الأيام الماضية على أيدي ما يعرف بأصحاب "القبعات الزرقاء" (أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر).
رسالة إلى الأمم المتحدة
كما طالب عدد من المتظاهرين في العاصمة العراقية الأمم المتحدة بالضغط على الحكومة العراقية من أجل إلغاء نظام المحاصصة، وتجميد الدستور، وتشكيل حكومة انتقالية بسرعة.
إلى ذلك، دعا المتظاهرون في رسالة وجهوها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل لوقف العنف، الذي تسبب بمقتل أكثر من 800 شخص وأكثر من 25 ألف جريح، بحسب إحصائية للمتظاهرين، في حين أفادت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أمس إلى مقتل أكثر من 500 شخص.
الأمن يضرب المحتجين في بابل
أما محافظة بابل، فقد شهدت مدينة الحلة اليوم تظاهرات جديدة رفضاً لتكليف علاوي. إلا أن القوات الأمنية اشتبكت مع عدد من المحتجين قرب مبنى المحافظة، وأقدمت على ضربهم.
كما أفادت مصادر العربية/الحدث باعتقال 3 متظاهرين كانوا يرابطون أمام ديوان المحافظة، من ضمنهم الناشط المدني ميثم عايد. وأضافت المصادر أنه تم الاعتداء على مخيمات كانت منصوبة قرب المحافظة.
ولاحقاً انطلقت مسيرة من تحت جسر الثورة إلى بيت المحافظ، حسن منديل للمطالبة بإقالته وتعين بدلا عنه ناشط من ناشطين ساحات الاعتصام.
إلى ذلك، شهدت القادسية أيضاً تظاهرات وهتافات ضد الأحزاب. كما شهدت ميسان استمرار التظاهرات الرافضة لسياسة الأحزاب القمعية.
كذلك، جدد المحتجون في ساحة الحبوبي، بذي قار (جنوب العراق) تكليف رفضهم تكليف محمد علاوي، هاتفين "محمد توفيق علاوي مرفوض باسم السيستاني مرفوض".
وفي البصرة، تواصلت التظاهرات العشائرية الداعمة لموقف المحتجين الرافضين لتكليف علاوي.
أمهل متظاهرون عراقيون محافظ بابل ساعتين فقط لتقديم استقالته، السبت، وذلك بعدما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اعتدت على مجموعة منهم، قرب مبنى المحافظة التي تقع جنوب العاصمة بغداد.
وهدد المحتجون بنقل خيام الاعتصام قرب بيت المحافظ بعدما منعت القوات الأمنية المتظاهرين من التقدم باتجاه مبنى مجلس محافظة بابل، واعتدت بالضرب عليهم، مما أدى إلى فض الاعتصام.
وكان المئات من أهالي مدينة الحلة، عاصمة المحافظة، احتشدوا أمام المبنى الحكومي للمطالبة بتنحي جميع رموز الفساد.
وفي هذا السياق، ناشد المحتجون في العراق الأمم المتحدة بالتدخل لوقف الانتهاكات التي يتعرضون لها في بغداد والمدن الأخرى.
وقال المحتجون في رسالة للأمم المتحدة إنهم يتعرضون لاعتداءات من قوات الأمن، ومن الميليشيات الموالية لإيران، مما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وكان 8 متظاهرين قتلوا في هجوم نفذه مؤيدون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ضد موقع اعتصام في النجف، بينما قتل متظاهر في اعتداء في مدينة الحلة.
ومنذ بداية أكتوبر الماضي، قُتل أكثر من 500 شخص في أعمال عنف مرتبطة بحركة الاحتجاج، حسبما أفادت مفوضية حقوق الإنسان الحكومية في تقرير، الجمعة، غالبيتهم العظمى من المتظاهرين الذين يطالبون بتنحي السلطة المتهمة بالفساد، وتغيير نظام الحكم برمته.
وواجه المتظاهرون مؤخرا تهديدا جديدا من مناصري الصدر الذين شاركوا في التظاهرات المناهضة للحكومة إلى أن غيّر الزعيم الشيعي موقفه، وانتقل إلى المعسكر الآخر، معلنا دعمه تكليف الوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة، ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي، ويطالبون بتغييره على اعتبار أنه قريب من الطبقة الحاكمة
قد يهمك أيضًا :
الأمن العراقي يستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في ساحة التحرير