بغداد - نجلاء الطائي / عمر السويدي
اتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات مشددة في محافظة صلاح الدين، بعد التفجير المتطرف في قرية الحجاج شمال تكريت، ووصف محافظ المدينة أحمد الجبوري، تفجيرات الحجاج بـ" الجبانة"، هدفها زعزعة الأمن وإرهاب الناس. يأتي ذلك في وقت وصف المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA"، الجنرال ديفيد بترايوس، جهاز مكافحة التطرف العراقي بأنه "أقوى قوات خاصة في الشرق الأوسط".
وأضاف بترايوس في تصريحات صحافية، "أن العراقيين نجحوا في تقليص أعداد الضحايا المدنيين وحجم الدمار خلال معارك استعادة مناطقهم من داعش وهذا ما يميزهم". ووصف الجنرال الأميركي جهاز مكافحة التطرف العراقي، بأنه "أقوى قوات خاصة في الشرق الأوسط، وأن رئيس الحكومة حيدر العبادي كان محقًا حين قال إن وحدات مكافحة التطرف في بلده هي الأقوى في المنطقة، وهي الأقل من حيث حجم الخسائر في المعارك".
وتابع بترايوس، "أعرف مدينة الموصل جيدًا لأنني أقمتُ فيها حين كنت قائد الشعبة 101 التي دخلت محافظة نينوى في العام 2003، ولا بد من تمشيط المباني والأحياء بشكل متلاحق كي لا يعود العدو من الخلف". وختم المدير الاسبق للـ (CIA) تصريحاته بالقول "في النهاية، سينتصر العراقيون على داعش في الموصل، وأنها حصلت على سنتين كي تستعد للسيطرة على المدينة، وكي تحفر الأنفاق ونشر الأفخاخ في المنازل، ولديها طائرات بلا طيار وقنّاصة، لكن كانت طريقة العراقيين في تجاوز هذا الوضع لافتة. وكانت قوات جهاز مكافحة التطرف خاضت معارك عدة شرسة في مختلف المناطق المغتصبة من عناصر تنظيم "داعش"، قبل أن تنجح في تحريرها وحماية المدنيين بطريقة أذهلت العالم، وأجبر العديد من الدول على الاعتراف بقدرة القوات العراقية على محاربة تلك العناصر وحماية المدنيين والبني التحتية بمهنية واحترافية عاليتين.
وأكد مصدر أمني في صلاح الدين، انفجار 3 أحزمة ناسفة داخل حفلة زفاف في قرية الحجاج شمال تكريت، مبينًا أنه أسفر عن مقتل 30 شخصًا واصابة 45 آخرين بجروح كحصيلة نهائية. وقال المصدر، إن "قيادة عمليات صلاح الدين اتخذت إجراءات أمنية فوق المشددة، تحسبًا لوجود مندسين، بعد التفجير المتطرف الذي استهدف حفلة عرس في الحجاج شمال تكريت". ودعا مجلس عشائر تكريت في بيان، المواطنين إلى "أخذ الحيطة والحذر والإبلاغ عن أية حالة مشبوهة أو غريبة". وأكد محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، تفجيرات الحجاج ردة فعل داعشية "جبانة" هدفها زعزعة الأمن وإرهاب الناس.
وقال الجبوري في بيان له، إن "تفجيرات الحجاج واستهداف حفلة زفاف ماهي إلا ردة فعل داعش الجبانة ،هدفها زعزعة الأمن والنظام وإرهاب الناس، وزرع الخوف والرعب في قلوبهم وحصد أكبر عدد من أرواح الأبرياء والعزل". وأضاف، "رسالتنا لداعش الوقوف بوجه مخططاته الإجرامية والدموية ودحره بالكامل"، مبينًا أن "توحيد الصف ومساندة الأجهزة الأمنية، والحشد سيلحق الهزيمة بالتنظيم الإجرامي". ودعا الجبوري المواطنين إلى "التعاون الجاد، وتفعيل دورهم في دعم الأجهزة الأمنية وحماية مناطقهم، وعدم السماح للعناصر المتطرفة بتنفيذ مخططاتها الدموية، وحصد أرواح المواطنين"، مطالبًا الأجهزة الأمنية والعناصر الاستخباراتية بـ"أخذ دورها وحماية أبناءٍ المحافظة".
واستنكر عضو مجلس النواب مطشر السامرائي، "العمل الإجرامي الجبان"، الذي استهدف ناحية الحجاج شمال تكريت. وقال السامرائي ، إن "ما تعرضت له ناحية الحجاج، الأربعاء، وأسفر عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح، عمل إجرامي جبان". وأكد الأمين العام لمجلس صلاح الدين خالد الخزرجي، أن "ما حصل في ناحية الحجاج خرق أمني ويجب أن لا يمر مرور الكرام". وأضاف أن "عناصر داعش المتطرفة تمادت كثيرًا، واستباحت دماء العراقيين ولن يمر إجرامهم بلا عقاب".
وفي سياق العمليات العسكرية، سيطرت القوات الأمنية، على سجن بادوش في الجانب الأيمن لمدينة الموصل. ونقل بيان لخلية الإعلام الحربي، عن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله القول، أن" قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وفرقة العباس القتالية، سيطرت على سجن بادوش ورفعت العلم العراقي فوق أسواره، واقتحمت الشقق السكنية التابعة للسجن". وأضاف أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة، وفرقة العباس القتالية فرضت السيطرة الكاملة على سلسلة تلول عطشانة".
وحررت قوات الشرطة الاتحادية، عشرة معتقلين معاقين بسبب تعذيب عناصر "داعش" الإجرامية لهم، من أحد السجون في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، بعد سماع صراخهم. وقال مصدر أمني، إن "قوة أمنية تابعة لقيادة الشرطة الاتحادية، نفذت عملية دهمٍ وتفتيش، في منطقتي الدواسة وباب لكش بالساحل الأيمن لمدينة الموصل، تمكنت خلالها من تحرير عشرة معتقلين في أحد السجون التابعة لعناصر داعش، بعد سماع صراخهم وطلبهم النجدة".
وأضاف أن "المعتقلين أخبروا قوات الشرطة الاتحادية عن وجود أنفاقٍ كبيرة وسجون أخرى، وأدوات تعذيب تستخدمها العناصر المتطرفة، في عمليات تعذيب معتقليها في المنطقتين المذكورتين". وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان لها، أن "لواء المشاة 75 / فرقة المشاة السادسة عشرة، وضمن فعالياته في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، وخلال عمليات التطهير في حي النركال، تم العثور على مخازن تحتوي مواد كيمياوية وعددًا من الصواريخ في الساحل الأيسر لمدينة الموصل". وواصلت أنه "بعد الفحص تبين أن المواد هي عبارة عن كلوريسين يُقدر بـ (١٠) آلاف لتر موضوعة داخل خزان، وهي مادة حارقة وشديدة الاشتعال تدخل في صناعة المواد المتفجرة و(٢٩) صاروخ سام /٧ أرض جو من دون موجهات، ومادة الفوسفات الخام بكميات كبيرة وعدد من المقذوفات مختلفة الأنواع".