الكشف عن ألبوم صور تظهر أبرز معاوني هتلر تم التقاطها أثناء انتظارهم الحكم قبل 70 عامًا

تم اكتشاف ألبوم صور مخيف بعد 70 عامًا على إخفائها وموت أصحابها. ويعرض الألبوم الصور الجنائية وتوقيعات مجرمي الحرب النازين، وتم التقاط هذه الصور أثناء انتظارهم للحكم.
وجمع ضابط مخابرات من دول الحلفاء معرض صور لـ"من هم معاونو هتلر المشاركون في الهولوكست"، وكانت مهمته استجواب الشخصيات الفاسدة. وكان جزء مهم في الاستجواب جعل المستجوبين يوقعون توقيعًا أصليا لمقارنته بالمكتوب على الوثائق النازية المكتوبة التي تعطي أوامر لارتكاب جرائم الحرب البشعة.


وكان هذا الدليل الرئيس الذي ساعد على إدانة مجرمي الحرب، أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الكثير من النازيين يحاولون حرق ملايين الوثائق، حينما تقدم الحلفاء نحو برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية. وجمع الألبوم المعنون بـ"موكب النازية" ضابط المخابرات الأميركي يدعى هانك شاردت الذي ولد في ألمانيا، ولكنه هاجر إلى أميركا في سن الثامنة.
ويضم 230 توقيعًا لمسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، ولقائدين عسكريين، ودبلوماسيين وأصحاب مصانع ورؤساء مؤسسات مثل البنوك، الذين تمت محاكمتهم، وساعدت التوقيعات على أن تكون دليلا خلال محاكمات جرائم الحرب في نوريمبرغ في 1946.
ومن النازيين رفيعي المستوى الذين استجوبهم وعرض ملفهم في ألبومه، قائد القوات الجوية الألمانية هيرمان جورنغ. وجاء في وصف شاردت لجورنغ بأنه "مدير خطة الأربع سنوات، وناهب كنوز الفن الأوروبي التي لا تقدر بثمن، وهو مصمم الزي الرسمي النازي، فضلا عن كونه مدمن مخدرات. وتمت محاكمته على الأربع جرائم هذه".
وخلال محاكمات الحرب التاريخية، عثر على أدلة إتهام جورنغ بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتم الحكم عليه بالإعدام. ولكنه قتل نفسه باستخدم السم. ويعرض الألبوم أحد القيادات المفضلين لهتلر، وهو ألفريد غودل. وتم وصفه بأنه  "قائد فعال في تطوير ألة الحرب النازية". وتمت إدانته ونفذ الحكم فيه. ووصف شاردت الأدميرال الألماني كارل دونتس بأنه "القائد الثاني في حقبة الرايخ الثالث". وعلى الرغم من إدانته بارتكاب جرائم حرب، تم الحكم عليه بعشرة سنوات سجن. وكان المشير فيلهم كيتل أعلى ثالث رتبة نازية تحاكم في نوريمبرغ. ووصف في الألبوم "بأنه واحد من قادة الجيش الفاعلين"، وتم سجنه حتى الموت.


ويعد يواخيم فون ريبنترب واحدًا من أكثر النازيين تطرفًا. ولعب دورًا رئيسًا في التوسط في معاهدة عدم الاعتداء بين النازيين والسوفييت، وهي المعاهدة التي مهدت الطريق لألمانيا لغزو بولندا وبدء الحرب العالمية الثانية. ولقد حكم عليه بالإعدام شنقا ونفذ الحكم.
ويوجد في الالبوم أيضًا يوليوس شترايشر الذي كانت له أراء معادية بقوة لليهود، وحتى النازيين أدانوا سلوكه المتطرف. وعلى الرغم من أنه لم يكن عسكريًا، ولم يلعب أي دور في التخطيط للهولوكست، إلا أن دوره الحيوي في التحريض على إبادة اليهود، كانت كبيرة  بدرجة تكفي أعضاء النيابة العامة بتضمينه في لائحة كبار مجرمي الحرب. ولقد تمت إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعدم.
وعلى غير المعتاد، تواجدت قائدة طائرة تدعى هنا ريتش في الألبوم. وهربت هنا إلى برلين، على أمل نقل هتلر جوًا للخارج قبل وصول القوات الروسية. ولكن هتلر رفض، وقرر الانتحار. وكانت أخر من رأى هتلر ووزير الدعاية جوزيف غوبلز أحياء في القبو.


وحجزت 18 شهرًا، قبل أن يتم إطلاق سرحها. وماتت في العام 1979. ويشتمل الألبوم على صور لسيب ديترش وأوتو سكورتسيني اللذين تجنبا السجن المؤبد. وكان ديترش سائق هتلر وحارسة الشخصي في أواخر العشرينات، ولكنه ترقى عندما شارك في إعدام المعارضيين السياسيين في تطهير عام 1934، المعروف باسم "ليلة السكاكين الطويلة". واصبح فيما بعد قائد القوات الذراع العسكري لهيئة "شوتزشتافل" المكلفة بحماية هتلر، وكان يقود الكتيبة السادسة لسلاح الدبابات في معركة الثغرة، ولكنه كان يترقى ليس لمهارة عسكرية، ولكن لعلاقته الوثيقة بهتلر.
  ولقد حكم عليه في معسكر الاعتقال داكاو بالسجن مدى الحياة، لإعطائه أمرًا بإعدام الاسرى الأميركيين، وتم تخفيف الحكم إلى 25 عاما، وحبس عشر سنوات قبل إطلاق سراحه. ولكن تم القبض عليه بعد ذلك مرة أخرى، وحبس 19 شهرًا لدوره في تطهير 1934.
أما هنز ميكل فراك، كان المحامي الخاص لهتلر، وأصبح رئيسًا لألمانيا النازية في بولندا المحتلة. وأسس خلال فترة ولايته نظامًا إرهابيًا ضد المدنيين، وأصبح متورطًا بشكل مباشر في المذابح الجماعية ضد اليهود. وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 1964، بعد إدانته بجرائم حرب.
وكان أوتو قائدًا أيضا في هيئة "شوتزشاتل"، واختاره هتلر شخصيًا للاشتراك في بعثة للقاء الديكتاتور الإيطالي موسوليني، كما قاد عملية "القبضة" التي تسلل فيها الجنود الألمان لحدود عدوهم مستخدمين لغتهم وزيهم وما يميزهم. وقلده هتلر أعلى الاوسمة العسكرية، وسام الفارس الصليبي الحديدي. وتم وقوعه كأسير حرب، ثم أصبح شاهدًا في المحاكمات، قبل محاكمته كمجرم حرب بتهمة خرق قوانيين الحرب خلال معركة السغرة.
وتم اتهامه هو وتسعة جنود أخرون بارتداء الزي العسكري الأميركي وقتل جنود أميركيين، ولكن في أخر يوم في المحاكمة قال ضابط بريطاني الدليل على أنهم كانوا يحاربون خلف خطوط العدو بالزي الألماني. وقد رأت المحكمة أن إدانة أوتو قد تورطها، فقد حكمت ببراءته وبراءة الأخرين.


وهرب من السجن بمساعدة ثلاثة أخرين من هيئة شوارتزشتيمل، مرتديا الزي الشرطي الأميركي وهرب إلى الشرق الأوسط وعمل ضابطًا في المخابرات الإسرائيلية الموساد ثم جاسوسا، حيث أسس هناك مجموعة مدربة على حرب العصابات. ووصف ماتهو تردون، خبير الأرشيف في جامعة أشفورد البريطانية، إن "هذا الارشيف فريد وتاريخي".
وقال: "كانت مهمة هانك شارديت استجواب المسؤولين الألمان وكبار الضباط. ولقد جعلهم يوقعون تحت جملة..وهذا توقيعي". وأضاف: "وفعل هذا ليمكنه إثبات أنه ليس شخصًا واحدًا الذي وقع على وثائق إعطاء أوامر بالجرائم التي أتركبت، كما أنهم لن يستطيعوا إدعاء أن توقيعاتهم تم تزويرها".
وأشار إلى أنه "يبدو أن هناك إمكانية أخرى بأن أخر التوقيعات وقعها أشخاص قبل الحكم عليهم بالإعدام". واختتم كلامه قائلًا: "الألبوم كثيف للغاية ويضم أيضا صور جنائية لمجموعة من مجرمي الحرب". وولد شاردت في تورنغا بألمانيا في العام 1918، وهاجر إلى شيكاغو في العام 1926.
وفي عام 1937 أنضم الى الجيش الأميركي، ثم تم تعيينه في المخابرات في أوروبا خلال الحرب، لأنه يتحدث الألمانية بطلاقة. وأغلب عمله كان استجواب المسؤولين والضباط الألمان المقبوض عليهم. وكُرم في عام 1944 خلال معركة الثغرة بالنجمة البرونزية لاستجوابه ألمان يتحدثون الإنجليزية متنكرين في زي قوات التحالف.
وفي نهاية الحرب، تم تعينه في وحدة المخابرات في نورمبرغ، لإجراء الاستجوابات للعسكريين والساسيين وجمعها في هذا الأرشيف. وبعد ذلك ظل في الجيش الأميركي، ثم أنضم لوكالة الاستخبارات الأميركية، وحصل على نوط الاستحقاق. وتوفي في التسعينيات. وباعت ابنته الألبوم الى بائع خردوات في أميركا وانتقل إلى ألمانيا ثم إلى بريطانيا في أواخر التسعينيات. وتم بيع الألبوم في 7 سبتمبر/أيلول بمبلغ 18,000 يورو.