بغداد-نجلاء الطائي
اعلن رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي انطلاق عملية تحرير الفلوجة التي تعد احدى ابرز معاقل تنظيم "داعش"،ومع انطلاق عملية التحرير تمكنت القوات المشتركة العراقية مت تحرير عدد من المناطق في جنوب وشرق المدينة وسط انهيار واضح في صفوف عناصر التنظيم المتطرف.
وأكد العبادي في كلمة متلفزة بثت بعد منتصف الليل "نعلن لأبناء شعبنا العزيز ان علم العراق سيرتفع عاليا فوق ارض الفلوجة، اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة، لقد دقت ساعة تحرير الفلوجة، واقتربت لحظة الانتصار الحاسم وليس امام داعش الا الفرار"، واضاف ان "عملية تحرير مدينة الفلوجة انطلقت بمشاركة مقاتلي الجيش العراقي وقوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر"، وقال "لقد عقدنا العزم على تحقيق الانتصار واتفقت كلمة العراقيين على التوحد من اجل تحقيق هذا الانتصار، ستعود الفلوجة كما عادت مئات القرى والمدن والقصبات الى اهاليها وتم تحريرها من ظلم وغدر داعش"، وتابع :"الانتصار في معركة الفلوجة هي هدية المقاتلين الابطال لأبناء الفلوجة وابناء الانبار ولكل نازح ولكل مهجر ولكل عراقي في كل المحافظات العراقية".
وكشف المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في بيان تلقى"العرب اليوم" نسخة منه، إن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وصل، صباح اليوم، الى مقر قيادة عمليات تحرير الفلوجة للاطلاع على سير العمليات العسكرية الجارية لتحريرها"، واعلنت قيادة العمليات المشتركة انطلاق عملية تحرير الفلوجة من متطرفي" داعش" .
وذكر بيان للقيادة " لقد حانت لحظة تحرير مدينة الفلوجة من ارض العراق ارض المقدسات التي لم ولن ترضى بالذل لان ابناء هذا الوطن عقدوا العزم على ان يزيلوا ظلام الارهاب من اي شبر دنسته العناصر المتطرفة"، واضاف " لقد شمًر اليوم الرجال الابطال من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وابناء العشائر عن سواعدهم ليسحقوا هذه العناصر المجرمة في الفلوجة الحبيبة التي ذاقت ويلات الارهاب ، وستشرق شمس التحرير على ام المساجد لتعود الى احضان الوطن بعد ان اغتصبها الاوباش "، واشار الى " ان التاريخ سيسجل المواقف وسيكتب ان مدينة الفلوجة لن تنام على ضيم ولا ترضى بغير الكرامة ، وهذا ما سيكون بقوة من الله وعونه بالنصر الذي سيأتي قريبا بإذن الله مع انطلاق (عملية تحرير الفلوجة ) ، وسيتجرع (الارهاب) الاعمى سم الهزيمة كما تجرعه في معارك سابقة من قبل"
وبعد ساعات من اعلان العبادي انطلاق عملية تحرير الفلوجة .تمكنت القوات المشتركة العراقية من تحرير منطقة حراريات الفلوجة ،وكبدت عناصر التنظيم المتطرف خسائر بشرية ومادية كبيرة"، وقال مصدر عسكري لـ"العرب اليوم" ان "مدفعية الجيش العراقي تمكنت من تدمير اهداف مستمكنة دقيقة في وقت قصير"، لافتا الى "مشاركة مكثفة من الطيران الدولي والعراقي في العملية العسكرية"، وتابع المصدر ، ان "قطعات الامنية المشتركة تمكنت من احباط تعرض لعناصر داعش بسبع عجلات ملغومة بعد تحرير القوات لمنطقة حراريات الفلوجة في القضاء"، وبين ان "عناصر داعش حاولوا إعاقة التقدم العسكري للقوات المشتركة الا انها فشلت"، واشار المصدر الى ان "القوات الان تتقدم باتجاه معمل السمنت".
وحررت القوات المشتركة منطقة الليفية من داعش وتمكنت من قتل 10 متطرفين وتفجير ثلاث عجلات ملغومة في كرمة الفلوجة، وتقدمت القوات الامنية اليوم الاثنين نحو منطقة الشهابي الثانية شرقي قضاء الفلوجة لتحريرها من تنظيم داعش المتطرف، وقال المصدر ذاته، ان"القوات الامنية تقدمت نحو منطقة الشهابي الثانية شرقي الفلوجة بعد سيطرتها على منطقة الشهابي الاولى".
واعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان ورد لـ"العر اليوم" نسخة منه، إنه " القوات المشتركة تمكنت من تحرير منطقة الصبيحات، شرقي الفلوجة، ومنطقة السجر شماليها"، مشيراً الى "مقتل 40 عنصراً من داعش خلال العمليات"، مشيرًا الى "تحرير مناطق الشهابي ومعمل الشتايكر والليفية ومخازن الكرمة ومعمل السمنت وقرية البوعودة وجميلة ومعمل الزيوت الشامبو والبوحديد والناصر جنوب الكرمة، شرقي الفلوجة".
وكان المتخصص في شؤون التنظيمات الجهادية هشام الهاشمي، قال إن 33 ألف مقاتل من القوات العراقية بمساندة القوات الشعبية والعشائر تم تجهيزهم لاقتحام المنطقة الشمالية الغربية لمدينة الفلوجة لتحريرها، وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي "داعش" في يناير كانون الثاني /يناير 2014 أي قبل ستة شهور من اجتياح التنظيم المتشدد مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وتقع الفلوجة على نهر الفرات وعلى بعد 50 كيلومترا غربي بغداد وكان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 300 ألف شخص.
وتضررت الفلوجة التي تعرف باسم "مدينة المآذن وأم المساجد" كثيرا من هجومين شنتهما القوات الأمريكية على مسلحي تنظيم القاعدة في عام 2004، وبارك رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الاثنين، انطلاق عملية تحرير مدينة الفلوجة, مؤكدا انها ستكون المسمار الأخير لنعش الإرهاب في محافظة الأنبار.
وذكر بيان لمكتبه الاعلامي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه ان"الجبوري استقبل في مكتبه قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي وجدد رئيس مجلس النواب خلال اللقاء دعم ومساندة المجلس لأبناء قواتنا الأمنية والعسكرية في معركتهم الكبرى ضد قوى الإرهاب والتطرف، داعياً في الوقت ذاته الى تجنيب المدنيين اضرار المعركة والعمل العاجل على توفير معابر آمنة لخروجهم"، واضاف " لقد برهنت قواتنا الأمنية على دقتها واحترافيتها في معركة تحرير قضاء الرطبة بعد ان حيدت المدنيين وأبعدت عنهم نيران المعركة وهو ما نتمنى ان نراه حاضراً في معركة تحرير الفلوجة"، كما شدد على ضرورة الاستفادة من النقمة الواسعة بين اهالي الفلوجة جراء الممارسات المتطرفة والتعسفية لتنظيم داعش المتطرف طيلة فترة احتلاله للمدينة، لافتا الى ان ذلك سيكون عاملاً هاما في الاسراع بتحقيق النصر وحسم المعركة.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، ليلة الاثنين، بدء عمليات تحرير مدينة الفلوجة، التي تقع ضمن محافظة الأنبار غربي العراق، من قبضة تنظيم داعش المتشدد
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في صفحته على موقع فيسبوك: "لقد دقت ساعة تحرير الفلوجة.. واقتربت لحظة الانتصار الحاسم وليس أمام داعش إلا الفرار"، وأضاف أن كافة قطاعات الجيش العراقي والقوى الأمنية، بما في ذلك قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، سيشاركون في عملية تحرير المدنية، مؤكدا أن هدف العملية العسكرية حماية المدنيين.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في بغداد بقصف مدفعي وجوي عنيف من قبل الجيش العراقي على مواقع داعش داخل الفلوجة، وأوضح نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، أن مهمة الحشد الشعبي تقتصر في هذه العملية على تطويق المدنية، فيما ستتولى القوات العراقية من الجيش والشرطة وأبناء العشائر عملية اقتحام المدينة.
ودعت السلطات العراقية السكان إلى مغادرة المدينة، وطالبت المدنيين العالقين فيها برفع راية بيضاء للدلالة على أماكن وجودهم، والابتعاد عن مواقع تنظيم داعش وتجمعاته التي سيتم التعامل معها كأهداف للطيران الحربي.