طرابلس / أبو ظبي - فاطمة السعداوي
قدَّم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، طلبًا رسميا الى الاتحاد الاوروبي للحصول على دعم سريع للمساهمة في تدريب خفر السواحل الليبيين، وكذلك الأجهزة الأمنية، فيما قتل وزير ليبي سابق في اشتباكات بين قوات حكومة الوفاق وعناصر تنظيم "داعش" المتطرف في منطقة سرت.
واعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، فدريكا موغيريني، في بيان أمس الاحد بعد لقاء عقدته في أبو ظبي مع السراج الموجود في دولة الامارات، أن "الأمر يعتبر تطوراً مهمًا، وستجري مناقشته خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم الاثنين، في بروكسل، وبهدف جعل المساعدة إلى ليبيا في التحديات التي تواجهها أكثر عملية".
والتقى السراج في أبوظبي أمس، وزير شؤون الرئاسة الاماراتية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان حيث جرى بحث آخر تطورات الأزمة الليبية، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على ضرورة التمسك بالأطر الدستورية للخروج بحلول مستدامة تضمن توافق ووحدة الليبيين وتخلق الأرضية الصلبة لبناء دولة المؤسسات التي ينشدونها وتضمن وحدة التراب الليبي. وشدد الطرفان على أولوية محاربة الإرهاب الذي يسعى إلى استغلال الظروف التي تمر بها ليبيا.
هذا، وأعلنت قوات خفر السواحل الليبية أنها اعترضت الأحد، سبعة زوارق كانت تقل نحو 850 مهاجرا حاولوا عبور البحر المتوسط للوصول الى أوروبا. وقال العقيد أيوب قاسم، المتحدث باسم البحرية الليبية،: "إن حرس السواحل في المنطقة الغربية كانوا يقومون بأعمال الدورية في منطقة مصفاة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس) عندما اعترضوا، قرابة الساعة السابعة والنصف (بالتوقيت المحلي)، سبعة زوارق مطاطية كبيرة".
وأوضح قاسم أن المهاجرين "يتحدرون من دول إفريقية عدة"، مضيفا أن هناك 79 امرأة و11 طفلا بين المهاجرين. وأضاف العقيد الليبي أن "المهاجرين سُلموا إلى سلطات مكافحة الهجرة السرية على أن ينقلوا إلى مراكز إيواء".وفي طرابلس قالت وكالة الأنباء الليبية الموالية لحكومة الوفاق، إن قواتها "أحرزت تقدماً كبيراً واشتبكت مع فلول التنظيم الإرهابي"، موضحة أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل القائد الميداني محمد الفيتوري السوالم وزير العمل والتأهيل في الحكومة المؤقتة السابقة برئاسة علي زيدان، وجرح 3 آخرين.
وأعلن الناطق الرسمي باسم عمليات "البنيان المرصوص"، العقيد محمد الغصري ، أن سوالم الذي جاء على رأس القوة الثالثة قادماً من واحة الجفرة، عشية السبت قُتل خلال اشتباكات دارت بشكل مفاجئ بين قواته ومسلحي التنظيم بمفترق البغلة بطريق مشروع اللود الزراعي الرابط بين واحة الجفرة وبلدة أبونجيم.
وأضافت الوكالة، أن القوات الجوية التابعة للعملية غارت على آليات ومواقع للتنظيم جنوب شرق أبوقرين ودمرتها. وكان السوالم قائداً سابقاً للواء مقاتل في مصراتة أثناء الثورة، وشارك المئات في تشييعه أمس، في ساحة عامة في مصراتة وألقى عدد منهم كلمات، ودعوا خصوصاً الليبيين إلى الوحدة للتصدي للإرهاب.
وقتل أربعة أفراد تابعين لقوة الإسناد الأمني في نقطة تفتيش أمنية في منطقة وادي الربيع إثر هجوم قام به عنصران ملثمان بعد ظهر الأحد، وفق رواية شاهد عيان ، موضحا عدم معرفته هوية الفاعلين اللذين لاذا بالفرار.وذكر عدد من أهالي المنطقة سماعهم دوي اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة تسيطر على المنطقة دون معرفة الدوافع وراء هذه المواجهات، فيما يتحدث الأهالي أن المنطقة تشهد عمليات خطف وابتزاز وسرقة من قبل مجموعات مسلحة.
وفي مصراتة، قال مصدر عسكري إن لغماً أرضياً انفجر تسبب بوفاة عنصر وإصابة ثلاثة آخرين من أفراد كتيبة الهندسة خلال قيامهم بنزع الألغام التي كان التنظيم الإرهابي زرعها خلال سيطرته على مناطق أبوقرين والوشكة الواقعتين شرقي المدينة.وقالت مصادر عسكرية إن سلاح الجو التابع للجيش الليبي نفذ ضربات جوية على تمركزات، في انتظار ما ستنتهي إليه وساطات تحاول إقناع مقاتلي ما يعرف بمجلس شورى المدينة بتسليم أسلحتهم قبل اقتحام قوات الجيش للمدينة.
وفي بنغازي دارت اشتباكات متقطعة بين الجيش الوطني الليبي والإرهابيين في القوارشة.في أثناء ذلك، أعطى القائد العام للجيش الليبي الفريق أول خليفه حفتر مهلة للمهدي البرغثي من أجل الانسحاب من حكومة الوفاق، والعودة فوراً إلى بنغازي لقيادة الكتيبة (204) دبابات.
وحسب مصدر عسكري، فإن المهلة لم تحدد زمناً لانسحاب البرغثي، لكنه أكد أن القيادة العامة لن تمنحه وقتاً طويلاً لتغيير موقفه، منوهاً بأن البرغثي قد يواجه عقوبات، والمثول أمام الادعاء العسكري، لمخالفته الضوابط والقوانين العسكرية.