تشير التقارير إلى إقامة تنظيم داعش لمعامله داخل الأحياء الواقعة في مدينة الموصل العراقية

 قام تنظيم "داعش" بنقل أسلحة كيميائية إلى المناطق السكنية المكتظة بالسكان، حيث يجري تجارب غازات "الكلور" و"الخردل" محلية الصنع على السجناء، وفق إدعاءات سكان مدينة الموصل العراقية. وأشارت التقارير إلى نقل التنظيم معامل هذه المواد الخطرة إلى الأحياء داخل ما يسمي بـ"دولة الخلافة"، وذلك من أجل تجنب إستهداف عناصره بالغارات الجوية.

وتشتهر الجماعة المتطرفة بطموحاتها النووية ،وتحاول صناعة أسلحة ليس فقط من أجل إستخدامها داخل العراق وسورية، وإنما أيضاً في الهجوم على دول الغرب. فهي تمتلك وحدة خاصة لأبحاث الأسلحة النووية مشكلة من العلماء العراقيين الذين عملوا على برامج الأسلحة إبان فترة حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، إضافةً إلى خبراء أجانب.

وتمكنت قوات العمليات الخاصة الأميركية من القبض على رئيس الوحدة سليمان داوود العفاري خلال مداهمة خارج مدينة الموصل في آذار / مارس الماضي، ويقوم حاليـاً باعطاء المعلومات الإستخباراتية حول العمليات الكيميائية لتنظيم "داعش". وفي تحقيق من قبل مواطنين صحفيين سوريين وعراقيين فقد تم الكشف عن إستبدال العفاري حاليـاً بالطبيب العراقي أبو شيماء الذي عمل في جامعة بغداد خلال فترة حكم الراحل صدام حسين.

ويقال بأنه قام الشهر الماضي بنقل عمليات الجماعة الإرهابية بعيداً عن معاملها الرئيسية في جامعات الموصل Mosul وتلعفر Tel Afar اللتين تعرضتا للقصف في الأشهر الأخيرة، لتكون في المناطق السكنية، حتى يتم حمايتها من أي هجوم جوي. وذكر سكان ضاحية المهندسين al-Mohandseen المسيحية التي كانت غنية إلى حين إستيلاء تنظيم "داعش" عليها، بأن عناصر التنظيم سيطروا على العديد من المنازل في الأسابيع القليلة الماضية، فيما شاهدوا مؤخراً العشرات من الكلاب والأرانب النافقة داخل حاويات النفايات المجاورة.

وأكد أحد الأفراد من داخل التنظيم للصحفين الذين تناقلوا المعلومات مع صحيفة "التليغراف" بأن هذه الحيوانات النافقة تم التخلص منها بعد إستخدامها في إجراء تجارب كيميائية. كما أوضح التقرير ايضاً بأن تنظيم "داعش" يجري تجاربه على السجناء المحتجزين لديهم داخل السجون السرية في الأندلس al-Andalus  في محافظة نينوى Nineveh في الموصل لإختبار مدى سمية غازات الكلور والخردل. كما أفاد السكان بالقرب من السجن تعرضهم لصعوبات في التنفس وأصيب الأطفال بطفح جلدي شديد نتيجة التعرض لهذه المواد.

وإستولى المتطرفون علي كمياتٍ كبيرة من الكلور الصناعي، ويعتقد بأن لديها خبرة في صناعة غاز الخردل. بينما هناك مخاوف من أن تكون قد إستولت على مخزونات الأسلحة النووية من نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر الحدود مع سورية.

وكانت الجماعة الإرهابية قد إستخدمت بالفعل الأسلحة الكيميائية ضد قوات البشميركة الكردية شمالي العراق و سورية، وفي آذار / مارس الماضي. وقد أسفر هجوم لتنظيم "داعش" يشتبه في كونه كميائيا على بلدة تازة Taza العراقية جنوب كركوك Kirkuk عن مقتل ثلاثة أطفال، وإصابة نحو 1,500 آخرين بالحروق والطفح الجلدي ومشاكل في الجهاز التنفسي.

وصرح العميد روجر نوبل، نائب قائد قوات التدريب الدولية الداعمة للجيش العراقي لصحيفة "التليغراف" بأنه من المتوقع إستخدام المتطرفين من تنظيم "داعش" للأسلحة الكيميائية ضد القوات التي حاولت إستعادة السيطرة على مدينة الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق. بينما قال هاميش دي بريتون غوردون، القائد السابق في السلاح الكيميائي في بريطانيـا ومستشار الأسلحة الكيميائية للمنظمات غير الحكومية في سورية والعراق لصحيفة
التليغراف" بأن الجماعة تتأقلم مع الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة إهتمام الأجهزة الأمنية الغربية بالعمليات الكيميائية التي تتم على نحو فعال تحت الأرض.