عملية تحرير الموصل

عثرت القوات المشتركة العراقية على مقبرة جماعية، تضم جثث العشرات من المدنيين، ممن قتلوا جراء قصف طائرات التحالف الدولي، لمنطقة الموصل الجديدة في الساحل الأيمن من المدينة، ودمر طيران الجمهورية العربية السورية، أكبر مواقع لتنظيم "داعش" في دير الزُّور والبوكمال داخل سورية، استنادًا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية العراقية، ويأتي ذلك في وقت أعلن الجيش الأميركي، أن 284 من أفراد القوات العراقية، قتلوا منذ بدء الهجوم، لاستعادة غرب الموصل، وأن أكثر من 1600 شخص أصيبوا.

وقال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي، خلال جلسة في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، إنه "إضافة للقتلى في غرب الموصل، لقى 490 شخصًا من أفراد القوات العراقية حتفهم، في شرق المدينة، وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف". وخاضت القوات الخاصة وقوات الشرطة العراقية، قتالًا ضاريًا ضد تنظيم "داعش"، قرب مسجد النوري في غرب الموصل، الأربعاء، وأحكمت سيطرتها على محيط المنطقة المهمة، في معركتها للسيطرة على المدينة.

وأكد رئيس القيادة المركزية الأميركية، أن "تحقيقًا في انفجار وقع في 17 مارس/آذار في مدينة الموصل العراقية، ويُعتقد بأنه أودى بحياة عشرات المدنيين، انتقل من مجرد تقييم إلى تحقيق رسمي". وأضاف الجنرال جوزيف فوتيل "سيكون هناك نهج رسمي على نحو أكبر للبحث في تفاصيل هذا الأمر، بقدر ما نستطيع لتحديد ما حدث، والحقائق المحيطة به، ثم تحديد المسؤولية، وبعد ذلك بالتأكيد استخلاص الدروس المستفادة من ذلك". وأقر قائد القوات الأميركية في العراق يوم الثلاثاء، أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ربما كان له دور في الانفجار، لكنه قال إن تنظيم "داعش" يتحمل المسؤولية أيضا. وتضاربت الأنباء بشأن الانفجار الذي وصف بأنه خلف مجزرة بين المدنيين في حي موصل الجديدة، في الساحل الأيمن لمدينة الموصل.

وكشفت خلية الإعلام الحربي في الجيش العراقي، أنه "وفقا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية /مديرية الاستخبارات ومكافحة الاٍرهاب "خلية الصقور الاستخبارية"، ومن خلال التنسيق العالي بين العراق وسورية، استهدف طيران الجمهورية العربية السورية مناطق البوكمال ودير الزُّور السورية القريبة من الحدود العراقية، أكبر مواقع  عناصر داعش المتطرفة، التي تضم قيادات بارزة من الإرهابيين في سورية من الانغماسيين والانتحاريين والاقتحاميين".

وتابعت أن "الضربات أسفرت عن تدمير 39 موقعًا لعناصر "داعش" المتطرف، والتي كانت تستخدم كمعامل لتصنيع الأسلحة، والتفخيخ والأحزمة الناسفة ومضافات كما وأثمرت هذه العملية عن قتل عشرات المتطرفين، من مختلف الجنسيات وتدمير أعداد كبيرة من الأسلحة، والمضافات والعجلات وتدمير البني التحتية للمتطرفين". وتابعت الخلية، "كانت نيتهم شن هجمات كبيرة، والسيطرة على مقرات حكومية في الجمهورية العربية السورية".

وأعلن مسؤول محلي في محافظة نينوى، الأربعاء، عن العثور على مقبرة جماعية تضم جثث العشرات من المدنيين، ممن قتلوا جراء قصف طائرات التحالف الدولي لمنطقة الموصل الجديدة في الساحل الأيمن من المدينة. وأبلغ المسؤول، أن هناك مقبرةً جماعية موجودةً تضم جثمان 50 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال مجهولي الهوية من ضحايا منطقة موصل جديدة، في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، قرب ناحية حمام العليل، جنوب مدينة الموصل.

ودعا المسؤول الذي طلب الإشارة، إلى اسمه الجهات المعنية، إلى إخراج الجثث، ودعوة ذوي المفقودين، إلى الحضور ومشاهدتها عسى أن يجدوا من فقدوه. وكانت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، اعترفت بقيامها بضربات جوية يوم 17 مارس/آذار في الموصل، موجهة ضد تنظيم "داعش"، وأعلن التحالف عن قيامه بتحقيق حول الأنباء، التي تحدثت عن مسؤوليته في وقوع عشرات القتلى جرّاء الضربات الجوية.

وبيّن مصدر أمني مسؤول، أن القوات المسلحة العراقية، تمكنت من "قتل المدعو بـ "أبي يحيى الزهراني"، مسؤول ما يسمى بقيادة خط الصد الأول لتنظيم "داعش"، في حي التنك في الساحل الأيمن لمدينة الموصل "المحور الجنوبي". وكشف سكان محليون، الأربعاء، ان جامع "النوري الكبير" وسط مدينة الموصل الذي أعلن فيه زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، ما تسمى دولة الخلافة في العراق والشام فيه أواسط عام 2014، لا يشهد اذناً ولا صلاة لا جماعة ولا فرادى. وأكد السكان في تصريحات صحافية، أنه منذ أكثر من 20 يومًا، لم تقام اية صلاة في الجامع النوري الكبير، الذي أعلن فيه البغدادي، خلافته والجامع مهجور حاليًا. وأضاف السكان أنه لا تواجد لداعش فيه سوى علم التنظيم، الذي على منارة الجامع مع اقتراب المعارك من المنطقة.

وأشار السكان إلى أن تنظيم "داعش"، بدأ بتهجير سكان منطقة رأس الجادة، وسط الموصل لمناطق أخرى تخضع لسيطرته. وأوضحت المصادر، أن "المدرسين والمعلمين في الجانب الأيسر المحرر من مدينة الموصل، أضربوا عن الدوام، احتجاجًا على استمرار قطع مرتباتهم من قبل الحكومة الاتحادية بحجة ادخارها". وأضافت المصادر أن "الإضراب يأتي أيضا، احتجاجًا على عدم منحهم التصاريح الأمنية، من قبل جهاز الأمن الوطني". وأعلن أمر اللواء 110 للحشد الشعبي عامر الفيلي في بيان له، أن "خلية استخبارات اللواء تمكنت من مداهمة لأوكار "داعش"، في بساتين ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين شمال شرق ديالى"، مبينًا أن "المداهمة نفذت بعد جهد استخباري مميز، وأسفرت عن ضبط عدة صواريخ عيار 120 داخل الأوكار".

ولفت الفيلي إلى أن "الصواريخ التي تم ضبطها كان التنظيم يروم استخدامها، لاستهداف المدنيين في الناحية"، مشيرًا إلى أنه تم إحباط المحاولة، وضبط ورفع الصواريخ دون أضرار تذكر". وكان الحشد الشعبي والقوات الأمنية تمكنت خلال الأشهر الماضية، من ضبط عدة صواريخ ومضافات لتنظيم "داعش"، في مناطق متعددة في محافظة ديالى.