وزير الخارجية السعودي عادل الجبير

أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن "قضية قطر صغيرة أمام ملفات المنطقة المهمة"، داعياً الدوحة إلى "وقف دعم الإرهاب وتمويله"، مشدداً على أن "إيران هي الخطر الأوحد في العالم وأن الاتفاق النووي معها يعاني نواقص". وجدد الكلام عن دعم المملكة أي اتفاق يحول دون حصول طهران على قدرات نووية.

وأكّد الجبير في كلمة أمام "معهد إيغمونت" على هامش "المؤتمر الدولي لدول الساحل" أمس، أن "قطر قضية صغيرة أمام الملفات المهمة في المنطقة، وكل ما نريده أن يتركونا وشأننا، ويتوقفوا عن استخدام منصاتهم الإعلامية للحض على الكراهية". وزاد: "حرضوا حتى على الحملات الإصلاحية التي شهدتها المملكة".

ولفت إلى أنه "على رغم أن القطريين وقعوا اتفاقات لوقف دعم الإرهاب، إلا أن ذلك لم يتم بالكامل"، موضحاً أنه "لا بد لقطر أن تنتقل من حال النكران إلى حال إدراكٍ للوضع الحالي الذي تعيشه"، مشدداً على أن "الدول الأربع (المقاطِعة لقطر) لا تريد سوى شيء واحد وهو وقف الإرهاب". وفي ما يتعلق باليمن، أكد وزير الخارجية السعودي أن "الملف اليمني شائك، وأن الحوثيين قوضوا أكثر من مرة جهود الحلّ". وقال إن "قضية اليمن معقدة ولم نسع إلى الحرب هناك". وأضاف: "فتحنا خطوط إيصال المساعدات للحد من المأساة الإنسانية"، موضحاً أن "كل الموانئ والمطارات اليمنية مفتوحة، والعمل جار على زيادة القدرة الاستيعابية في عدد من الموانئ اليمنية". وأشار إلى "معلومات خاطئة حول بعض الأمور، فالميليشيات الحوثية تفجر الرافعات من الداخل والناس يلقون اللوم على التحالف".

وشدد الجبير على أن "إيران هي الخطر الأوحد والأكبر ليس فقط في المنطقة بل في العالم". وقال: "نرى نشاطات إيران السلبية في كامل المنطقة، ففي لبنان مثلاً هناك حزب الله الإرهابي، وفي سورية أرسلت ميليشياتها".

وشدد على أن "الاتفاق النووي مع إيران يعاني نواقص، وعلى المجتمع الدولي تعديله"، مؤكداً أن "المملكة تدعم أي اتفاق يحول دون حصول طهران على قدرات نووية، ويضمن آلية تفتيش صلبة، ويشمل إجراءات عقابية في حال عدم التزامها". وقال إن "الاتفاق النووي يحتاج إلى تعديل وأعتقد أن هذا موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً، ونرى أن نظام التفتيش المتعلق بالاتفاق النووي ضعيف وينبغي أن يشمل مواقع عسكرية غير معلنة، فعملية التفتيش تقتصر على المواقع المعلنة وهذا ليس كافياً لأن معظم المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني لم تفصح عنه طهران، على سبيل المثال الموقع القريب من مدينة قم".

إلى ذلك، رأى الجبير أن "دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات إقليمية كبيرة"، مضيفاً أن "المنطقة برمتها تواجه تحديات لا سيما في سورية والعراق". وشدّد على تعزيز العلاقات مع بغداد، قائلاً إن "للعراق دوراً مهماً في العالم العربي، وندعم جهوده للإعمار بعد الحرب ضد داعش".

وعلى صعيد الأزمة السورية، قال الجبير: "نؤمن بحلول تستند إلى قرار مجلس الأمن الرقم 2254 ويجب أن تكون هناك عملية سياسية ودستور جديد لسورية، كما يجب أن تكون هناك انتخابات جديدة". وتابع أن "الحل في سورية هو وقف القتال وتحقيق استقرار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية".

وفي سياق آخر، دعا الجبير دول العالم إلى "احترام سيادة المملكة في نظامها القضائي"، وقال: "مثلما لدى الولايات المتحدة عقوبة الإعدام، لدى المملكة العربية السعودية نظام قضائي ينص على عقوبة الإعدام أيضاً". ورداً على سؤال يتعلق بالأحكام الصادرة على عدد من الأفراد في المملكة، أشار إلى أن "الأفراد المحكوم عليهم هم سعوديون، حوكموا وفقاً للقوانين السعودية من قبل المحاكم السعودية وهم ينفذون الحكم في المملكة". وشدد على أن "التغييرات الإيجابية سترفع مكانة السعودية الإقليمية"، مشيراً إلى أن "المملكة في مرحلة تغيير تسمح للشباب بتحقيق أحلامهم".

وأعرب الوزير عن قلق بلاده من تداعيات انعدام استقرار منطقة الساحل الأفريقي، وقال لـ "الحياة"، عشية قمة بروكسيل حول مكافحة الإرهاب في الساحل: "ما لم تتم السيطرة على الإرهاب في هذه المنطقة، سينتقل إلى مناطق أخرى في أفريقيا ويشكل خطراً على أمن العالم واستقراره". وذكر الجبير أن "السعودية تضطلع بدور كبير في الساحة الدولية، ومن واجبها حض دول العالم على اتخاذ مواقف حازمة في مواجهة الإرهاب والتطرف".