بغداد – نجلاء الطائي
سقط 155 شخصًا بين قتيل وجريح خلال هجمات كركوك التي شنها عناصر تنظيم "داعش"، والتي لازالت مستمرة حتى الآن"، في وقت أعلنت الداخلية العراقية، عودة الاستقرار إلى مدينة كركوك، بعد تطوُّر الاشتباكات التي اندلعت صباح الجمعة مع عناصر من "داعش" تسللوا وأدت إلى إعلان حال من الاستنفار والطوارئ.
وقالت المصادر في تصريح إلى "صوت الإمارات" أن "حصيلة الهجمات الانتحارية والاشتباكات التي لا زالت مستمرة حتى الآن في بعض مناطق كركوك بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم "داعش"، بلغت 35 قتيلا و120 جريحا"، مرجحة "دخول نحو 40 عنصرا من تنظيم "داعش" إلى كركوك لتنفيذ عمليات ارهابية بداخلها". وأضافت المصادر أن "الجرحى تم نقلهم إلى مستشفيات المدينة فيما تم نقل جثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي تمهيدا لتسلميهم إلى ذويهم".
وكان مصدر أمني في محافظة كركوك أفاد، اليوم الجمعة (21 من تشرين الأول/أكتوبر 2016)، بأن تنظيم "داعش" هاجم عدداً من مناطق مدينة كركوك (250كم شمال العاصمة بغداد)، وفيما أكد مقتل خمسة من عناصر التنظيم، أشار إلى أن القوات الأمنية فرضت حظراً للتجوال. هذا وأعلن قائم مقام قضاء داقوق، اليوم الجمعة، مقتل واصابة 65 امرأة بـ"قصف مقاتلات عراقية" لمجلس عزاء حسيني في حسينية جنوب كركوك، فيما نفت قيادة الحشد الشعبي التركماني علمها بتبعية المقاتلات القاصفة.
وقال قائم مقام كركوك امير خدا كرم، أن "الطيران العراقي قصف، اليوم، مجلس عزاء حسيني نسوي في حسينية الخانلي بقضاء داقوق، (45 كم جنوب كركوك). ومن جهته قال نائب قائد محور الشمال للحشد الشعبي التركماني ابو مصطفى الامامي أن "الحشد لا يعلم اذا كانت الطائرات القاصفة تابعة للقوة الجوية العراقية أو للتحالف الدولي"، مبيناً أن "القصف طال الحسينية ومواقع للحشد في ناحية تازة من دون وقوع ضحايا من عناصر الحشد".
وكانت إدارة قضاء الدبس في محافظة كركوك أكدت، اليوم الجمعة 21 من تشرين الاول 2016)، مقتل 16 فنياً وعاملاً بهجوم لتنظيم "داعش" على محطة للكهرباء، شمال غرب كركوك (250 كم شمال العاصمة بغداد)، فيما أشارت إلى أن من بين القتلى اربعة ايرانيين. ويذكر أن حدة التوتر الأمني في كركوك ارتفعت، بعد سيطرة عناصر تنظيم "داعش" على مناطق في قضاء الحويجة ونواحي الرياض والعباسي والزاب، بعد استيلائهم على الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، والهجمات المتكررة التي يشنها التنظيم على أطراف المدينة بهدف اقتحامها.
وكان امير خواكرم قائم قام داقوق أكد، أن قصفا جويا استهدف بالخطأ مجلس عزاء غالبية المشاركين فيه من النساء والأطفال. وتكررت حالات القصف الخاطئ لطائرات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والضحية دائما هم عناصر القوات العراقية البرية، او الأهالي. ويقول قادة عسكريون أن السبب وراء القصف الخاطئ هو التزويد غير الدقيق للإحداثيات المقدمة للطيران الدولي أو العراقي. وقال المتحدث باسم الداخلية العراقية، سعد معن ، أن الوضع الأمني في كركوك مستتب، وقوات الشرطة والقوات الأمنية تفرض سيطرتها.
وعن الانباء التي تحدثت عن مشاركة عناصر من حزب العمال الكردستاني في ضبط الامن داخل المدينة، نفى معن ذلك بـ"شكل قاطع". وقد أرسلت قوات البيشمركة دعماً عسكرياً من أربيل والسليمانية إلى المدينة، التي استيقظت فجراً على وقع هجمات انتحارية شنها "داعش" على عدد من المباني الحكومية. وكان محافظ كركوك، نجم الدين كريم، أكد أنه تمت السيطرة "تماماً" على الوضع الأمني في المحافظة، مشيرا إلى عدم تمكن عناصر "داعش" من دخول أي مبنى أمني او حكومي.
وقال كريم، إن القوات الأمنية وقوات البيشمركة وقوات مكافحة الإرهاب تسيطر تماماً على الوضع الأمني في كركوك”، مشيرا إلى أن "خلايا نائمة لـ"داعش" هي التي قامت بمهاجمة بعض المقار والمواقع الأمنية صباح هذا اليوم في كركوك". وفي الشأن السياسي حثّ وزير الخارجية، الحكومة العراقية على "عدم السماح" لأي مجموعات بتكرار ما اسماها بالطائفية الوحشية التي ارتكبتها في مدينتي الفلوجة وتكريت.
وأشار وزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في برلين، إلى أن المجموعات الطائفية مارست التعذيب بحق العرب السنّة خلال عمليات تطهير مدينتي الفلوجة وتكريت العراقيتين من تنظيم "داعش"؛ لذلك ينبغي عدم تكرار حالات مشابهة في عملية تحرير مدينة الموصل من التنظيم ذاته. وقال إن "الموصل هي من أهم جبهات الحرب ضد "الإرهاب"، لذلك نطلب من الحكومة العراقية ضمان حماية المدنيين بها، وعدم السماح للمجموعات الطائفية بتكرار الممارسات الوحشية التي ارتكبتها في الفلوجة وتكريت".