عدن - حسام الخرباش
حلّ رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في مدينة المخا الساحلية التي سيطرت عليها وحدات الجيش اليمني في فبراير /شباط من العام الجاري ولازالت تشهد معارك في أقصى شمال المدينة، وذلك في أول زيارة لمسؤول يمني لمدينة المخا الساحلية غرب تعز، وقال بن دغر خلال زيارته إن الحكومة تعتزم إعادة تأهيل ميناء المخا وإعادة نشاطه بصورة أفضل مما كان عليه، وإعمار المدينة وتطبيع الحياة العامة فيها، وافتتح بن دغر محطة كهرباء المخا التي أهلتها الإمارات وساهمت بإعادة تشغيلها.
وأشاد بن دغر بالجهود الإماراتية ضمن التحالف الدولي والدعم العسكري والتنموي وإعادة تشغيل محطة المخا الكهربائية، التي باتت تولد 140ميغاوات من أصل 160 ميغاوات بدعم إماراتي سخي لسكان المخا .وتحمل زيارة رئيس الوزراء اليمني للمخا رسائل عسكرية وسياسية بالتزامن مع سيطرة الجيش اليمني أخيرا على معسكر خالد بن الوليد الواقع بمديرية موزع القريبة من المخا، إضافة لرسائل تؤكد استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة والمضي نحو إعادة الأعمار في المخا .
ونزحت مئات الأسر من المخا هروباً من المعارك التي خلفت دمارًا هائلًا، ولكن سريعا ما ضخت دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية المساعدات الإنسانية، بعد أن سيطرت قوات الحكومة عليها، بدعم من التحالف العربي وتحديداً الإمارات. وأعادت دولة الإمارات عبر الهلال الأحمر الإماراتي التيار الكهربائي لمدينة المخا من خلال صيانة محطة الكهرباء الحكومية في المخا التي تستطيع توليد 160 ميغاوات، وأصبحت المحطة تولد بالوقت الحالي 140ميغاوات بعد أعمال صيانة استمرت أشهر، وأنتجت المحطة في بداية أعمال الصيانة نحو 40 ميغاوات ولا تزال أعمال إصلاح خطوط النقل الكهربائي مستمرة، ولكن معظم مدينة المخا أصبحت تستقبل التيار واستفادت منه خلال فصل الصيف الحار.
وقال أحمد نجيب وهو أحد سكان المخا إنه يأمل بإن تثمر زيارة رئيس الوزراء أحمد بن دغر وتقوم الحكومة بدفع رواتب الموظفين في المخا المنقطعة منذ تسعة أشهر، حيث سيساعد هذا في تفعيل المؤسسات على نحو أكبر في المخا ويخفف من تدهور الوضع الإنساني. وحسب أحمد نجيب فإنه نزح من المخا وعاد في أبريل/نيسان من العام الجاري، وكان وضع المخا في تحسن على ما كان عليه قبل دخول القوات الحكومية.
ووفقاً لحديث أحمد نجيب فإن الدور الإماراتي في المخا وفر الخدمات الأساسية لسكان المدينة من حيث المياه والكهرباء ودعم المركز الصحي وتقديم الدعم للسكان بتوزيع مساعدات إنسانية، والوضع يتجه نحو إعادة إعمار ماخلفته الحرب من دمار، كما ساعدت الإمارات بتقديم دعم أمني للمخا وتأهيل جنود أمن من أبناء المدينة. وأشار أحمد نجيب إن المخا شهدت تهميشًا كبيرًا على مدى عقود من السلطات وليس لها مستشفى مؤهل، وتحتاج إلى بناء مدارس وجامعة وطرقات والأهم تأهيل ميناء المخا التاريخي الذي يمتلك موقع مهم قرب باب المندب، وبحال توسع وتأهل على نحو مناسب سيحقق للحكومة إيرادات كبيرة وسينعش المخا اقتصادياً، منوهاً أن الحكومات السابقة في اليمن تجاهلت بشكل كامل ميناء المخا، وكانت المخا منطقة تهريب من البحر للأراضي اليمنية والميناء لم يكن قادراً على استقبال سفينة تجارية وكان نشاطة ضعيفًا وبالكاد يستقبل سفن صغيرة نادراً.
وتقع المخا على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب مدينة تعز، على ساحل البحر الأحمر٬ ولا يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة تقريباً٬ واكتسبت شهرة تاريخية لأنها كانت الميناء الذي يصدر البن اليمني الشهير ما بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر، حينما كان الميناء مزدهرًا، بخاصة في عهد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن٬ وتحديداً في شمال وغرب البلاد.