قادة "أوبك" يلتقون في الجزائر لبلورة فكرة واضحة عن أوضاع الطاقة العالمية

تتعدد  السيناريوهات التي يمكن أن ينتهي عليها اجتماع الجزائر لدول منظمة "أوبك" و الدول المنتجة خارجها، المزمع عقده الثلاثاء، فيذهب بعضها إلى إمكانية الاتفاق على تثبيت سقف الإنتاج بمعية دول الأوبك، فيما يشير السيناريو الثاني إلى إمكانية الاتفاق على تخفيض الانتاج نظرًا لفائض العرض، ويُشير آخر إلى إمكانية العودة إلى خيار التسقيف مجددا او تجميد الانتاج المرن.

 تحتضن الجزائر، غد الثلاثاء، اجتماعا مهمًا  لقادة منظمة "اوبك"، على هامش منتدى الطاقة الدولي الـ15، الذي سينظّم على مدار يومين كاملين، ومن المتوقع أن يُشارك فيه 19 وزيرًا، الى جانب وزراء اقتصاد كل من ايطاليا وهولندا واليابان ومسؤولين اخرين في قطاع الطاقة لعدة بلدان منها الصين والارجنتين والولايات المتحدة الاميركية واستراليا والمكسيك، وتضم قائمة المشاركين ايضا ابرز وزراء الطاقة للدول المنتجة والمصدرة للنفط، مثل روسيا والمملكة العربية السعودية وإيران والعراق وقطر والنوريج، ولن تقتصر المشاركة على الوزراء فقط، بل ستشارك فيه ايضا العديد من الشركات والمجموعات الدولية، ويضاف اليهم مسؤولي الاتحاد الأفريقي والبنك العالمي ومنتدى الاقتصاد العالمي والوكالة الدولية للطاقة، اضافة الى المفوضية الاوروبية ومنظمة اوبك ممثل في امينها العام والمنظمة العربية للدول المصدرة للنفط.

وسيتناول اللقاء مسائل متعلقة بقطاع الطاقة العالمي كأسواق والمعطيات الجديد المتعلقة بسوق الغاز الطبيعي وكذا الطاقات المتجددة "النووية والهيدروجينية"، وعقلنة استعمال الطاقة وحوكمة الطاقة والولوج الى مصادرها، وستسمح هذه المواضيع التي سيتم تناولها في المنتدى ببلورة فكرة واضحة عن اتجاهات سوق الطاقة العالمية على المدى القريب المتوسط او البعيد.

وتترقّب الاسواق النفطية، اجتماع الجزائر، المنتظر عقده غدًا، وتُعلّق عليه آمال كبيرة في دعم الاسعار، لا سيما مع المشاركة القياسية للدول المصدرة للنفط والحديث عن امكانية اقرار اتفاق مبدأي لتثبيت الانتاج.

 

ورغم صعوبة المهمة بالنظر إلى وجود اختلالات في المصالح  داخل " اوبك " وكذا بين الدول الاعضاء وغير الاعضاء في المنظمة، تسعى الجزائر إلى تحقيق استقرار سعر النفط عند نحو 60 دولارا للبرميل، وأجرى وزير الطاقة الجزائري نورالدين بوطرفة، مفاوضات مع العديد من الدول، وزار كل من قطر وايران وروسيا بهدف تحقيق استقرار السوق، وحسب التصريحات التي صدرت عن وزير الطاقة الجزائري، فإن المنتجين داخل وخارج "أوبك" يسعون إلى خفض إمدادات النفط بمقدار مليون برميل يوميًا لإعادة التوازن للأسواق ودعم الأسعار.

 وتضاربت المعلومات خلال  الساعات الماضية حول امكانية العودة الى المفاوضات بخصوص تجميد انتاج النفط، وتحدثت صحيفة "ذا وول ستريت جورنال"، عن الحدث وقالت إن الدول المصدر للنفط قد تستأنف مناقشة مقترح تجميد الاجتماع خلال قمة الطاقة التي ستعقد بالجزائر، ونقلت عن مصادر خاصة بها ان فنزويلا والاكوادور والكويت، جاهزة لمناقشة القضية، في حين اوضحت وكالة بلومبرغ الاقتصادية، ان الدول الاعضاء في منظمة "اوبك"، ليس لديها أي خطط للعودة إلى المفاوضات بشأن تجميد انتاج النفط.

 ومن جهتهم رجّح خبراء في الاقتصاد الجزائري، فرضية نجاح الاجتماع غير الرسمي لمنظمة "اوبك"، المرتقب ، واحراز توافق بشان معدل انتاج بإمكانه ان يضمن استقرار سوق السعر.

وقال الخبير الاقتصادي الجزائري مصطفى مقيدش، في تصريح له، إن معدل الاسعار ما دون 50 دولار للبرميل لا يناسب دول "الاوبك"، وحتى دول الخليج كونها بحاجة ماسة لسيولة مالية ضخمة، ما يجعل الاتفاق مرغوبا فيه وهو وارد جدا لأمرين الأول داخلي بالنسبة لأوبك والآخر خارجي".

 وتوقّع الخبير الاقتصادي الجزائري، امكانية تحويل وبشكل سيادي هذا الاجتماع لندوة وزارية غير عادية لـ"أوبك" لتأكيد القرار بشكل رسمي وهذا يكون له أثر على الأسواق بالنسبة للمنظمة.