القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، حيث جاء ذلك في خطاب له مساء اليوم الأربعاء، حيث قال إن القرار تأخر كثيرا، وانه قد حان الوقت للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأفي بوعدي لنقل السفارة إلى القدس.
وطلب ترامب من وزارة الخارجية الشروع بإجراءات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ودعا كافة الأطراف إلى الإبقاء على الوضع القائم في مدينة القدس، وقال ترامب إن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين، مدعيا أن قراره لا يمس بالوضع النهائي للتسوية وأنه يصب في مصلحة عملية السلام.
وأكد ترامب التزام واشنطن بتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام مقبول من الإسرائيليين والفلسطينيين، واعدا بأن يبذل قصارى جهده للتوصل إلى هذا الاتفاق، وأضاف "نجدد التزامنا بالعمل مع دول المنطقة لدحر الإرهاب والتطرف"
وأضاف أن "القدس ليست قلب ثلاث ديانات فقط، وإنما قلب واحدة من أنجح الديمقراطيات في العالم"، وادعى الرئيس الأميركي أن "تأخير الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل لم يحقق شيئًا للتوصل للسلام". وأعلن أنه "أوجه وزارة الخارجية بنقل سفارتنا فورًا من تل أبيب إلى القدس". وادعى أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين في حال اتفق عليه الطرفان.
وأشار إلى أن العديد من الرؤساء قالوا إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل مشاكلنا باتباع نفس الأخطاء في الاسترايتيجيات السابقة. و يذكر أن ترامب أجرى سلسلة من الاتصالات، الثلاثاء، ليبلغ عددا من قادة المنطقة العربية بقراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وأثارت الخطوة ردود فعل غاضبة من دول عربية وإسلامية، رفضا لها، فيما دعت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لاجتماعات طارئة لبحث الردود المناسبة.
ويوجه الرئيس محمود عباس، خلال ساعات، خطابا بشأن الموقف من القرار الأميركي المرتقب صدوره عن الرئيس دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، ان الرئيس سيؤكد في خطابه على الموقف الفلسطيني الثابت والمتمسك بحقنا التاريخي بإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وبحسب الأحمد فان الرئيس سيشدد في خطابه على انه لا سلام ولا هدوء دون القدس عاصمة أبدية لفلسطين مع تأكيد رفضه تحويل الصراع الى صراع ديني.
وبشأن الخطوات الفلسطينية اللاحقة، قال القيادي في فتح: ان هناك خطوات ستقررها القيادة يوم الاثنين المقبل على أن تعقد قمة بين الرئيس عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال الساعات القادمة في اطار تنسيق المواقف ووضع خطة تحرك مشتركة، لافتا إلى مشاورات جارية لعقد قمة عربية طارئة.
ورداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي جدد التزام ترامب بعملية السلام في الشرق الأوسط، اعتبر الأحمد أن هذه التصريحات مجرد
أكاذيب لا تنطلي على احد.
وأشار الأحمد إلى أن بعض الأميركيين ابلغوا القيادة أن ترامب سيعلن الليلة أن منظمة التحرير ليست إرهابية الأمر الذي اعتبره القيادي في فتح رشوة مرفوضة ومكشوفة مشددا على ان القدس خارج كل المناورات.
ودعت الخارجية الأميركية دبلوماسييها إلى عدم السفر إلى القدس والضفة الغربية وإسرائيل حتى 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وطلبت السفارة الأميركية في تل أبيب وقنصلية الولايات المتحدة العامة بالقدس في بيان صدر اليوم الأربعاء بتأجيل جميع الزيارات غير الضرورية لإسرائيل والقدس والضفة الغربية بدءا من الـ4 من ديسمبر وحتى الـ20 منه، دون توضيح أسباب الطلب.
وهاتف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف لبحث التوجهات الأميركية نحو مدينة القدس المحتلة.
وحذر رئيس الحركة خلال الاتصال من التداعيات الخطيرة المترتبة على توجهات الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس على مختلف المستويات.
وأكد هنية أن هذه الخطوة مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي، وتحدياً صارخاً لكل القرارات الدولية، وتشكل استفزازاً مباشراً لمشاعر المسلمين في كل العالم، وتصعيداً خطيراً يدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع.