واشنطن ـ يوسف مكي
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أنَّه يتعين محاكمة وزير الخارجية السابق جون كيري لقيامه بانتهاك قانون لوغان من خلال محادثاته مع إيران.
وقال ترامب في تصريح صحافي في البيت الأبيض"لقد انتهك جون كيري قانون لوغان، إنه يتحدث إلى إيران وعقد العديد من الاجتماعات والعديد من المكالمات الهاتفية وهو يخبرهم بما يجب عليهم فعله، هذا انتهاك صارخ لقانون لوغان".
وردًا على ذلك، قال مات سامرز المتحدث باسم كيري"إنَّ كل شيء قاله الرئيس ترامب هو مجرد خطأ، هذا كل ما في الأمر".
وأضاف سامرز قائلًا "لقد أخطأ ترامب فيما يتعلق بالوقائع والقانون، وللأسف كان مخطئًا بشأن كيفية استخدام الدبلوماسية للحفاظ على سلامة أميركا".
وذكر سامرز أنَّ كيري ساعد في التفاوض على اتفاق نووي يعمل على حل مشكلة مستعصية، لقد دعمه العالم آنذاك وما زال يدعمه.
وعبر سامرز عن أمله في أن يركز الرئيس ترامب على حل مشكلات السياسة الخارجية لأميركا بدلًا من الهجوم الاستعراضي على من سبقه.
وهذا ليست المرة الأولى التي يُؤكد فيها الرئيس ترامب أن كيري ينتهك القانون، إذ أدلى بتعليقات مماثلة على تويتر في نيسان / أبريل الماضي.
وقال ترامب "إيران حصلت على نصيحة سيئة للغاية من قبل جون كيري والأشخاص الذين ساعدوا في دفع الولايات المتحدة إلى اتفاق إيران النووي السيئ للغاية.. انتهاك كبير لقانون لوغان؟".
أقرأ أيضا الولايات المتحدة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على إيران
واشتبك وزير الخارجية مايك بومبو وكيري في أيلول / سبتمبر 2018 بشأن اجتماع عقده كيري مع المسؤولين الإيرانيين.
وفي خضم حرب كلامية مريرة، زعم بومبيو أنه كيري عقد اجتماعات "غير ملائمة" مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وقوض السياسة الخارجية الأميركية بطريقة "غير مسبوقة".
ونفى كيري ومساعدوه مثل هذه الادعاءات، وأشاروا إلى أنَّ كيري أطلع بومبيو ووزارة الخارجية على مناقشاته مع ظريف.
واتجه كيري لإثارة مشاكل ترامب القانونية، قائلا "إنَّ الرئيس يجب أن يكون أكثر قلقًا بشأن لقاء بول مانافورت مع روبرت مولر أكثر من لقائي مع وزير الخارجية الإيراني".
وصدر قانون لوغان عام 1799، وهو قانون اتحادي يجرم التفاوض من قبل أشخاص غير مصرح لهم مع حكومات أجنبية لها نزاع مع الولايات المتحدة، ولم تتم إدانة أي شخص على الإطلاق حتى الآن بانتهاكه.
ونددت روسيا بشدة، الخميس، بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، ودعت جميع الأطراف إلى الحوار بهدف إنقاذ الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني.
وقالت وزارة الخارجية الروسية "إن الولايات المتحدة فرضت لتوها رزمة جديدة من العقوبات تستهدف صناعة المعادن في إيران. ندين بشدة هذه الخطوة".
وأضافت الخارجية الإيرانية أنه بسبب أهمية التطورات الحالية، تدعو روسيا إيران والدول الأخرى المعنية إلى الاجتماع لـ"تحديد سبل تطبيع الوضع".
وأوردت موسكو أنَها "تتفهم" قرار طهران تعليق تنفيذ بعض تعهداتها في ظل العقوبات الأميركية، لكنها حضت إيران "على الامتناع عن اتخاذ إجراءات إضافية تحد من الوفاء بإلتزاماتها"، مع دعوتها جميع أطراف الاتفاق إلى الوفاء بوعودهم لإنقاذه.
وأكدت موسكو في بيانها وجوب اتخاذ تدابير لتسهيل التعاملات المالية بغية مواصلة التبادل التجاري.
وتابعت موسكو قائلة "ندعو الجميع إلى عدم قطع العلاقات الاقتصادية مع إيران على أن يشمل ذلك شراء المنتجات الإيرانية وخصوصًا في مجال الطاقة".
والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
مواجهة عسكرية مع إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس "إنه لا يستبعد مواجهة عسكرية مع إيران"، داعيًا النظام هناك إلى الجلوس للتفاوض على اتفاق نووي جديد".
وأوضح ترامب في تصريحات للصحافيين أنه لا يمكن أن نستبعد وقوع مواجهة عسكرية مع إيران.
وقال ترامب "إنَّ على القادة الإيرانيين الاتصال بي والجلوس للتحدث لإبرام اتفاق جيد يساعدهم على الخروج من أزمتهم الاقتصادية".
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت قبل أيام، إرسال حاملة طائرات وقاذفات "بي 52" إلى الخليج العربي، بسبب ما وصفته بأنه تهديد جديد من طهران.
وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد "إنَّ قرار إرسال حاملة الطائرات الأميركية "أبراهام لينكولن" إلى الخليج العربي جاء "لردع التهديد الإيراني في المنطقة".
وأضاف جوزيف قائلًا"لقد كان تركيزنا على عامل الردع. فاستنادا إلى المعلومات الاستخبارية أردنا إرسال رسائل لإيران تفيد بأننا مدركون للتهديد الذي تمثله في المنطقة وبأننا مؤهلون للرد على هذا التهديد".
وذكر المبعوث الأميركي بشأن إيران براين هوك أيضًا أن إرسال بلاده لحاملة طائرات ليس رسالة سياسية، بل "دفاع عن النفس بعد ورود تهديدات بأعمال عدائية".
قد يهمك أيضا