بغداد - نجلاء الطائي
كشفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن عزمها تقديم خطة لتسريع وتيرة المعركة في العراق ضد تنظيم "داعش"، وكشف المتحدث باسم "البنتاغون"، الكابتن جيف ديفيز، أن "الوزارة ستقدم للبيت الأبيض في الأسبوع المقبل خطة أولية لتسريع وتيرة المعركة ضد "داعش"، وأن الخطة لن تتناول وجود داعش في العراق وسورية فحسب بل وفي مناطق أخرى ظهر فيها"، مشيرًا إلى أن "القوات العراقية استعادت أكثر من 125 كيلومترًا مربعًا من الجماعة المتطرّفة، منذ يوم الأحد الماضي الذي انطلقت به عمليات تحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل.
وانطلقت فجر الأربعاء، المرحلة الأولى من الصفحة السادسة من عمليات غرب الموصل وباشرت بالتقدّم نحو قرى جنوب غرب تلعفر، وفجّرت قوات الحشد الشعبي سيارة ملغومة على مشارف قرية عين طلاوي، كما فجر طيران الجيش وبالاستناد إلى معلومات استخبارات الحشد 3 سيارات ملغومة على مشارف القرية، ووصلت قوات الحشد/اللواء 45 إلى مشارف قرية الشريعة غرب الموصل، كما دكت القوة الصاروخية لها أوكار عناصر داعش داخل قرية عين طلاوي، وقتلت قناصاً على أطراف القرية
وسيطر الحشد الشعبي/ اللواء 10 على قرية خرابة الجحيش وقتل عددًا من القناصين الذين كانوا يتمركزون في بعض المنازل داخل القرية، واقتحم اللواء 11، قرية عين طلاوي غربي تلعفر وسط انكسار شبه تام لعناصر "داعش"، وأكد مصدر أمني مسؤول، أن "قوات شرطة نينوى المحلية ألقت القبض على 5 من عناصر "داعش" في حي الزهراء المحرّر "صدام سابقًا" شرقي مدينة الموصل بعد ورود معلومات من السكان عن اختبائهم بمنزل يعود إلى عائلة نازحة إلى مخيم الخازر شرق الموصل".
وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى أن "طائرات مقاتلة شنت، فجر الأربعاء، غارات عنيفة جدًا قرب مطار الموصل، وأبادت رتلا يتألف من 10 مركبات محمّلة بالمسلحين والعتاد كان في طريق إلى داخل المطار لتعزيز خطوط تنظيم داعش الدفاعية، وكان الرتل عائدًا إلى كتيبة المرابطون والتي تعد من نخبة "داعش" واغلب عناصرها من المقاتلين العرب والأجانب"، لافتًا إلى أن "جثث عناصر التنظيم ومركباته المحروقة واضحة للعيان في الطرقات".
وجدّد وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، موقف بلاده الرافض لدخول مقاتلي الحشد الشعبي الذين تشكل غالبيته من الشيعة إلى مدينة الموصل شمال العراق، مشيرًا إلى أن إدخال الميليشيات الشيعية لمدينة يشكّل العرب السنة 99% من سكانها خطير جداً، ولذلك لم يُسمح للحشد الشعبي بالدخول إلى الموصل لغاية اليوم، وكذلك إشراك "بي كا كا" و"ي ب ك" في عملية الرقة يشكل نفس الحجم من الخطورة، يمكننا اتخاذ خطوة بخصوص تحرير الرقة، مع فصائل مناسبة، وباستراتيجية صحيحة، وليس مع جماعات تقوم بعمليات تطهير عرقي، وتريد الوصول إلى أهدافها الخاصة".
وأكّد القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، الأربعاء، أنّ الصفحة الأولى من عمليات غرب تلعفر حققت أهدفها، مضيفا سننفذ الصفحات المتبقية في الأيام المقبلة، مبيّنًا أنّه "اليوم 22 /شباط بدأت عمليات غرب تلعفر وحققت أهداف الصفحة الأولى، وسنتقدم خلال أيام لتنفيذ الصفحات المقبلة، وسنبدأ أيضًا في شرق تلعفر، هذه بداية ومقدمة لتحرير كامل غرب الموصل وتلعفر، هذه البداية وهي تحرير المناطق وتنظيفها والسيطرة عليها، وستكون العملية طويلة وتحتاج إلى جهد طويل من قبل القوات المشتركة، لكننا عازمون على تحرير كامل هذه المنطقة خلال فترة معقولة".
وتوقّعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء، نزوح ربع مليون شخص مع بدء العمليات العسكرية في غرب مدينة الموصل، وأوضح المتحدث باسم المفوضية ماثيو سلتمارش، أن "التقديرات تشير إلى نزوح نحو ربع مليون شخص يستحيل استيعابهم على الأراضي المتوافرة في الوقت الحاضر، هذا الأمر دفع المفوضية نحو تحديد أراض أخرى يمكن استخدامها
كمخيمات مع تغير أماكن الخطوط الأمامية للقتال، لدى المفوضية 8 مخيمات مفتوحة أو جاهزة في الوقت الحاضر إضافة إلى مخيم آخر قيد الإنشاء" مبينا "أنها تخطط لبدء العمل في إعداد مخيمات في موقع آخر جنوب الموصل"، مشيرًا إلى "نزوح اكثر من 217 ألفا منذ انطلاق العمليات العسكرية في 17 من تشرين الاول لتحرير محافظة نينوى من بينهم نحو 160 ألف
شخص مازالوا مشردين"، ومبيّنًا أنه "عاد البعض إلى ديارهم في المناطق المحررة حديثا يظل الوضع متغيرًا ومرعبًا بالطبع بالنسبة للمحاصرين أو لمتضررين من القتال"، وحذّر من تدهور الظروف في مناطق غرب مدينة الموصل المكتظة بالسكان، مناشدًا الأطراف المعنية أن "تولي أهمية لحماية المدنيين في أنشطة التخطيط العسكري خلال المعركة كما كان الحال في شرق الموصل".