عدن / الكويت - خالد الشاهين
أكَّدت مصادر ميدانية، أن مليشيات "الحوثي وصالح"، سيطرت فجر الثلاثاء، على "جبل الجالس" الاستراتيجي، في مديرية القبيطة، في محافظة لحج، والذي يطل على قاعدة "العند" الجوية، أكبر قاعدة عسكرية في اليمن.
وأوضحت المصادر، أن معارك عنيفة اندلعت خلال الساعات الماضية، بين المقاومة الشعبية، ومليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، في منطقة الكعبين، في مديرية القبيطة. وأشارت إلى أن المليشيات شنت هجومًا عنيفا، بالتزامن مع قصف مكثف بمختلف أنواع الأسلحة، على مواقع المقاومة في محيط جبل الجالس.
وحسب المصادر، فقد تمكن الحوثيون والقوات الموالية لهم من السيطرة على الجبل. وأفادت المصادر، بأنه بسيطرة الحوثيين على الجبل ، أصبح بمقدورهم استهداف قاعدة العند الجوية بالصواريخ، مشيرة إلى أن الجبل يطل بشكل مباشر على القاعدة.
وقال ناطق المقاومة الموالية للرئيس هادي في القبيطة"علي منتصر القباطي"، إن القوات الموالية للشرعية من ابناء القبيطة قاتلوا لفترة طويلة ودافعوا عن مواقعهم لاسيما في جبل جالس، مؤكداً ان الحوثيين دفعوا بتعزيزات كبيرة اضافة الى امتلاكهم اسلحة ثقيلة في الوقت الذي تنصلت فيه المنطقة الرابعة التابعة للشرعية عن ارسال الدعم العسكري للقوات الموالية للشرعية ماتسبب بسقوط مواقع المقاومة في جبل جالس.
واشار القباطي الى الخطورة البالغة التي تهدد قاعدة العند الخاضعة لسيطرة التحالف بعد ان تمكن الحوثيين من السيطرة على جبل جالس،منوهاً الى عدم تلقيهم اي دعم من قبل قوات التحالف او القوات العسكرية بالمنطقة العسكرية الرابعة وذلك ما مكن الحوثيين من السيطرة على الجبل. وقد شنَّ طيران التحالف العربي غارتين على مواقع المليشيا في منطقة الكعبين في القبيطة، خلال الساعات الماضية. وأكدت مصادر يمنية مطلعة أن الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح باشروا عمليات إتلاف للسجلات والمعلومات الخاصة بالقوات المسلحة الوطنية في المركز الرئيسي في العاصمة صنعاء من أجل تعزيز حصتهم في الجيش خلال المفاوضات لاحقًا.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات "الحوثي وصالح" بدأت خلال اليومين الماضيين بتوزيع الآلاف من استمارات التوظيف العسكري على أتباعها بهدف الزج بهم في قوائم الجيش الوطني وتثبيتهم في مناطق مختلفة من المدن.
وفي "البيضاء"، قتل ستة متمردين حوثيين من بينهم قائد، في هجومين منفصلين للقوات الشرعية، في وقت صد الجيش والمقاومة الشعبية هجمات للانقلابيين في تعز، مع استمرار هؤلاء في قصف الأحياء السكنية .وأوضحت مصادر أمنية أن الهجوم الحوثي استهدف محيط مقر اللواء 35 في منطقة المطار القديم، غربي المدينة الواقعة جنوبي البلاد.
وقد تصدت القوات الشرعية لهجوم كبير على مواقعها في منطقة الزنوج شمالي المدينة، أسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين، فيما شن المتمردون الحوثيون هجوما عنيفا على مواقع للقوات الشرعية في منطقة ثعبات شرقي تعز.
وتجددت المعارك بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح في الجبهة الشرقية من المدينة، وتركزت الاشتباكات في ثعبات والجحملية والكمب، ومنطقة حِميّر في مديرية مقبنة غربي تعز. وسقط أحد المدنيين وأصيب 20 من أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إضافة إلى مدنيين بقصف مدفعي شنته ميليشيات الحوثي والمخلوع على الأحياء السكنية ومواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المدينة.
وأشارت مصادر في المقاومة الشعبية إلى تعرض معظم الأحياء السكنية وقری جبل صبر ومواقع المقاومة والجيش للقصف المدفعي من قبل الميليشيات ما أسفر عن مصرع مدني وإصابة 20 من المدنيين والمقاومة.
ووجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بدمج 18 ألف مقاتل من القوات الشرعية في المؤسسات الأمنية. وأفاد المكتب الإعلامي لمحافظ تعز علي المعمري، أن الرئيس هادي وجه باستيعاب 15 ألف شخص من أفراد المقاومة الشعبية بمحافظة تعز ضمن وزارة الدفاع اليمنية. وأضاف أن الرئيس اليمني وجه أيضا باستيعاب ثلاثة آلاف شخص من أفراد المقاومة الشعبية ضمن وزارة الداخلية، وذلك استجابة إلى مذكرتين من محافظ المحافظة.
وعقد رئيس الوزراء اليمني د. أحمد عبيد بن دغر في قصر المعاشيق في عدن اجتماعاً بمحافظي عدن ولحج وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة لمناقشة وضع آليات التنسيق بين محافظتي عدن ولحج من الجانب الأمني والخدمي والاقتصادي وتحصيل الموارد وعمل المكاتب التنفيذية. واستعرض الاجتماع الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة الجهود التي بذلت خلال الأيام الماضية في مجال الكهرباء والمياه وتوفير المشتقات النفطية.
وأشاد رئيس الوزراء بجهود الوفد الحكومي في مشاورات الكويت، مؤكداً أن موقف الحكومة لن يتغير في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال وزير حقوق الإنسان عز الدين الأصبحي إن الحكومة اليمنية ستعمم دولياً قائمة بالمطلوبين تضم الرئيس السابق علي عبد الله صالح وزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي وقادة عسكريين وأمنيين. وأضاف الأصبحي -العضو في وفد الحكومة الشرعية في مشاورات الكويت- أن الحكومة ستضيف قائمة أخرى بالضباط والقادة الذين يقتلون المدنيين.
في غضون ذلك، أشاد ضابط في الجيش البريطاني بالدور المميز الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تحرير المكلا من تنظيم "القاعدة". وقال الفريق السير سايمون ميال، وهو ضابط متقاعد في الجيش البريطاني إنه بعد تحرير الميناء وعودته إلى الحكومة اليمنية من خلال قوات التحالف التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة، أرسلت الإمارات مساعدات إنسانية عاجلة إلى المكلا، لافتاً إلى ان المخططين العسكريين في دولة الإمارات وضعوا السكان المحليين في الحسبان بإرسال مساعدات إنسانية هبطت في غضون ساعات من تحرير المكلا، وخصصت الإمارات 20 مليون دولار لإعادة بناء ميناء المكلا ومشاريع تنموية أخرى".
وأكد الفريق السير سايمون ميال في تعليق نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" أن واحدة من أخطر المنظمات الإرهابية الدولية في العالم قد تلقت ضربة موجعة. وقال إنه أثناء احتلال "القاعدة" للمكلا كانت تستغل فوضى الحرب الأهلية في اليمن لتحقيق مكاسب، بما فيها اتخاذ ميناء المكلا مصدراً لجمع ملايين الدولارات في كل أسبوع من خلال الابتزاز وتهريب الأسلحة والنفط.
وأشاد الضابط البريطاني بدولة الإمارات العربية المتحدة لدورها في الحملة العسكرية ضد "القاعدة" الذي ساعد على تحقيق الأمن العالمي في المنطقة من خلال حرمان الإرهابيين من التمويل. وأعرب عن أمله في أن يساهم المجتمع الدولي بنشاط أكبر لتحقيق الحل السياسي والاستقرار في اليمن الذي ينعكس على المنطقة بأسرها.
وفي الكويت، يقدِّم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عبر الفيديو من الكويت اليوم الثلاثاء، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي، بمناسبة مرور 60 يوماً على المشاورات اليمنية، والتي لاتزال تراوح مكانها بسبب التصلب في مواقف المتحاورين، وخصوصًا من جانب فريق "الحوثي وصالح".
وحسب مصدر رفض الكشف عن هويته، فإن المبعوث الأممي خرج عن صمته خلال لقائه الأخير مع وفد "الحوثي وصالح"، وأكد أن خارطة الطريق الأممية ستطرح للتنفيذ وليس للنقاش، وأبرز نقاطها: إلغاء الإعلان الدستوري، وما يسمى "اللجنة الثورية"، التي شكلها الحوثيون وصالح لإدارة شؤون البلاد بعد الاستيلاء على صنعاء في سبتمبر/ايلول 2014، وكل ما ترتب عليهما من تغييرات حوثية في مؤسسات الدولة، وتشكيل لجنة عسكرية تحت إشراف أممي من قادة عسكريين لم يتورطوا في أعمال قتالية.
والى الكويت من المقرر أن يصل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، ، خلال الساعات الـ24 المقبلة، من أجل العمل على دفع مشاورات السلام اليمنية المنعقدة هناك، والتي تشهد تعثرا بسبب تعنت وفد الانقلابيين (الحوثي وصالح). وتابعت المصادر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيتوجه أيضًا إلى الكويت ومن المقرر أن يجتمع مع وفدي الجانبين المشاركين في المشاورات.