بغداد – نجلاء الطائي
قُتل 127 من مسلحي تنظيم "داعش"، خلال المعارك مع القوات العراقية، في مدينة الموصل، فيما اتهمت منظمة بريطانية متخصصة بمكافحة الألغام، "داعش"، باستعمال ألغام جديدة شديدة الحساسية والخطورة، لم تستعمل منذ التوقيع على اتفاقية حظر الألغام الأرضية قبل عشرين عامًا، في المناطق المحررة في العراق وسورية، وبيّنت أن تلك الألغام تسببت بتفاقم عدد الضحايا خلال المدة الماضية، وعالجت القوات أكثر من 11 ألف لغم منها في المناطق المحررة مؤخرًا، ورفعت تسعة آلاف لغم آخر خلال الأشهر الستة الماضية.
وأوضحت خلية الإعلام الحربي في بيان الايجاز اليومي للعمليات، أن "قطعات المحور الشمالي المتمثلة في قطعات الجيش باشرت بعمليات التفتيش والتطهير للمناطق المحررة، وتمكنت من تفجير 3 عجلات مفخخة وقتل 15 متطرفًا وإسقاط طائرة مسيرة بإسناد طيران التحالف الدولي". وتابعت أنه في "المحور الجنوبي للساحل الايسر لقوات الشرطة الاتحادية، وقطعات الفرقة المدرعة التاسعة تمكنت القطعات من التقدم وتحرير حي الساهرون وحي سومر وحي السلام، ورفع العلم العراقي فوق مبانيها".
وأضافت أن "تلك القوات تمكنت من قتل 89 متطرفًا، وتدمير زورقين اثنين، و 5عجلات مفخخة، وتدمير 6مضافات ومفرزة هاون، والاستيلاء على عجلتين تحمل أحادية، والاستيلاء على طائرة مسيرة وعلى أكداس من العتاد والسلاح، وتفكيك 20 عبوة ناسفة وتمكنت فرقة المدرعة التاسعة، من العثور على 33 عبوة وصاروخًا موجهًا عدد 2 وحزام ناسف عدد4، وتم تفجيرها من قبل كتيبة هندسة الفرقة المدرعة التاسعة".
وأعلنت الخلية بأنه في "المحور الجنوبي الغربي لقوات الشرطة الاتحادية، تمكنت من قتل ٤ متطرفين وحرق عجلة من قبل فرقة النخبة بواسطة الدبابة أبرامز في تقاطع سيطرة العقرب"، مضيفة أنه "أثناء قيام طيران التحالف باستطلاع محور الفرقة الثالثة شرطة اتحادية في منطقة الحراقات تم مشاهدة ٥ متطرفين يخرجون من نفق تم معالجتهم من قبل طيران التحالف وقتلهم جميعا وتدمير النفق".
وذكرت الخلية أن "طيران التحالف الدولي نفذ 6 طلعات جوية قتالية، دمرت عدد من آليات المتطرفين، وقتل عدد منهم وتامين 13طلعة استطلاع مسيرة قتالية و 3طلعات بالسمتيات". وتابعت بالقول، أن "القوة الجوية العراقية أمنت 8 طلعات تعبوية ليلية بطائرات f16 و4طلعة نهارية، وتم تدمير 3 معامل تفخيخ و3 مخازن للأسلحة والأعتدة ومقرين أمنيين، وتدمير وكر لأحد قادة داعش وقتله و5 من معاونيه والمتطرف أبو إسراء العفري في تلعفر، وكذلك تدمير عبارة لنقل العجلات وتدمير زورق يحمل 6 إرهابيين".
وقالت الخلية إن "طيران الجيش أمن 8 طلعات تعبوية لإسناد الساحل الإيسر وقوات الحشد الشعبي وتمكنت من تدمير شفل مفخخ وعجلة تحمل أحادية و4عجلات تحمل أحادية وتدمير عجلتين تحمل إرهابيين وقتل 8 إرهابيين". وفي غضون ذلك قال قائد الشرطة الاتحادية، أن ساعات تفصل قواته عن السيطرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة في مدينة الموصل، بعد التقدم في المثلث الجنوبي. وأوضح الفريق رائد شاكر جودت في تصريح صحافي، أن "قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع، تمكنت من تحرير المثلث الجنوبي للساحل الأيسر". وأضاف أنه "خلال الساعات المقبلة، سنعلن تحرير يارمجة والسيطرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وانتهاء عملياتنا العسكرية". وأكد أن "الشرطة الاتحادية بدأت مرحلة تطهير الساحل الأيسر من مخلفات "داعش" وإزالة الأفخاخ والألغام والعبوات الناسفة وتفكيك المباني المفخخة".
واتهمت منظمة بريطانية متخصصة بمكافحة الألغام، "داعش"، باستعمال ألغام جديدة شديدة الحساسية والخطورة، لم تستعمل منذ التوقيع على اتفاقية حظر الألغام الأرضية قبل عشرين عامًا، في المناطق المحررة في العراق وسوريا، وفي حين بيّنت أن تلك الألغام تسببت بتفاقم عدد الضحايا خلال المدة الماضية، وأكدت أنها عالجت أكثر من 11 ألف لغم منها في المناطق المحررة مؤخرًا، ورفعت تسعة آلاف لغم آخر خلال الأشهر الستة الماضية.
وبيّنت منظمة مكافحة الألغام البريطانية الاستشارية، ماينز ادفايزري غروب MAG ، في تقرير لها، أن هنالك "تهديدات طارئة جديدة من ألغام أرضية منتشرة على نطاق واسع في المناطق التي يحتلها "داعش" في العراق وسورية، لم يشهد مثلها منذ عقود"، مشيرة إلى أن "عدد القتلى والجرحى نتيجة انفجار تلك الألغام ارتفع خلال المدة الأخيرة" .
وذكرت منظمة MAG، أنها "عالجت أكثر من 11 ألف لغم أرضي جديد مزروع في مناطق متعددة في العراق وسورية، منذ الشروع بهذه المهمة الطارئة في المناطق التي تم تحريرها مؤخرًا من تنظيم داعش"، مبينة أنها تمكنها من "رفع تسعة آلاف لغم أرضي وتدميرها خلال الأشهر الستة الماضية فقط". ووعدّت المنظمة، أن "الإجراءات العاجلة التي اتخذت لرفع تلك الألغام وتدميرها وتوفير المزيد من الموارد، للاستجابة لهذه الحالة الطارئة، أسهمت في حماية الكثير من الأرواح التي كانت ستتعرض لخطر الموت فضلاً عن تعذر وصول إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة".
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، جين كوكنغ، إن هنالك "حالة طارئة لانتشار الألغام الأرضية في العراق وسورية على نطاق واسع لم نرَ مثيلاً لها منذ التوقيع على اتفاقية حظر الألغام الأرضية قبل عشرين عامًا"، مبينة أن "الطريقة الوحشية التي تم من خلالها زرع تلك الألغام عبر الأراضي في العراق وسورية، لا يمكن تصورها، إذ أنها حساسة جداً بحيث تنفجر لو وطأتها قدم طفل صغير، كما أنها قوية في الوقت نفسه بحيث تستطيع إعطاب دبابة".
وأضافت كوكنغ، أن "منظمة MAG تعمل على حماية المدنيين وتدعم جهود المساعدات الإنسانية، من خلال تكثيف عملياتنا الفنية في إزالة الألغام"، مؤكدة أن "المنظمة سترسل المزيد من الفرق الميدانية بأسرع وقت ممكن". وكانت الألغام والمفخخات، تعد من العوامل الأساسية في استراتيجية "داعش"، لمواجهة القوات الأمنية، أو عرقلة تقدمها، وإلحاق أكبر أذى ممكن بالمدنيين الأبرياء في المناطق التي يحتلها، أو لمنعهم من مغادرتها خلاصاً من إرهابه.
وفي الشأن ذاته، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن ما يسمى تنظيم "داعش"، يتراجع في العراق وسورية في حين تتقدم كل من القوات العراقية والتحالف الدولي ضد التنظيم في المنطقة. وقال الأمين العام لحلف (ناتو) ينس شتولتنبرغ في تصريح صحافي، عقب لقائه رئيس الوزراء النيوزلندي بيل إنجلش في مقر الحلف في بروكسل، أن التنظيم مسؤول عن العديد من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، مشددًا على أهمية الاستمرار في محاربته ودعم التحالف، ووجوب أن يكون المجتمع الدولي "يقظا" للتهديدات الإرهابية.
وأعرب عن اقتناعه بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وإدارته سيواصلان التزامهما بالضمانات الأمنية للحلف، مفيدًا بأن ترامب أكد في وقت سابق بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية موقف الولايات المتحدة ازاء الحلف.
وعلى الصعيد الروسي، قال المسؤول الدولي إنه لا يرى أي تهديد وشيك ضد أي حليف لـ(ناتو) من قبل روسيا الاتحادية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به الان ما هو إلا إظهار صورتها الحازمة، وذلك بتعزيز استثمارها الكبير في القوات المسلحة وقدراتها العسكرية.
وفيما يتعلق بأفغانستان، ذكر شتولتنبرغ أن البلد يواجه العديد من التحديات وأن أوضاعها صعبة لما شهدته من هجمات إرهابية، خلال الأسابيع والأشهر الماضية، موضحًا أن حلف "ناتو"، موجود في أفغانستان فقط لتدريب وتقديم المشورة للقوات الأفغانية وليس للعمليات القتالية.