الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي

كشفت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن تنفيذ أول حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى العالم في ظل تفشي فيروس «كورونا»، استهدفت أكثر من 766 ألف طفل باكستاني ممن تقل أعمارهم عن الخمس سنوات، واستطاعت إيصال اللقاحات وتطعيم 722 ألفاً و500 طفل ضد شلل الأطفال بنسبة نجاح بلغت 94.3%، ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم.

وأكد مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، عبدالله خليفة الغفلي، أن الحملة التي تم تنفيذها خلال الفترة من 20 إلى 26 يوليو/تموز الماضي، تمثل ترجمة ميدانية لتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الجهود العالمية الرامية للحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال في المناطق المنكوبة في العالم، كما أنها تأتي ضمن النهج والمبادئ الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات بالالتزام بمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بالإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية، والحماية من الأمراض والأوبئة.

ولفت الغفلي إلى الأهمية الاستثنائية لهذه الحملة التي تعتبر أول حملة تنفذ على مستوى العالم لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال بعد توقف الحملات لمدة 4 أشهر تقريباً بسبب تفشي فيروس «كورونا»، مشيراً إلى أن الهدف من تنفيذ الحملة محاصرة مناطق انتشار فيروس شلل الأطفال الذي بلغ عدد حالات الإصابات به هذا العام في باكستان 60 حالة، موضحاً أنه تم اعتماد خطة ميدانية لاستهداف أكثر من 766 ألف طفل في المناطق ذات الخطورة الأمنية العالية، والتي يعتبر أطفالها الأكثر تهديداً وعرضة للإصابة بالفيروس، وشمل النطاق الجغرافي للحملة منطقة جنوب وزيرستان في إقليم المناطق القبلية، ومدينة كويتا في إقليم بلوشستان، ومنطقة أتك وفيص أباد في البنجاب، ومدينة كراتشي بالسند.

ونوه بأن هذه الحملة نفذت وسط إجراءات وتدابير حديثة وبمعايير وقائية عالية، حيث شارك في تنفيذها أكثر من 3465 من فرق التطعيم وعناصر الأمن، بعد تلقيهم دورات تدريبية لتأهيلهم لأداء المهمة في ظل التحديات الميدانية والمخاطر المتعلقة بحمايتهم وسلامتهم، وضمان حماية الأطفال المستهدفين بالتطعيم من الإصابة بفيروس كورونا، كما تم تزويدهم بمعدات وقاية شخصية تشمل الملابس والكمامات والقفازات ومواد التعقيم، إضافة إلى تنفيذ خطة جديدة للتوعية الإعلامية والاجتماعية، لتشجيع الآباء وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من الإصابة بشلل الأطفال، بالإضافة إلى حمايتهم من التعرض لخطر الإصابة بفيروس «كورونا».

وأشار إلى أن الإجراءات الاحترازية لفرق التطعيم أثناء تنفيذ الحملة شملت إجراء الفحوص الشاملة لهم والتأكد من سلامتهم من الإصابة بفيروس كورونا قبل المشاركة في الحملة، ومنع مشاركة من يتجاوز عمره 50 عاماً في الحملة، وكذلك منع مشاركة أي مصاب بأمراض مزمنة، وعدم زيادة عدد أي فريق تطعيم عن فردين، ومنعهم من لمس الأطفال مباشرة أثناء التطعيم، وحماية الأمصال من اللمس من أي طرف آخر، بالإضافة إلى إجراء وقائي آخر موجه لآباء وأمهات الأطفال يتعلق بتعقيم أيديهم قبل تطعيم أطفالهم، وتوزيع الكمامات المجانية عليهم.

وأعلن مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن تنفيذ حملة جديدة للتطعيم ضد شلل الأطفال بتاريخ 17 أغسطس/آب الجاري، تستمر 10 أيام وتستهدف 15 مليوناً و526 ألف طفل في 85 منطقة في جمهورية باكستان الإسلامية بمشاركة 96 ألف عنصر من فرق التطعيم والأمن.
جدير بالذكر أن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال بدأت في عام 2014، واستطاعت حتى عام 2020 إعطاء 455 مليوناً و956 ألفاً و226 جرعة تطعيم لأكثر من 86 مليون طفل باكستاني، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد قدم منذ عام 2011 مبلغ 327.8 مليون دولار أميركي مساهمة من سموه، في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان.
ونفذت هذه الحملات بالتنسيق والتعاون المشترك مع قيادة الجيش الباكستاني ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية ووزارات الصحة في حكومات الأقاليم، ومؤسسة بيل ومليندا جيتس، حيث حرصت جميع الجهات المشاركة على تعزيز نجاح جهود الحملة ودعم جهود فرق التطعيم والتأمين وتخطيط وتنظيم عمليات إعطاء اللقاحات للأطفال المستهدفين ومتابعة التنفيذ الميداني لمراحل الحملة.

قد يهمك أيضًا:

محمد بن زايد يؤكّد أن محطّات براكة إنجاز حضاري تضيفه الإمارات لرصيدها المتفرد

اختتام المشروع الإماراتي لتوزيع الأضاحي وكسوة العيد 1440 في لبنان