رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقوات

حررت قوات الحشد الشعبي قرية "أبو سنام" الشمالية في محور غرب الموصل وسط اشتباكات مع عصابات تنظيم "داعش" المتطرّف، أسفرت عن مقتل 25 متطرفًا أثناء تحرير قرية "عزيز اغا" شمال غرب ناحية "تل عبطة"، ويستعد الآلاف من أفراد الشرطة الاتحادية إلى الانضمام للهجوم على شرق الموصل لتعزيز القوات التي تواجه هجمات عنيفة من المتشددين منذ أسابيع.

وتم نشر القوات الإضافية مع دخول الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لسحق تنظيم داعش في معقله بالعراق أسبوعها التاسع، واستعادت قوات خاصة تابعة للجيش العراقي ربع المدينة لكن تقدمها تباطأ وأصبح بالغ الصعوبة، ونقلت وحدات الشرطة الاتحادية 4 آلاف فرد إلى جنوب شرقي المدينة، قرب منطقة حققت فيها فرقة دبابات تابعة إلى الجيش الأسبوع الماضي أعمق تقدم في الموصل حتى الآن حيث سيطرت لفترة وجيزة على مستشفى يستخدمه المتشددون قاعدة لهم، لكن القوات اضطرت للانسحاب من مستشفى السلام الواقع على مسافة نحو كيلومتر من نهر دجلة الذي يمتد وسط الموصل عندما تعرّضت إلى هجوم بسيارات ملغومة وقذائف مورتر وبنادق آلية.

وأوضح قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت أن "الألوية الثلاثة من الفرقة الخامسة بالشرطة مستعدة الآن للتحرك رغم أنه أشار إلى أنها قد لا تبدأ العمليات على الفور، وأن القوات موجودة حاليا قرب قرة قوش على مسافة نحو 15 كم من الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة، جاهزون تمامًا الآن للبدء بالهجوم للسيطرة على الساحل الأيسر للموصل"، لكنه قال إنهم ينتظرون التقدّم في أماكن أخرى على الجبهة الشرقية حيث تحقق قوات جهاز مكافحة الإرهاب تقدمًا مطردًا من شارع لشارع على عكس التقدّم السريع الذي حققته الفرقة المدرعة صوب المستشفى الأسبوع الماضي.

وأضاف جودت : "نحن بانتظار الأوامر من القيادات العليا لبدء الهجوم لهزيمة داعش و تطهير الساحل الأيسر في الموصل"، وقالت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، الأحد، أنها سيطرت على حي النور وهو حي آخر من أحياء شرق الموصل، ومن الصعب التحقق من الأنباء الواردة من الموصل بعد أن قيدت السلطات بدرجة أكبر دخول وسائل الإعلام الدولية إلى جبهات القتال والمناطق التي يتم استعادتها من تنظيم داعش داخل وحول الموصل، وشنّت الشرطة وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، الحملة لاستعادة الموصل يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وتضم القوات جنودًا وقوات أمن ومقاتلين من البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي- المؤلفة في أغلبها من مسلحين شيعة- ومدعومة بتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

وكشف القادة العراقيون أن التقدم تباطأ بسبب المقاومة العنيفة للمتشددين الذين يستخدمون شبكة أنفاق تحت النصف الشرقي من المدينة ويستغلون أكثر من مليون مدني كدروع بشرية، ويقول الجيش إن القتال في مناطق سكنية مزدحمة قيد استخدام التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة للأسلحة الثقيلة والغارات الجوية، وتحدث القادة على مدى أسابيع كذلك عن فتح جبهة جديدة في جنوب غرب الموصل لزيادة الضغوط على دفاعات التنظيم. لكن نشر القوات إلى الجنوب الشرقي قد يؤخر الخطة، وكان من المقرر أن تنضم القوات في قرة قوش لوحدات أخرى من الشرطة وصلت إلى مسافة من 3 إلى 4 كيلومترات من المطار على الطرف الجنوبي الغربي من الموصل وكان من المتوقع أن تفتح الجبهة الجديدة داخل المدنية على الضفة الغربية لنهر دجلة.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، أن الأجهزة الأمنية ضبطت عجلة تحمل مواد متفجرة وعبوات وأحزمة ناسفة غربي العاصمة بغداد، موضحًا أن "استخبارات مديرية مكافحة إرهاب بغداد في وزارة الداخلية وبالتنسيق مع استخبارات عمليات بغداد ضبطت عجلة حمل في سيطرة أبو غريب" غربي بغداد، أن العجلة كانت تحمل "مواد متفجرة وعبوات لاصقة وأحزمة ناسفة وهواتف لأغراض التفجير مخفية داخل حمولة إطارات أثناء عملية تفتيش دقيقة لحمولة العجلة".

ودعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الاثنين، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية الجديدة إلى زيادة الدعم للعراق في حربه التي يخوضها ضد تنظيم "داعش"، وجدد توقعه بأن يتمّ حسم معركة تحرير مدينة الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوى في وقت قريب، مضيفًا: "نطلب من المجتمع الدولي مواصلة دعم العراق، العالم كله يحتاج اليوم إلى العراق في محاربة الإرهاب والقضاء عليه"، ودعا العبادي إدارة ترامب إلى زيادة الدعم إلى العراق، مبيّنًا أن "دعم العراق يصب في مصلحة أميركا والمنطقة والعالم بأسره".

وجدد حيدر العبادي توقّعه بان يتمّ حسم معركة تحرير مدينة الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوى في وقت قريب، مؤكدًا التزام القوات الأمنية بقطعاتها كافة بالحفاظ على المدنيين اثناء المعركة، وذلك خلال اجتماعه بالقيادات الأمنية والعسكرية في قواطع عمليات "قادمون يانينوى"، ومبيّنًا أن "هدفنا تقليل عدد الضحايا من قواتنا والمدنيين خلال المعركة، سنحسم المعركة قريبًا"، ووصل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي إلى ناحية حمام العليل جنوبي مدينة الموصل، وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، أن العبادي "ألتقى بأهلها والمسؤولين فيها"، ووصل العبادي إلى قواطع عمليات نينوى واجتمع بالقادة العسكريين والأمنيين.