الجزائر ـ نورالدين رحماني
توجّه رئيس الوزارء الجزائري بالنيابة يوسف يوسفي، الاثنين، إلى ولاية باتنة، معقل "الشاوية"، رفقة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، قصد تقديم اعتذار الحكومة الجزائرية، عن التصريحات التي أطلقها الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، الأربعاء الماضي، قبل يوم من تنحيه عن منصبه، في حق الشاوية.
وكان عبد
المالك سلال قد وصف "الشاويّة"، قبل تنحيه عن رئاسة الوزراء، وتسلّمه إدارة الحملة الانتخابيّة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بأنهم "شعب رخيص"، ما أثار غضب ساكنة باتنة، ودفعهم إلى احتجاجات شعبية واسعة، الأحد، شملت إضراب طلبة المدارس والجامعات عن الدراسة، ومسيرات جابت المدينة، وتوجهت إلى منزل رئيس الوزارء الأسبق، مطالبين باعتذار رسمي عن ما بدر من سلال، معتبرين أنها "تصريحات مشينة في حقهم".
وأوضح منسق حركة "العروش" في المنطقة فاتح عاشورة أنَّ "تصريحات سلال تعدُّ إهانة لهم، تستدعي الاعتذار علنيًا عليها"، مبيّنًا أنَّ "التصريحات تعتبر استخفافًا بهم، وبجنسهم، وسلالتهم العريقة".
وأكّد عاشورة أنَّ "حركة العروش سترفع دعوى قضائية ضد الوزير الأول السابق سلال بتهمة القذف".
وتأتي الاحتجاجات بالتزامن مع تجدّد العنف الطائفي في ولاية غرداية، بين العرب والبربر، وسقوط 3 قتلى فيها، ما يؤكد على خطورة الأوضاع التي تمر بها الجزائر.
ويرى مراقبون للشارع السياسي والشعبي في الجزائر أنَّ "سقطات وزراء بوتفليقة تتوالى مع اقتراب موعد انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 نيسان/أبريل المقبل، بعد التصريح الخطير الذي أطلقه وزير الصناعة عمارة بن يونس، منذ حوالي 10 أيام، حين قال (من ليس مع العهدة الرابعة لبوتفليقة ينعل أبوه)"، معتبرين أنّها " تصريحات غير محسوبة".
وأشار رئيس حزب "جيل جديد" سفيان جيلالي، في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم"، إلى أنَّ "تصريحات الحكومة تعبّر عن حالة تخبط يعيشها نظام بوتفليقة، في ضوء عجز هذا الأخير، وتركه سلطاته وصلاحياته لأشخاص يديرون الجزائر، وكأنها ملكية خاصة بهم"، حسب تعبيره.
وأضاف "الجزائر الآن في مرحلة انقلابية، وبوتفليقة سرق الجزائر بأكملها من الجزائريين، وليس فقط حكمها".