مدرعات تابعة للجيش

شَهِدَت شوارع وميادين محافظتي القاهرة والجيزة، الجمعة، إجراءات أمنيّة مُشدَّدة أمام أقسام ومراكز الشرطة والمنشآت الحيويّة والكنائس، تحسّبًا لأي أعمال عنف متوقَّعة من قِبل جماعة "الإخوان" خلال التظاهرات التي دعا لها "التحالف الوطنيّ لدعم الشرعيّة"، فيما كثّفت قوات الجيش والشرطة من تواجدها، في محيط ميادين (النهضة والتحرير ومصطفى محمود، ورمسيس، ورابعة العدوية، وقصر الاتحادية).
ونشرت قوات الأمن مُدرّعاتها في الشوارع كافة المحيطة بالميادين، وأغلقتها تمامًا، ومنعت مرور السيارات بها، الأمر الذي دفع رجال المرور بعمل تحويلات مروريّة موازية تخفيفًا على المواطنين، ففي ميدان النهضة قامت الشرطة بوضع المتاريس الحديدية والمدرعات، وقامت بغلق شارع الجامعة من الإتجاهات كافة، كما نشرت قوات الجيش مُدرّعاتها في محيط مديرية الأمن، وأغلقت شارع النيل أمام عبور السيارات.
وفي شارع المرغني، نصبت قوات الجيش الحواجز والأسلاك الشائكة في منتصف الشارع، تمهيدًا لغلق الطريق بعد صلاة الجمعة، تحسّبًا لوصول مسيرات "الإخوان" من مناطق الزيتون ومصر الجديدة، حيث أكَّد شهود عيان، لـ"العرب اليوم"، وجود أكثر من 10 سيارات أمن مركزي وأكثر من 5 مدرعات للجيش والشرطة في محيط قصر الاتحادية، بالإضافة إلى وضع الأسلاك الشائكة القريبة من بوابة القصر الرئاسي، في حين سارت الحالة المرورية في شكلها الطبيعي في الشوارع المؤدية إلى محيط القصر وميدان روكسي في منطقة مصر الجديدة، فيما تم نشر تشكيلات من قوات الأمن المركزيّ والمُدرّعات الشرطية بجوار مسجد "رابعة العدوية"، ومنعت قوات الأمن انتظار السيارات في محيط المسجد،
وفي ميدان التحرير، فرضت قوات الجيش والشرطة سيطرتها على مداخل ومخارج الميدان كافة، وعلى عكس العادة فتحت قوات الجيش ميدان التحرير، أمام حركة المرور بصورة طبيعية، بعد إغلاقه كل جمعة، والتي تتزامن مع تظاهرات "الإخوان"، خشية من اقتحامه والاعتصام فيه، ورصد "العرب اليوم" اصطفاف مدرعات الجيش والشرطة على جانبي الميدان، بالإضافة إلى انتشار عسكريّ مكثَّف أمام المتحف المصري القريب من الميدان، ووضع الأسلاك الشائكة بالقرب من مداخل ومخارج الميدان لإغلاقه في أيّ وقت يتطلب ذلك، والحال ذاته في ميدان مصطفي محمود في المهندسين وميدان رمسيس
وأكَّد مصدر أمنيّ، أن مديرتي أمن محافظتي القاهرة والجيزة، رفعا حالة الطوارئ أمام معظم أقسام الشرطة، وخصوصًا بعد أنباء عن خروج جماعة "الإخوان" ومناصرين لهم، الجمعة، موضحًا انتقال مجموعات قتالية من معسكرات قوات الأمن وانتشارها أمام المنشآت الحيوية، كما تمّ تدعيم العديد من الأقسام الشرطية بقوات إضافية، وجاء ذلك مع استمرار غلق محيط مديرية أمن الجيزة، وتمركز سيارات الأمن المركزى أعلى كوبري (جسر) الجيزة بالقرب من مسجد الاستقامة لدواعٍ أمنية.
وأوضح المصدر نفسه، في تصريحات صحافية، أن الأجهزة الأمنية وضَعَت خطة أمنية للتصدِّي لأيّة محاولات عنف من عناصر الجماعة، وذلك بعد اغتيال مدير المكتب الفنيّ لوزير الداخلية اللواء محمد السعيد، إثر خروجه من منزله في الطالبية، واستشهاد شرطيّ أمام كنيسة العذراء في مدينة "6 أكتوبر"، لافتًا إلى أن منطقة الطالبية شَهِدَت حالة من الهدوء التام، وسط سيولة مروريّة في شارعي الهرم وفيصل وتعزيزات أمنية في الشوارع، تحسبًا لخروج أنصار "الإخوان" للنزول والخروج عن السلمية.
وقد دعا "التحالف الوطني"، إلى الخروج بمسيرات، الجمعة، من مساجد: "الريان" في المعادي، و"المراغي" في حلوان، و"الإستقامة" في الجيزة، و"مصطفي محمود" في المهندسين، و"العمرانية" و"العارف بالله" في الزيتون، والعديد من المساجد المختلفة الأخرى.
وكان 59 شخصًا غالبيتهم من أنصار مرسي، قد قُتلوا في اشتباكات مع الشرطة، السبت الماضي، في الذكرى الثالثة لـ "ثورة 25 يناير".