تونس - أزهار الجربوعي
كشف الوزير الأوَّل الجزائريّ عبد الملك سلال أن اللَّجنة الكبرى التّونسيَّة الجزائريَّة ستنعقد في الأسبوع الأوَّل من شهر فبراير- شباط 2014 المقبل، مشدِّدًا على أن الجزائر تدعم الانتقال الديمقراطيّ في تونس ولا تتدخَّل في شأنها الداخليّ، جاء ذلك خلال لقاء جمعه مساء الأحد في تونس، برئيس الحكومة علي العريض والمرشّح لخلافته مهدي جمعة أثناء عودته من زيارة عمل رسميَّة في ليبيا.
كما التقى الوزير الأوَّل الجزائريّ، مساء اليوم الأحد برئيس الجمهورية التّونسيّة الدّكتور محمد المنصف المرزوقيّ في قصر قرطاج، حيث تناول اللّقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائيَّة بين البلدين الشقيقين، خصوصًا في الجانب الاقتصاديّ والأمنيّ حيث تمّ التأكيد على أهمية التنسيق المشترك في مراقبة الحدود والعمل على مواجهة ظاهرة الإرهاب.
كما تطرّق اللقاء إلى ضرورة وضع خطة لتنمية المناطق الحدودية وهو ما سيمكّن من الحدّ من ظاهرة التهريب وانتشار التجارة الموازية .
وأكَّد الوزير الأوّل الجزائريّ عبد الملك سلّال أنه قدم لتونس إثر إنهائه لمهمة في ليبيا، مشيرًا إلى أن زيارته إلى تونس حملت الكثير من القرارات الإيجابية لفائدة تونس والجزائر، مشدّدًا على أن أمن تونس هو أمن الجزائر.
وأكَّد سلال أن الجزائر مطمئنّة للتطورات في تونس، وأنها واثقة من قوة الشعب التّونسيّ، نافيًا تدخُّل بلاده في الشَّأن الداخليّ لتونس.
وكشف الوزير الأوّل الجزائري أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع اللَّجنة الكبرى المشتركة التّونسيّة الجزائرية في الأسبوع الأول من شهر فبراير_شباط المقبل ستتوج بقرارات وصفها بجد إيجابية للبلدين، لافتًا إلى أن الملفّ الأمنيّ احتل سلّم أولويات لقائه بنظيره التّونسيّ علي العريض، حيث تمّ التطرق إلى اتخاذ التدابير الضرورية لتأمين الحدود المشتركة.
وقد استقبل رئيس الحكومة التّونسيّة علي العريض بالجناح الرئاسيّ لمطار تونس قرطاج الوزير الأوّل الجزائريّ عبد المالك سلال الذي كان قادمًا من ليبيا في زيارة قصيرة إلى تونس رفقة وفد حكوميّ جزائريّ يضم كلًّا من وزراء الداخلية والجماعات المحلية والخارجية والطاقة والمناجم وكاتب الدولة المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، أما من الجانب التّونسيّ فحضر اللقاء وزير الصناعة الحاليّ والمرشح لرئاسة الحكومة المقبلة مهدي جمعة، وكلّ من وزراء الدفاع رشيد الصباغ والداخلية لطفي بن جدو والخارجية عثمان الجرندي والعدل نذير بن عمو وكاتب الدولة المكلّف بالطاقة والمناجم نضال الورفلي.
من جهته، أوضح رئيس الحكومة التّونسيّة علي العريض أن اللقاء شكّل فرصة لاستعراض العلاقات المتميزة بين تونس والجزائر، مؤكّدًا أنها عريقة وصريحة وشاملة وأن البلدين بصدد تطويرها باستمرار.
وكانت العلاقات التّونسيّة الجزائرية قد شهدت توتّرًا خلال العام الجاري الذي يشارف على النهاية، حيث حمّلت أحزاب وقوى تونسية، الجزائر مسؤولية الاغتيالات والتوتر الأمنيّ في تونس، وهو ما دفع بالحكومة التّونسيّة إلى إرسال وفد وزاريّ يترأّسه وزير الخارجية عثمان الجارندي أوائل شهر آب_أغسطس الماضي لتنقية الأجواء والتأكيد على موقف الحكومة التّونسيّة المتمسك بعلاقات الأخوة بين تونس والجزائر ضدّ ما وصفه بـ"محاولات التّشويه والإيقاع بين الجارين"، خصوصًا أن تونس بحاجة إلى الجزائر لدعم استقرارها الهش بعد الثورة ، في مواجهة خطر التطرف على الحدود المشتركة بين البلدين أمام ضعف إمكانياتها المادّية والعسكرية التي أقرّ بها وزير الدفاع الحاليّ رشيد الصباغ ورئيس أركان الجيوش الأسبق رشيد عمار.