القاهرة – عمرو والي
القاهرة – عمرو والي
بدأت الأحزاب المدنية المتوافقة أيديولوجياً عمليات اندماجها، واتّفق حزبا المصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية على الخطوات النهائية للاندماج معاً في محاولة لتوحيد أيديولوجيات الأحزاب لتكوين جبهة تنافس على الساحة السياسية، ومازالت مشاورات الاندماج مُستمِرَّة بين حزبي الدستور والمصري الديمقراطي، فيما أبدى
حزب الوفد ترحيبه بوجود اندماجات حزبية لتوحيد أيديولوجيات التيار المدني لكن دخوله في اندماجات مع أحزاب أخرى قد يكون مستبعداً. وقال نائب رئيس حزب الوفد بهاء أبو شقة لـ"مصر اليوم" إن فكرة الاندماج بين الأحزاب في حد ذاتها جيدة للغاية, لكن تطبيقها صعب جدا لأن كل حزب يريد أن يكون هو الزعيم ويذوب فيه الحزب الآخر, كما أنه من الصعب أن يوافق حزب على هويته, لأن الاندماج سيتسبب في مشكلات كثيرة.
ودعا أبو شقة الأحزاب المتقاربة في الفكر إلى أن تجتمع لمناقشة الأمر من أجل إيجاد دور في الحياة النّيابيَّة عبر تشكيل البرلمان الآتي، موضحاً أن ذلك لن يتحقق إلا في وجود نظام ديمقراطي حقيقي, يتم فيه قبول الرأي الآخر وتبادل السلطة, واحترام الأقلية لرأي الأغلبية. واستبعد أبو شقة اندماج الوفد مع أحزاب أخري لأن له وجودا شعبيا ومقرات على مستوى الجمهورية وله اسم وتاريخ عريق.
وقال القيادي في حزب التّجمّع الدكتور رفعت السعيد، لـ"مصر اليوم" إن هناك مفاوضات تجرى في الفترة الأخيرة بين الأحزاب اليسارية وذلك لبحث بناء قيادة موحدة مشتركة لها، بهدف التنسيق ووضع تصور مشترك للفترة الانتقالية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التحالفات الحزبية قد لا يكون لها تأثير فِعْلِي في الانتخابات. وأضاف أن الاندماج بين حزب "التجمع" و"التحالف الشعبي الاشتراكي" و"الشيوعي المصري" و"الاشتراكي المصري" هو أمر وارد بشرط التقارب بين مناهج العمل وعلى أرض الواقع للاتفاق على رؤى وبرامج مشتركة. وأشار السعيد إلى أن التيارات الإسلامية سيكون لها نصيب من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الآتية، لكنه سيكون ضئيلا جدا. وقالت سكرتير عام حزب المصريين الأحرار، مارجريت عازر، لـ"مصر اليوم" إنهم التقوا بقيادات حزب الجبهة الديمقراطية، وذلك لوضع اللمسات النهائية للاندماج، مؤكدة أن التفاصيل كلها ستعلن خلال الأيام المقبلة.
وأضافت أن هناك لقاء قادما بين أعضاء الحزبين في المحافظات، لكي يَحدُث نوع من التعارف يُسهّل عملية الاندماج، مشيرة إلى الاندماج قائم على احترام متبادل بين الطرفين وعدم وجود استحواذ لحزب على الآخر وأن الاندماج في النهاية مكسب للطرفين. وصف الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع لـ"العرب اليوم" اتّجاه عدد من الأحزاب المدنية إلى الاندماج بالخطوة المُهمّة لمواجهة تيار الإسلام السياسي في الانتخابات المقبلة. وأضاف ربيع أن الأحزاب المدنية لديها بعض المشكلات مثل التمويل وتشابه البرامج وبالتالي فالاندماج يُقلّل من الحيرة التي تصيب الناخب نتيجة كثرتها على الرغم من توافر الخطوط العريضة التي تحكمها من أفكار ورؤى.
وأشار ربيع إلى أن الإخوان نجحوا في الانتخابات السابقة لأنهم نزلوا إلى الشارع وعرفوا احتياجات المواطن البسيط في حين أن الأحزاب الليبرالية فشلت في ذلك لأن قادتها لم يدركوا هذا الأمر وقتها. وحدّد ربيع شرطين لنجاح التحالفات المدنيّة؛ وهي أن تجتمع كلها تحت مظلة تحالف واحد لأن التعدد المُبالَغ فيه من شأنه إحداث الفرقة، والشرط الثاني أن تتخلّى عن الزعامة تجتاحها.